وبينَه، وأخذَ به إلى حيثُ أنتَ، وصرَفَ ناظِرَه إلى الجهة التي إليها أوْمأتَ، فاستبدَلَ بالنِّفار أُنْساً، وأراكَ مِنْ بَعْد الإِباء قَبُولاً.
٦٤٤ - ولم يكنِ الأمرُ على هذه الجملةِ إلاَّ لأنه ليس في أصنافِ العلومِ الخفيَّةِ، والأُمور الغامضةِ الدقيقةِ، أعجبُ طريقاً في الخفاء من هذا. وإنَّكَ لَتُتْعِبُ في الشيء نفْسَك، وتُكِدُّ فيه فكْرَك، وتَجْهَدُ فيه كلَّ جَهْدِك، حتى إِذا قلتَ قد قتَلْتُه عِلْماً، وأحكَمْتُه فَهْماً، كنت بالذيلا يزال يتراءى لك فيه من شبهة، ويعرض فيه من شك١، كما قال أبو نواس:
أَلاَ لا أَرى مثْلَ امترائيَ في رَسْمِ | تغص به عيني ويلظفه وهمي |
أنت صُوَرُ الأشياءِ بَيني وبينَهُ | فظَنِّي كَلاَ ظَنِّ، وعِلْمي كَلاَ عِلْمِ٢ |
خطأ خفي في "النظم":
عَجَباً لهُ! حِفْظُ العِنَانِ بأنْمُلٍ | ما حِفْظُها الأشياءَ مِنْ عاداتِها٣ |
١ يقول: كنت بهذا الذي يتراءى لك، كما قال أبو نواس.
٢ في ديوانه، "في باب الخمريات"، وفيه: "فجهل كلا جهل".
٣ في ديوانه، وفي "ج"، "حفظ البنان"، خطأ صرف.
٢ في ديوانه، "في باب الخمريات"، وفيه: "فجهل كلا جهل".
٣ في ديوانه، وفي "ج"، "حفظ البنان"، خطأ صرف.