وبحسب أحوالهم، وبحسب الأقوال والأحكام التي يدعو إليها، تجدْهُ قد فاق في ذلك الأولين والآخرين، والآثار أكبر دليل على قوة المؤثر.
وجعل الله السبب لفصل الخصام المرضي للمتشاجرين المنصفين في جميع المقالات، الذي هو خير في الحال، وأحسن في المآل، ردها إلى كتاب الله وسنة رسوله، شاهده قوله تعالى:
﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء: ٥٩]
وجعل الله صلة ما أمر به أن يوصل من البر، وصلة الأرحام، والقيام بحق من له حق عليك سببا تُنال به مكارم الأخلاق، ويتبوأ به المنازل العالية في جنات النعيم، شاهده قوله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ﴾ [الرعد: ٢١] ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا﴾ [الرعد: ٢٣]
وجعل الله السوابق الحميدة للعبد وتعرفه لربه في حال الرخاء سببا للنجاة من الشدائد، وحصول أعظم الفوائد، شاهده قوله تعالى:
﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ - لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [الصافات: ١٤٣ - ١٤٤]
وقول أهل الجنة فيها:
﴿إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ - فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ - إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ﴾ [الطور: ٢٦ - ٢٨]
وجعل الله لشرح الصدر ونعيمه وطمأنينته أسبابا متعددة: اليقين والإيمان والإكثار من ذكر الله وقوة الإنابة إليه، والقناعة بما أعطى من