وذكر أنهما معًا من بيت بشار:
خُلِقتُ على ما فيَّ غيرَ مُخَيَّرٍ | هوايَ، ولو خُيِّرْتُ كنتُ المهذَّبا |
والأمرُ في تناسب هذه الثلاثةِ ظاهرٌ. ثم إنه ذكَرَ أنَّ أبا تمام قد تناوله فأخفاه وقال:
فلَوْ صوَّرْتَ نفسَك لم تَزِدْها | على ما فيكَ من كَرمِ الطِّباعِ |
٥٨٠ - ومن العجَب في ذلك ما تراه إِذا أنتَ تأملْتَ قولَ أبي العتاهية:
جزى البخيل على صالحة | غنى بخفته على ظَهْري |
أَعلى وأَكْرمَ عن يَدَيْهِ يَدي | فَعلَتْ، ونزَّه قدْرُه قدْري |
وُرزِقتُ مِن جَدْواهُ عافيةً | أنْ لا يَضيقَ بشكْرهِ صَدْري |
وغَنِيتُ خلوًا من تفضله | أحنوا عليه بأحسن العذر |
ما فاتني خير امرئ وَضَعتْ | عَنّي يَداهُ مؤونةَ الشكْرِ١ |
ثم نظرتَ إلى قول الذي يقول:أعتقني سوء ما صنعت من الرق | فيا برْدَها على كَبِدي |
فصرتُ عَبْداً للسُّوءِ منك وما | أحسن سوء قبلي إلى أحد٢ |