(وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين ((٩)
المفردات:
- القصد: استقامة الطريق.
- السبيل: الطريق الذي فيه سهولة، يذكر ويؤنث.
- جائر: مائل عن الحق.
المعنى الإجمالي:
لما ذكرت نعمة سلوك السبيل المادي بالخيل والبغال والحمير ناسب أن تذكر النعمة العظمى وهي نعمة سلوك سبيل الإيمان.
فمن نعم الله - سبحانه وتعالى - علينا أيضا بيان الطريق المستقيم حتى يكون واضحا بينا ليسير عليه من يريد الحق، وحتى لا ينحرف عنه إلى الضلال.
والله لا يجبرنا على الهداية إجبارا، بل بينها لنا فقط ونحن من نختار، وعدم إجباره لنا ليس عن عجز تعالى الله عن ذلك، بل لو شاء الله لهدى الخلق أجمعين، ولكنه الاختبار والامتحان.
المعنى التفصيلي:
- قصد السبيل: أي الطريق القاصد، أي: المستقيم، ووصف السبيل بالقصد وهو المصدر من باب التأكيد القوي على الاستقامة، نقول: رجل عادل. فإذا أردنا المبالغة في وصف عدله، قلنا: رجل عدل.
- (وعلى الله قصد السبيل) أي على الله بيان طريق الحق، ويدل على هذا حرف (على) الدال على التعهد، وهذا كقوله تعالى (إن علينا للهدى) (الليل: ١٢) أي تعهد من الله ببيان طريق الهدى.
- (ومنها جائر) أي: ومن الطرق ما هو مائل عن الحق، وقد بينها الله -سبحانه وتعالى - ببيانه طريق الحق، فكل من سلك طريقا غير طريق الحق فهو مائل عن الحق.
- (ولو شاء لهداكم أجمعين) أي إن الله قادر على أن يجعل الناس كلهم مؤمنين جبرا عنهم، ولكنه سبحانه أبان الحق من الضلال، وترك لنا حرية الاختيار؛ لنتحمل نتيجة أفعالنا.