ومن هذا النوع من القبح أيضاً الوقف على الأسماء التي تبين نعوتها حقوقها، نحو قوله ﴿فويلٌ للمصلين﴾ وشبهه، لأن ((المصلين)) اسم ممدوح محمود لا يليق به ((ويل)). وإنما خرج من جملة الممدوحين بنعته المتصل به وهو قوله ﴿الذين هم عن صلاتهم ساهون﴾.
وأقبح من هذا وأشنع الوقف على المنفي الذي يأتي بعده حرف الإيجاب نحو قوله ﴿لا إله إلا الله﴾ و ﴿ما من إله إلا الله﴾ و ﴿لا إله إلا أنا﴾ وشبهه. لو وقف واقف على ما قبل حرف الإيجاب من غير عارض لكان ذنباً عظيماً، لأن المنفي في ذلك كل ما عبد غير الله عز وجل، ومثله ﴿وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيرا﴾ و ﴿ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾ إن وقف واقف على ما قبل حرف الإيجاب في ذلك آل إلى نفي إرسال محمد [وإلى نفي] خلق الجن والإنس. وكذلك ﴿وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو﴾ و ﴿قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله﴾ وما كان مثله، وذلك من عظيم القول.
ومن الوقف القبيح أيضاً، الذي ورد التوقيف بالنهي عنه، الوقف على قوله ﴿وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم. والذين كفروا وكذبوا بآياتنا﴾ و ﴿الذي كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم. والذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾ و ﴿الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾. و ﴿للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له﴾ و ﴿أنهم أصحاب النار. الذين يحملون العرش ومن حوله﴾ و ﴿من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل﴾ و ﴿فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا﴾ و {إن ينتهوا


الصفحة التالية
Icon