وذكره، وهما متلازمان، قال تعالى:
﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: ٢٨]
فتسكن القلوب عند الأخبار فلا يبقى في القلب شك ولا ريب في كل خبر أخبر الله به في كتابه وعلى لسان رسوله، بل يفرح بذلك مطمئنا عالما أن هذا أعظم فائدة حصَّلتها القلوب، ويطمئن عند الأوامر والنواهي مكملا للمأمورات، تاركا للمنهيات، راجيا لثواب الله، واثقا بوعده.
ويطمئن أيضا عند المصائب والمكاره فيتلقاها بانشراح صدر واحتساب، ويعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلِّم، فيخف عليه حملها، ويهون عليه ثقلها، وقد علم بذلك آثارها البدنية، فإن الأعمال البدنية مبنية على أعمال القلوب، فأهل اليقين هم أكمل الخلق في جميع صفات الكمال، فإن اليقين روح الأعمال والأخلاق وحاملها، والله هو الموفق الواهب له ولأسبابه.
* فائدة: الظن ورد في القرآن على وجهين: وجه محمود، ووجه مذموم:
أما المحمود: ففي كل مقام مدح وجزاء بالخير والثواب، فإنه بمعنى العلم واليقين مثل قوله تعالى:
﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ﴾ [البقرة: ٤٦]
أي: يتيقنون لذلك، ومثل قوله:
﴿إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ﴾ [الحاقة: ٢٠]
وأما المذموم: ففي أغلب الآيات الواردة في الظن مثل:
﴿إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ﴾ [الأنعام: ١١٦]
﴿إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا﴾ [يونس: ٣٦]
﴿وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾ [البقرة: ٧٨]


الصفحة التالية
Icon