أَأُقاتِل الحجَّاجَ عَنْ سُلْطانه بِيدٍ تُقِرُّ بأَنها مَولاتُهُ
ماذا أقولُ إذا وقفتُ إزاءَهُ في الصفِّ واحتجَّتْ لَهُ فَعَلاتُهُ
وتحدَّثَ الأَقوامُ أنَّ صَنائعاً غُرِسَتْ لَدَيَّ فَحَنْظَلَتْ نَخلاتُهُ١
مع قول أبي تمام:
أُسَرْبِل هُجْرَ القولِ مَنْ لو هَجَوْتُهُ إذَنْ لهجانى عنه معروفه عندي
وقول النابغة:
إذا ما غزا بالجيشِ حلَّقَ فَوْقَهُ عَصائِبُ طيرٍ تَهْتَدي بعَصَائبِ
جوانحَ قَدْ أيقنَّ أن قَبِيلَهُ إِذا ما التَقى الصفَّانِ أولُ غالِبِ٢
مع قولِ أَبي نواس:
وإِذا مَجَّ القَنا عَلَقَا وتراءَى الموتُ في صُوَرِهُ
راحَ في ثِنْيَيْ مُفاضَتِهِ أَسَدٌ يَدمى شَبا ظفُرهْ
تتأيى الطيرُ غُدْوَته ثِقةً بالشِبْع من جَزَرِهُ٣
المقصودُ البيت الأخير.
١ هذه الأبيات وقصتها لعامر بن حطان الخارجي، وهو أخو عمران بن حطان، وخرجها إحسان عباس في "ديوان شعر الخوارج": ٢١٧، وفاته أنها في الموازنة للآمدي، وفي "إعتاب الكتاب": ٦١، ٦٢، وفي كتاب "العفو والاعتدار" لرقام البصرى: ٥٥٩، وهي عنده ثلاثة عشر بيتًا، وعند الآخرين ستة أبيات، وقبل البيت الثاني، بيت متصل به:
إني أذن لأخو الدناءة والذي عفت على عرفانه جهلاته
٢ كان في المطبوعة: "إذا ما غدا"، وكأنه تصحيف، ويرى: "أبصرت فوقهم عصائب طير، كما في ديوانه، وفيه أيضًا: "إذا ما التقى الجمعان".
٣ في ديوانه. "العلق"، الدم، و "المفاضة" الدرع، و "تتأيي" تتحرى وتتوخى وتتعمد. "جزره"، يعني القتلى الذين جزرتهم سيوفه، وانظر الفقرة التالية، وفي الديوان: "تتأيي الطير غزوته".


الصفحة التالية
Icon