أشياء: فعل المأمور، واجتناب المحظور، وتصديق خبر الله ورسوله، فهذه الثلاثة يدخل فيها الدين كله، وذلك أن قوله: (أَعْطَى) أي: جميع ما أمر به من قول وعمل ونية، (وَاتَّقَى) : جميع ما نهي عنه من كفر وفسوق وعصيان، ﴿وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى﴾ [الليل: ٦] بما أخبر الله به ورسوله من الجزاء، فصدَّق بالتوحيد وحقوقه وجزاء أهله.. فمن جمع ثلاثة الأمور يسره الله لليسرى، أي: لكل حالة فيها تيسير أموره وأحواله كلها، ومقابل هذا قوله:
﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ﴾ [الليل: ٨]
أي: ترك ما أمر به ليس خاصا بالنفقة، بل معنى البخل المنع، فإذا منع الواجبات المتوجهة إليه القولية أو الفعلية أو المالية فقد بخل.
﴿وَاسْتَغْنَى﴾ [الليل: ٨]
أي: رأى نفسه غير مفتقر إلى ربه، وذلك عنوان الكبر والتجرؤ على محارم الله.
﴿وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى﴾ [الليل: ٩]
أي: بلا إله إلا الله وحقوقها، وجزاء المقيمين لها والتاركين لها.
﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ [الليل: ١٠]
أي: لكل حالة عسرة في معاشه ومعاده.
* فائدة: خطابات القرآن للناس خبرا وأمرا ونهيا قسمان:
أحدهما: وهو الأكثر جدا خطاب عام يخاطب به جميع الناس، ويتعلق الخبر أو الحكم فيهم في حالة واحدة مثل الخبر عن الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ومثل الأمر بالصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والبر والصلة والعدل والنهي عن ضد ذلك؛ وهذا لأن القرآن هداية وبيان