الفاصلة من قول الله عز وجل.
(١١٢) حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا يحيى بن سلام في قوله ﴿قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده﴾ قال: قال الله ﴿وهم لا يشعرون﴾ إن سليمان يفقه كلامهم.
(١١٣) حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا ابن الأنباري قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن أسود عن بعض أهل العلم أنه قال: الوقف ((ولها عرش)) والابتداء ((عظيم)) على معنى: عظيم عبادتهم للشمس. قال: وقد سمعت من يؤيد هذا المذهب ويحتج بأن عرشها أحقر وأدق شأناً [من] أن يصفه الله عز وجل بالعظم.
قال المقرئ أبو عمرو: فيرتفع قوله ((عظيم)) على هذا المذهب بالابتداء، والخبر في قوله ((وجدتها)). والتقدير: عظيم وجوده إياها وقومها ساجدين للشمس من دون الله، لأن الذي استعظم سجودهم لغير الله عز وجل لا للعرش لعلمه بما آتى الله نبيه سليمان عليه السلام، من الملك العظيم والأمر الجسيم الذي لم يؤته أحداً. والأوجه في ذلك عند أهل التمام أن يكون ((عظيم)) تابعاً للعرش وصفة له إذ غير مستنكر أن يصفه الهدهد بذلك لما رأى من تناهي طوله وعرضه وما كان فيه من كل الزينة، وإن كان قد شاهد من ملك سليمان ما يدق ذلك عنده، والله أعلم. والوجه الأول جيد بالغ، وإن كان التفسير يؤيد الوجه الثاني.
(١١٤) حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن موسى قال: ثنا يحيى بن سلام في قوله ((ولها عرش عظيم)) أي سرير عظيم قال: وقال قتادة: كان من ذهب وقوائمه لؤلؤ وجوهر، وكان مستراً بالديباج والحرير،