﴿الشَّيْطَانُ﴾ [الزخرف: ٦٢] عَنْ دِينِ اللَّهِ، ﴿إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ [الزخرف: ٦٢]
[٦٣] ﴿وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ﴾ [الزخرف: ٦٣] بِالنُّبُوَّةِ، ﴿وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ﴾ [الزخرف: ٦٣] مِنْ أَحْكَامِ التَّوْرَاةِ، قَالَ قَتَادَةُ: يَعْنِي اخْتِلَافَ الْفِرَقِ الَّذِينَ تَحَزَّبُوا عَلَى أَمْرِ عِيسَى. قَالَ الزَّجَّاجُ: الَّذِي جَاءَ بِهِ عِيسَى فِي الْإِنْجِيلِ إِنَّمَا هُوَ بَعْضُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ، وَبَيَّنَ لَهُمْ فِي غَيْرِ الْإِنْجِيلِ مَا احْتَاجُوا إِلَيْهِ. ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾ [الزخرف: ٦٣]
[٦٤ - ٦٦] ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ - فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ - هَلْ يَنْظُرُونَ﴾ [الزخرف: ٦٤ - ٦٦] هل ينتظرون، ﴿إِلَّا السَّاعَةَ﴾ [الزخرف: ٦٦] يَعْنِي أَنَّهَا تَأْتِيهِمْ لَا مَحَالَةَ فَكَأَنَّهُمْ يَنْتَظِرُونَهَا، ﴿أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً﴾ [الزخرف: ٦٦] فجأة، ﴿وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [الزخرف: ٦٦]
[٦٧] ﴿الْأَخِلَّاءُ﴾ [الزخرف: ٦٧] عَلَى الْمَعْصِيَةِ فِي الدُّنْيَا، ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ [الزخرف: ٦٧] يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ﴿بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ [الزخرف: ٦٧] إِلَّا الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ -عَزَّ وجلّ. ٦٨،
[٦٩] ﴿يا عِبَادِ﴾ [الزخرف: ٦٨] أَيْ فَيُقَالُ لَهُمْ يَا عِبَادِي، ﴿لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ - الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ﴾ [الزخرف: ٦٨ - ٦٩] فَيَيْأَسُ النَّاسُ مِنْهَا غَيْرَ الْمُسْلِمِينَ.
[٧٠] فَيُقَالُ لَهُمُ: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ﴾ [الزخرف: ٧٠] تُسَرُّونَ وَتُنَعَّمُونَ.
[٧١] ﴿يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ﴾ [الزخرف: ٧١] جَمْعُ صَحْفَةٍ وَهِيَ الْقَصْعَةُ الْوَاسِعَةُ، ﴿مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ﴾ [الزخرف: ٧١] جَمْعُ كُوبٍ وَهُوَ إِنَاءٌ مُسْتَدِيرٌ مُدَوَّرُ الرَّأْسِ لَا عُرَى لَهَا، ﴿وَفِيهَا﴾ [الزخرف: ٧١] أَيْ فِي الْجَنَّةِ، ﴿مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [الزخرف: ٧١] ٧٢،
[٧٣] ﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ - لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ [الزخرف: ٧٢ - ٧٣]
[قوله تعالى إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ] لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ...
[٧٤ - ٧٧] ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ﴾ [الزخرف: ٧٤] الْمُشْرِكِينَ، ﴿فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ - لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ - وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ - وَنَادَوْا يَا مَالِكُ﴾ [الزخرف: ٧٤ - ٧٧] يَدْعُونَ خَازِنَ النَّارِ، ﴿لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾ [الزخرف: ٧٧] لِيُمِتْنَا رَبُّكَ فَنَسْتَرِيحَ فَيُجِيبُهُمْ مَالِكٌ بَعْدَ أَلْفِ سَنَةٍ، ﴿قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ﴾ [الزخرف: ٧٧] مقيمون في العذاب.
[٧٨] ﴿لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ﴾ [الزخرف: ٧٨] يَقُولُ أَرْسَلَنَا إِلَيْكُمْ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ رَسُولَنَا بِالْحَقِّ، ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ﴾ [الزخرف: ٧٨]
[٧٩] ﴿أَمْ أَبْرَمُوا﴾ [الزخرف: ٧٩] أحكموا ﴿أَمْرًا﴾ [الزخرف: ٧٩] فِي الْمَكْرِ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ﴿فَإِنَّا مُبْرِمُونَ﴾ [الزخرف: ٧٩] مُحْكِمُونَ أَمْرًا فِي مُجَازَاتِهِمْ، قَالَ مُجَاهِدٌ: إِنْ كَادُوا شَرًّا كِدْتُهُمْ مِثْلَهُ. ٨٠،
[٨١] ﴿أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ﴾ [الزخرف: ٨٠] مَا يُسِرُّونَهُ مِنْ غَيْرِهِمْ وَيَتَنَاجَوْنَ به بينهم، ﴿بَلَى﴾ [الزخرف: ٨٠] نسمع ذلك ونعلم، ﴿وَرُسُلُنَا﴾ [الزخرف: ٨٠] أَيْضًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَعْنِي الْحَفَظَةَ، ﴿لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ - قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾ [الزخرف: ٨٠ - ٨١]