﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ﴾ [النساء: ١٥٧]
وقد قام عيسى في بني إسرائيل فبشَّر وأعلن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، فلما جاءهم محمد الذي يعرفونه كما يعرفون أبناءهم قالوا:
﴿قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ [النمل: ١٣]
كما قالوا في عيسى: ﴿فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ [المائدة: ١١٠]
* وفي هذه القصة من الفوائد أمور:
منها: أن النذر ما زال مشروعا في الأمم السابقة، والنبي ﷺ قال فيه كلمة جامعة للصحيح النافذ منه للباطل فقال: «من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه».
ومنها: أن من نعمة الله على العبد أن يكون في كفالة الصالحين الأخيار؛ فإن المربي والكافل له الأثر الأعظم في حياة المكفول وأخلاقه وآدابه، ولهذا أَمَرَ الله المربين بالتربية الطيبة المشتملة على الحث على الأخلاق الجميلة، والترهيب من مساوئ الأخلاق.
ومنها: إثبات كرامات الأولياء؛ فإن الله كرَّم مريم بأمور: يسَّر لها أن تكون في كفالة زكريا بعدما حصل الخصام في شأنها، وأكرمها بأن كان رزقُها يأتيها من الله بلا سبب، وأكرمها بوجود عيسى، وولادتها إياه، وبخطاب الملك لها بما يطمِّن قلبها، ثم بكلامه في المهد، فهذه الأخيرة جمعت كرامة وليّ ومعجزة نبي.
ومنها: الآيات العظيمة التي أجراها الله على يد عيسى ابن مريم: من إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص ونحوهما.


الصفحة التالية
Icon