وَالْعِلْمُ.
وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: النُّبُوَّةُ، ﴿وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [الشعراء: ٨٣] بِمَنْ قَبْلِي مِنَ النَّبِيِّينَ فِي المنزلة والدرجة.
[قوله تعالى وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ...]
[٨٤] ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾ [الشعراء: ٨٤] أَيْ ثَنَاءً حَسَنًا وَذِكْرًا جَمِيلًا وَقَبُولًا عَامًّا فِي الْأُمَمِ الَّتِي تَجِيءُ بَعْدِي، فَأَعْطَاهُ اللَّهُ ذَلِكَ فَجُعِلَ كُلُّ أَهْلِ الْأَدْيَانِ يَتَوَلَّوْنَهُ وَيُثْنُونَ عَلَيْهِ. قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: وُضِعَ اللِّسَانُ مَوْضِعَ الْقَوْلِ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ لِأَنَّ الْقَوْلَ يَكُونُ بِهِ.
[٨٥] ﴿وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ﴾ [الشعراء: ٨٥] أَيْ مِمَّنْ تُعْطِيهِ جَنَّةَ النَّعِيمِ.
[٨٦] ﴿وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ﴾ [الشعراء: ٨٦] وَقَالَ هَذَا قَبْلَ أَنْ يَتَبَيَّنَ له أنه عدو الله، كَمَا سَبَقَ ذِكْرُهُ فِي سُورَةِ التوبة.
[٨٧] ﴿وَلَا تُخْزِنِي﴾ [الشعراء: ٨٧] لا تفضحني ﴿يَوْمَ يُبْعَثُونَ﴾ [الشعراء: ٨٧] ٨٨،
[٨٩] ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ - إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء: ٨٨ - ٨٩] أَيْ خَالِصٌ مِنَ الشِّرْكِ وَالشَّكِّ فَأَمَّا الذُّنُوبُ فَلَيْسَ يَسْلَمُ مِنْهَا أَحَدٌ، هَذَا قَوْلُ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ، قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: الْقَلْبُ السَّلِيمُ هُوَ الصَّحِيحُ، وَهُوَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ لِأَنَّ قَلْبَ الْكَافِرِ وَالْمُنَافِقِ مَرِيضٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ [الْبَقَرَةِ: ١٠] قَالَ ابْنُ عُثْمَانَ النَّيْسَابُورِيُّ: هُوَ الْقَلْبُ الْخَالِي مِنَ الْبِدْعَةِ الْمُطْمَئِنُّ عَلَى السُّنَّةِ. ٩٠،
[٩١] ﴿وَأُزْلِفَتِ﴾ [الشعراء: ٩٠] قربت ﴿الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ - وَبُرِّزَتِ﴾ [الشعراء: ٩٠ - ٩١] أظهرت، ﴿الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ﴾ [الشعراء: ٩١] للكافرين. ٩٢،
[٩٣] ﴿وَقِيلَ لَهُمْ﴾ [الشعراء: ٩٢] يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ﴿أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ - مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ﴾ [الشعراء: ٩٢ - ٩٣] يَمْنَعُونَكُمْ مِنَ الْعَذَابِ، ﴿أَوْ يَنْتَصِرُونَ﴾ [الشعراء: ٩٣] لأنفسهم.
[٩٤] ﴿فَكُبْكِبُوا فِيهَا﴾ [الشعراء: ٩٤] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: جُمِعُوا. وَقَالَ مجاهد: دهورا. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: قُذِفُوا. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: طُرِحَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ. وَقَالَ القتيبي: ألقوا على رؤوسهم. ﴿هُمْ وَالْغَاوُونَ﴾ [الشعراء: ٩٤] يعني الشياطين، قاله قَتَادَةُ وَمُقَاتِلٌ. وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: كَفَرَةُ الجن.
[٩٥] ﴿وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ﴾ [الشعراء: ٩٥] وَهُمْ أَتْبَاعُهُ وَمَنْ أَطَاعَهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ. وَيُقَالُ: ذُرِّيَّتُهُ.
[٩٦] ﴿قَالُوا﴾ [الشعراء: ٩٦] أَيْ: قَالَ الْغَاوُونَ لِلشَّيَاطِينِ وَالْمَعْبُودِينَ، ﴿وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ﴾ [الشعراء: ٩٦] مَعَ الْمَعْبُودِينَ وَيُجَادِلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.
[٩٧] ﴿تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [الشعراء: ٩٧]
[٩٨] ﴿إِذْ نُسَوِّيكُمْ﴾ [الشعراء: ٩٨] نعدلكم، ﴿بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الشعراء: ٩٨] فنعبدكم.
[٩٩] ﴿وَمَا أَضَلَّنَا﴾ [الشعراء: ٩٩] أَيْ: مَا دَعَانَا إِلَى الضَّلَالِ، ﴿إِلَّا الْمُجْرِمُونَ﴾ [الشعراء: ٩٩] قَالَ مُقَاتِلٌ: يَعْنِي الشَّيَاطِينَ. وَقَالَ الكلبي: إلا ولونا الَّذِينَ اقْتَدَيْنَا بِهِمْ. وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ وَعِكْرِمَةُ: يَعْنِي إِبْلِيسَ وَابْنَ آدَمَ الْأَوَّلَ وَهُوَ قَابِيلُ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ، وَأَنْوَاعَ الْمَعَاصِي.


الصفحة التالية
Icon