﴿وَإِذا رَأَيْت الَّذين يَخُوضُونَ فِي آيَاتنَا﴾ يستهزؤن بك وَبِالْقُرْآنِ ﴿فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ﴾ فاترك مجَالِسهمْ ﴿حَتَّى يخوضوا فِي حَدِيث غَيره﴾ كي يكون خوفهم وحديثهم فِي غير الْقُرْآن والاستهزاء بك ﴿وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَان﴾ بعد النَّهْي ﴿فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذكرى﴾ بعد مَا ذكرت ﴿مَعَ الْقَوْم الظَّالِمين﴾ الْمُشْركين أَمر الله نبيه بذلك إِذْ كَانَ بِمَكَّة فشق على أَصْحَابه ذَلِك
فَرخص لَهُم بعد ذَلِك بِالْجُلُوسِ مَعَهم للعظة وَالنَّهْي فَقَالَ ﴿وَمَا عَلَى الَّذين يَتَّقُونَ﴾ الْكفْر والشرك وَالْفَوَاحِش والاستهزاء ﴿مِنْ حِسَابِهِم﴾ من مأثمهم وَالْكفْر والاستهزاء بهم ﴿مِّن شَيْءٍ وَلَكِن ذكرى﴾ ذكروهم بِالْقُرْآنِ ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ الْكفْر والشرك وَالْفَوَاحِش والاستهزاء بِالْقُرْآنِ وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
﴿وَذَرِ الَّذين اتَّخذُوا دِينَهُمْ﴾ يَعْنِي الْيَهُود) وَالنَّصَارَى ومشركي الْعَرَب اتَّخذُوا دين آبَائِهِم الْمُؤمنِينَ ﴿لَعِباً﴾ ضحكة ﴿وَلَهْواً﴾ استهزاء وَيُقَال دينهم عِنْدهم لعباً ولهواً فَرحا وباطلاً ﴿وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاة الدُّنْيَا﴾ مَا فِي الدُّنْيَا من الزهرة وَالنَّعِيم ﴿وَذَكِّرْ بِهِ﴾ عظ بِالْقُرْآنِ وَيُقَال بِاللَّه ﴿أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ﴾ لكَي لَا تهْلك وَلَا توهن وَلَا تعذب نفس ﴿بِمَا كسبت﴾ من للذنوب ﴿لَيْسَ لَهَا﴾ للنَّفس ﴿مِن دُونِ الله﴾ من عَذَاب الله ﴿وَلِيٌّ﴾ قريب يدْفع عَنْهَا ﴿وَلاَ شَفِيعٌ﴾ يشفع لَهَا ﴿وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ﴾ أَن تَجِيء بِكُل من على وَجه الأَرْض ﴿لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَآ﴾ لَا يقبل من النَّفس ﴿أُولَئِكَ﴾ المستهزئون ﴿الَّذين أُبْسِلُواْ﴾ أهلكوا وأوهنوا وعذبوا وهم عُيَيْنَة وَالنضْر وأصحابهما ﴿بِمَا كَسَبُواْ﴾ من الذُّنُوب ﴿لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ﴾ مَاء حَار يغلي قد انْتهى حره ﴿وَعَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ وجيع ﴿بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ﴾ بِمُحَمد وَالْقُرْآن
﴿قل﴾ يَا مُحَمَّد لعيينة وَأَصْحَابه ﴿أندعو﴾ تأمروننا أَن تعبد ﴿مِن دُونِ الله مَا لاَ يَنفَعُنَا﴾ أَن عبدناه فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ﴿وَلاَ يَضُرُّنَا﴾ إِن لم نعبده فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ﴿وَنُرَدُّ على أَعْقَابِنَا﴾ نرْجِع وَرَاءَنَا إِلَى الشّرك ﴿بَعْدَ إِذْ هدَانَا الله﴾ يدينه أكرامنا بِدِينِهِ ﴿كَالَّذي﴾ فَيكون مثلنَا كَالَّذي ﴿استهوته﴾ استزلته ﴿الشَّيَاطِين فِي الأَرْض حَيْرَانَ﴾ ضَالًّا عَن الْهدى ﴿لَهُ أَصْحَابٌ﴾ لعيينة أَصْحَاب وهم أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿يَدْعُونَهُ إِلَى الْهدى﴾ إِلَى الْإِسْلَام ﴿ائتنا﴾ أَطعْنَا وَهُوَ يَدعُوهُم يَعْنِي عُيَيْنَة إِلَى الشّرك وَيُقَال نزلت هَذِه الْآيَة فِي أبي بكر الصّديق وَابْنه عبد الرَّحْمَن وَكَانَ يَدْعُو أَبَوَيْهِ إِلَى دينه قبل أَن يسلم فَقَالَ الله لنَبيه قُلْ يَا مُحَمَّد لأبي بكر حَتَّى يَقُول لِابْنِهِ عبد الرَّحْمَن أتدعو تَأْمُرنَا يَا عبد الرَّحْمَن أَن نعْبد من دون الله مَا لَا ينفعنا فِي الدُّنْيَا فِي الرزق والمعاش وَلَا فِي الْآخِرَة إِن عبدناه وَلَا يضرنا إِن لم نعبده ونرد على أعقابنا نرْجِع إِلَى ديننَا الأول بعد إِذا هدَانَا الله لدين مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَالَّذي فَيكون مثلناكمثل عبد الرَّحْمَن استهوته استزلته الشَّيَاطِين عَن دين الله فِي الأَرْض حيران ضَالًّا عَن الْهدى لَهُ لعبد الرَّحْمَن أَصْحَاب أَبَوَاهُ أَبُو بكر وَأمه يَدعُونَهُ إِلَى الْهدى أَي يَدعُونَهُ إِلَى الْإِسْلَام وَالتَّوْبَة وَهُوَ يَعْنِي عبد الرَّحْمَن يدعوهما إِلَى الشّرك ويقولان لَهُ أَي أَبَوَاهُ ائتنا أَطعْنَا بِالْإِسْلَامِ ﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿إِنَّ هُدَى الله هُوَ الْهدى﴾ إِن دين الله هُوَ الْإِسْلَام وقبلتنا هِيَ الْكَعْبَة ﴿وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ﴾ لنخلص بِالْعبَادَة والتوحيد ﴿لِرَبِّ الْعَالمين﴾ لله رب الْعَالمين
﴿وَأَن أقِيمُوا الصَّلَاة﴾ أَتموا الصلوة الْخمس ﴿واتقوه﴾ وأطيعوه ﴿وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ بعد الْمَوْت فيجزيكم بأعمالكم
﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض بِالْحَقِّ﴾ لتبيان الْحق