(هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون ((١٠)
المفردات:
- تسيمون: ترعون فيه أنعامكم.
المعنى الإجمالي:
وما زالت الآيات تبين نعم الله - سبحانه وتعالى - علينا. فالله هو الذي أنعم علينا بنعمة المطر الذي فيه حياتنا، فهو شرابنا الذي لا نعيش بدونه، وهو سبب إنبات الشجر الذي نرعى فيه أنعامنا.
المعنى التفصيلي:
- جاء النص الشريف بـ (هو الذي أنزل) بالضمير المنفصل (هو) والاسم الموصول (الذي)، ولم يأت بـ: " وأنزل " فقط، وهذا للتأكيد على أن المنزل للغيث هو الله - سبحانه وتعالى - وحده لا أحد غيره.
- قدم الجار والمجرور (من السماء) في قوله تعالى (أنزل من السماء ماء) للاختصاص؛ لأن السماء هي مكان نزول الماء.
- ومن البدهي أن الماء ينزل من السماء، فلماذا ذكرت (السماء)؟
لقد ذكرت السماء في سياق نزول المطر لاستحضار صورة الماء النازل من السماء، استحضارا يتلازم عند المؤمنين واستحضار النعمة.
- "من " في قوله تعالى (منه شراب) تبعيضية؛ لأننا لا نشرب كل الماء بل بعضه، و"من" في قوله تعالى (ومنه شجر) سببية؛ لأن الماء سبب في حياة الشجر، ولأجل هذا أعيد ذكر حرف الجر "من" في قوله تعالى (منه شراب ومنه شجر) ولم تأت الآية بـ "منه شراب وشجر"؛ لاختلاف دلالة الحرف في كل موقع.
- (شجر فيه تسيمون) وليس " منه تسيمون"؛ لأن الرعي يكون بين الأشجار، سواء أكلت الأنعام من الشجر أو ضرب الراعي الشجر لتسقط أوراقها لتأكله الأنعام، وكذلك ترعى الأنعام من الأعشاب التي تكون بين الشجر، ولذلك جاء التعبير بحرف الجر "في".


الصفحة التالية
Icon