عذاب برحمة أو يختم رحمة بعذاب)).
قال أبو عمرو: فهذا تعليم التمام من رسول الله ﷺ عن جبريل عليه السلام، إذ ظاهره دال على أنه ينبغي أن يقطع على الآية التي فيها ذكر النار والعقاب، ويفصل مما بعدها إن كان بعدها ذكر الجنة والثواب، وكذلك يلزم أن يقطع على الآية التي فيها ذكر الجنة والثواب، ويفصل مما بعدها أيضاً إن كان بعدها ذكر النار والعقاب وذلك نحو قوله: ﴿أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون﴾ هنا الوقف، ولا يجوز أن يوصل ذلك بقوله: ﴿والذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾، ويقطع على ذلك، ويختم به الآية.
ومثله: ﴿وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار﴾ هنا التمام، ولا يجوز أن يوصل [ذلك] بقوله: ﴿الذي يحملون العرش ومن حوله﴾، ويقطع عليه، ويجعل خاتماً للآية. وكذلك: ﴿يدخل من يشاء في رحمته﴾ هنا الوقف. ولا يجوز أن يوصل ذلك بقوله: ﴿والظالمين﴾، ويقطع على ذلك. وكذلك ما أشبهه.
(٤) ومما يبين ذلك ويوضحه ما روى تميم الطائي عن عدي بن حاتم قال: جاء رجلان إلى رسول الله ﷺ فتشهد أحدهما فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قم أو اذهب، بئس الخطيب [أنت] )).
(٥) قال: حدثنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد الفارسي عن الإجازة قال: