قال الآخرون: إنما صاروا خير البرية لكونهم آمنوا وعملوا الصالحات، والملائكة في هذا الوصف أكمل؛ فإنهم لا يسأمون ولا يفترون، فلا يلزم أن يكونوا خيراً من الملائكة١. هذا على قراءة من قرأ ﴿الْبَرِيَّةِ﴾ بالهمز٢، وعلى قراءة من قرأ بالياء٣، إن قلنا: إنها مخففة من الهمزة٤، وإن قلنا: إنها نسبة إلى البَرى وهو التراب كما قاله الفراء٥، فيما نقله عنه الجوهري في (الصحاح) ٦ - يكون المعنى: أنهم خير مَنْ خُلِقَ من التراب، فلا عموم فيها -
١ نحو هذا قال أبو جعفر النحاس في إعراب القرآن (٥/٢٧٤).
٢ وهي قراءة نافع وابن عامر. انظر المبسوط في القراءات العشر ص، (٤٧٥)، وإرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي في القراءات العشر، ص (٦٤٣).
٣ وهم من عدا نافع وابن عامر (الجمهور) انظر المبسوط في القراءات العشر، ص (٤٧٥)، وإتحاف فضلاء البشر، ص (٤٤٢).
٤ يعني أن تحقيق الهمزة وتخفيفها يرجع إلى أصل واحد، فهو من برأ الله الخلق، أي خلقهم. انظر معاني القرآن وإعرابه (٥/٣٥٠)، والكشف عن وجوه القراءات السبع (٢/٣٨٥).
٥ انظر معاني القرآن (٣/٢٨٢) فقد نص الفراء على الوجهين على قراءة من قرأ بغير الهمز، وأعني بالوجهين، أن تكون مأخوذة من برأ الله الخلق أي: خلقهم، أو تكون مأخوذة من (البرى) وهو التراب. وقد أنكر الزجاج، ومن بعده أبو علي الفارسي اشتقاق هذه الكلمة (البريّة) من (البرى) وهو التراب، وحجتهما أنها لو كانت كذلك لم تقرأ بالهمز. انظر معاني القرآن وإعرابه (٥/٣٥٠)، والحجة للقراء السبعة (٦/٤٢٨). قلت: ويبدو أن هذه الحجة قلقة؛ فإن إثبات أصلٍ لا يدل على إسقاط آخر، بل يمكن حمل كل قراءة على ما يناسبها من الاشتقاق، وقد ثبت كلٌ عن العرب فيما حكى الفراء. ومن هو مثلهما في العربية لم ير إسقاط هذا الاشتقاق، فأبو جعفر النحاس ـ في إعراب القرآن (٥/٢٧٤) ـ أثبت لكل قراءة اشتقاقاً، وأبو منصور الأزهري ـ في علل القراءات (٢/٧٨٩) ـ نقل قول الفراء ولم ينكره، وأبو حيان في البحر (٨/٤٩٥) أيّد قول من قال: إنه قد يكون لكل قراءة اشتقاق.
٦ انظر منه (٦/٢٢٨٠) (برا).
٢ وهي قراءة نافع وابن عامر. انظر المبسوط في القراءات العشر ص، (٤٧٥)، وإرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي في القراءات العشر، ص (٦٤٣).
٣ وهم من عدا نافع وابن عامر (الجمهور) انظر المبسوط في القراءات العشر، ص (٤٧٥)، وإتحاف فضلاء البشر، ص (٤٤٢).
٤ يعني أن تحقيق الهمزة وتخفيفها يرجع إلى أصل واحد، فهو من برأ الله الخلق، أي خلقهم. انظر معاني القرآن وإعرابه (٥/٣٥٠)، والكشف عن وجوه القراءات السبع (٢/٣٨٥).
٥ انظر معاني القرآن (٣/٢٨٢) فقد نص الفراء على الوجهين على قراءة من قرأ بغير الهمز، وأعني بالوجهين، أن تكون مأخوذة من برأ الله الخلق أي: خلقهم، أو تكون مأخوذة من (البرى) وهو التراب. وقد أنكر الزجاج، ومن بعده أبو علي الفارسي اشتقاق هذه الكلمة (البريّة) من (البرى) وهو التراب، وحجتهما أنها لو كانت كذلك لم تقرأ بالهمز. انظر معاني القرآن وإعرابه (٥/٣٥٠)، والحجة للقراء السبعة (٦/٤٢٨). قلت: ويبدو أن هذه الحجة قلقة؛ فإن إثبات أصلٍ لا يدل على إسقاط آخر، بل يمكن حمل كل قراءة على ما يناسبها من الاشتقاق، وقد ثبت كلٌ عن العرب فيما حكى الفراء. ومن هو مثلهما في العربية لم ير إسقاط هذا الاشتقاق، فأبو جعفر النحاس ـ في إعراب القرآن (٥/٢٧٤) ـ أثبت لكل قراءة اشتقاقاً، وأبو منصور الأزهري ـ في علل القراءات (٢/٧٨٩) ـ نقل قول الفراء ولم ينكره، وأبو حيان في البحر (٨/٤٩٥) أيّد قول من قال: إنه قد يكون لكل قراءة اشتقاق.
٦ انظر منه (٦/٢٢٨٠) (برا).