تام. ﴿عذاباً شديداً﴾ كاف. ومثله ﴿سوء العذاب﴾ وكذلك رؤوس الآي قبل وبعد. وكذلك ﴿في الأرض أمماً﴾ ﴿دون ذلك﴾ أكفى منه. ومثله ﴿يأخذوه﴾ ومثله ﴿على الله إلا الحق﴾. ومثله ﴿ودرسوا ما فيه﴾. ومثله ﴿أفلا تعقلون﴾ ومثله ﴿وأقاموا الصلاة﴾ ﴿المصلحين﴾ تام. ومثله ﴿لعلكم تتقون﴾.
وقال أحمد بن موسى وأبو حاتم والأخفش وابن عبد الرزاق ((قالوا بلى شهدنا)) كاف، فـ ((شهدنا)) على هذا من قول بني آدم، والمعنى: شهدنا أنك ربنا وإلهنا. وهو قول أبي بن كعب وابن عباس. وقال ابن الأنباري: ليس بوقف لأن ((أن)) متعلقة بالكلام الذي قبلها.
وقال نافع ومحمد بن عيسى والقتبي والدينوري: التمام ((قالوا بلى)) فـ ((شهدنا)) على هذا من قول الملائكة لما قال عز وجل ذرية آدم حين مسح ظهره وأخرجهم منه: ((ألست بربكم قالوا بلى))، فأقروا له بالعبودية. قال الله جل ذكره للملائكة: اشهدوا فقالوا: شهدنا. وهو قول مجاهد والضحاك والسدي، وقيل: هو من قول الله تعالى والملائكة، والمعنى: شهدنا على إقراركم، وهو قول أبي مالك. ويروى عن السدي أيضاً والمعنى: أن تقولوا، عند الكوفيين: لئلا تقولوا. وعند البصريين: كراهة أن تقولوا.
(٥٩) حدثنا محمد بن عبد الله المري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي [بن الحسن] قال: حدثنا أحمد بن موسى قال: حدثنا يحيى بن سلام قال: قال ابن عباس في هذه الآية: أهبط الله آدم عليه السلام، بالهند ثم مسح ظهره وأخرج منه كل نسمة هو خالقها يوم القيامة، ثم قال: ألست بربكم، قالوا بلى شهدنا. قال يحيى: وقال الكلبي: مسح ظهر آدم عليه السلام، فأخرج منه كل خلق هو خالقه ثم قال: ألست بربكم قالوا بلى. ثم قال للملائكة: اشهدوا فقالوا شهدنا. قال يحيى: قال الحسن: ثم أعادهم في صلب آدم عليه السلام.


الصفحة التالية
Icon