وتُوهِمُ أنك لم تَذْكُر ذلكَ الفعلَ، إلاَّ لأنْ تُثْبِتَ نفْسَ معناه، مِنْ غيرِ أن تُعدِّيَهُ إلى شيءٍ، أو تَعْرضَ فيه لمفعولٍ.
١٥٨ - ومثاله قول البحتري:
شَجْوُ حسَّادِهِ وغَيْظُ عِداهُ | أن يَرى مُبْصِرٌ ويسْمَعَ واعِ١ |
مثال ثان من الخفي:
١٥٩ وهذا نوعٌ آخر منه، وهو أن يكونَ معك مفعولٌ معلومٌ مقصودٌ قَصْدُهُ، قد عُلِمَ أنه ليس للفعلِ الذي ذكرتَ مفعولٌ سِواهُ، بدَليلِ الحالِ أو ما سَبَق منَ الكلام، إلاَّ أنك تَطْرحُه وتَتَناساهُ وتدَعُه يَلزَمُ ضميرَ النفسِ، لِغَرضٍ غيرِ الذي مَضى. وذلك الغرضُ أن تتوفرَ العنايةُ على إثباتِ الفعلِ للفاعلِ، وتخلصَ له، وتَنصرف بجُملتها وكما هي إليه.
١ في ديوانه.
٢ في المطبوعة و "ج": "وقال إنه يمدح"، والصواب مافي "س".
٢ في المطبوعة و "ج": "وقال إنه يمدح"، والصواب مافي "س".