[١٣] ﴿وَجَعَلْنَا سِرَاجًا﴾ [النبأ: ١٣] يعني الشمس، ﴿وَهَّاجًا﴾ [النبأ: ١٣] مضيئا منيرا.
[١٤] ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ﴾ [النبأ: ١٤] يَعْنِي الرِّيَاحَ الَّتِي تَعْصِرُ السَّحَابَ، وقال أبو العالية: المعصرات هي السحاب، ﴿مَاءً ثَجَّاجًا﴾ [النبأ: ١٤] أي صبابا. وَقَالَ قَتَادَةُ: مُتَتَابِعًا يَتْلُو بَعْضُهُ بعضا.
[١٥] ﴿لِنُخْرِجَ بِهِ﴾ [النبأ: ١٥] أي بذلك الماء، ﴿حَبًّا﴾ [النبأ: ١٥] وَهُوَ مَا يَأْكُلُهُ النَّاسُ، ﴿وَنَبَاتًا﴾ [النبأ: ١٥] مَا تُنْبِتُهُ الْأَرْضُ مِمَّا تَأْكُلُهُ الأنعام.
[١٦] ﴿وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا﴾ [النبأ: ١٦] ملتفة بالشجر.
[١٧] ﴿إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ﴾ [النبأ: ١٧] يَوْمَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْخَلْقِ، ﴿كَانَ مِيقَاتًا﴾ [النبأ: ١٧] لِمَا وَعَدَ اللَّهُ مِنَ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ.
[١٨] ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا﴾ [النبأ: ١٨] زُمَرًا زُمَرًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ للحساب.
[١٩] ﴿وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ﴾ [النبأ: ١٩] أَيْ شُقَّتْ لِنُزُولِ الْمَلَائِكَةِ، ﴿فَكَانَتْ أَبْوَابًا﴾ [النبأ: ١٩] أَيْ ذَاتَ أَبْوَابٍ. وَقِيلَ: تَنْحَلُّ وتتناثر حتى تصير فيها أبوابا وطرقا.
[٢٠] ﴿وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ﴾ [النبأ: ٢٠] عَنْ وَجْهِ الْأَرْضِ، ﴿فَكَانَتْ سَرَابًا﴾ [النبأ: ٢٠] أَيْ هَبَاءً مُنْبَثًّا لِعَيْنِ النَّاظِرِ كَالسَّرَابِ.
[٢١] :﴿إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا﴾ [النبأ: ٢١] طَرِيقًا وَمَمَرًّا فَلَا سَبِيلَ لِأَحَدٍ إِلَى الْجَنَّةِ حَتَّى يَقْطَعَ النَّارَ. وَقِيلَ: كَانَتْ مِرْصَادًا أَيْ مُعَدَّةً لهم، وَقِيلَ: هُوَ مَنْ رَصَدْتُ الشَّيْءَ أرصده إذا ترقبته، والمرصاد فِيهِ الْعَدُوَّ. وَقَوْلُهُ: (إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا)، أَيْ تَرْصُدُ الْكُفَّارَ.
[٢٢] ﴿لِلطَّاغِينَ﴾ [النبأ: ٢٢] للكافرين، ﴿مَآبًا﴾ [النبأ: ٢٢] مرجعا يرجعون إليه.
[٢٣] ﴿لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا﴾ [النبأ: ٢٣] جَمْعُ حِقْبٍ، وَالْحِقْبُ الْوَاحِدُ: ثَمَانُونَ سَنَةً، كُلُّ سَنَةٍ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، كُلُّ شَهْرٍ ثَلَاثُونَ يَوْمًا، كُلُّ يَوْمٍ أَلْفُ سَنَةٍ. قَالَ الْحَسَنُ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ لِأَهْلِ النَّارِ مُدَّةً، بَلْ قَالَ: (لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا) فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا إِذَا مَضَى حِقَبٌ دَخْلَ آخَرُ ثُمَّ آخَرُ إِلَى الْأَبَدِ، فَلَيْسَ لِلْأَحْقَابِ عِدَّةٌ إِلَّا الخلود.
[٢٤] ﴿لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا﴾ [النبأ: ٢٤] قال الْحَسَنُ وَعَطَاءٌ: لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بردا أي روحا وراحة. قال مُقَاتِلٌ: لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا يَنْفَعُهُمْ مِنْ حَرٍّ وَلَا شَرَابًا يَنْفَعُهُمْ مِنْ عَطَشٍ.
[٢٥] ﴿إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا﴾ [النبأ: ٢٥] الْغَسَّاقُ: الزَّمْهَرِيرُ يَحْرِقُهُمْ بِبَرْدِهِ. وَقِيلَ: صديد أهل النار.
[٢٦] ﴿جَزَاءً وِفَاقًا﴾ [النبأ: ٢٦] أي جازيناهم جزاء وافق أعمالهم.
[٢٧] ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا﴾ [النبأ: ٢٧] لَا يَخَافُونَ أَنْ يُحَاسَبُوا، وَالْمَعْنَى: أَنَّهُمْ كَانُوا لَا يُؤْمِنُونَ بِالْبَعْثِ ولا بأنهم يحاسبون.
[٢٨] ﴿وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾ [النبأ: ٢٨] أي بما جاء به الأنبياء، ﴿كِذَّابًا﴾ [النبأ: ٢٨] يعني تكذيبا.
[٢٩] ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا﴾ [النبأ: ٢٩] أَيْ وَكُلَّ شَيْءٍ مِنَ الْأَعْمَالِ بيناه في اللوح المحفوظ.
[٣٠] ﴿فَذُوقُوا﴾ [النبأ: ٣٠] أَيْ يُقَالُ لَهُمْ فَذُوقُوا، ﴿فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا﴾ [النبأ: ٣٠]
[قوله تعالى إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا]...
[٣١] قَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا﴾ [النبأ: ٣١] فوز وَنَجَاةً مِنَ النَّارِ، وَقَالَ الضَّحَّاكُ: متنزها.
[٣٢] ﴿حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا﴾ [النبأ: ٣٢] يُرِيدُ أَشْجَارَ الْجَنَّةِ وَثِمَارَهَا.
[٣٣] ﴿وَكَوَاعِبَ﴾ [النبأ: ٣٣] جَوَارِيَ نَوَاهِدَ قَدْ تَكَعَّبَتْ ثُدِيُّهُنَّ، واحدتها كاعب، ﴿أَتْرَابًا﴾ [النبأ: ٣٣] مُسْتَوِيَاتٍ فِي السِّنِّ.
[٣٤] ﴿وَكَأْسًا دِهَاقًا﴾ [النبأ: ٣٤] قال ابن عباس والحسن: مُتْرَعَةً مَمْلُوءَةً. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٌ: مُتَتَابِعَةً. قَالَ عِكْرِمَةُ: صَافِيَةً.
[٣٥] ﴿لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا﴾ [النبأ: ٣٥] بَاطِلًا مِنَ الْكَلَامِ، ﴿وَلَا كِذَّابًا﴾ [النبأ: ٣٥] تَكْذِيبًا، لَا يُكَذِّبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.


الصفحة التالية
Icon