وَيُقَال وَلَا تسرفوا لَا تحرموا الْبحيرَة والسائبة والوصيلة والحام ﴿إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المسرفين﴾ المنفقين فِي مَعْصِيّة الله وَالْمُشْرِكين وَيُقَال نزلت هَذِه الْآيَة فِي ثَابت ابْن قيس صرم بيدَيْهِ خَمْسمِائَة نَخْلَة وَقسمهَا وَلم يتْرك لأَهله شَيْئا
﴿وَمِنَ الْأَنْعَام﴾ وَخلق من الْأَنْعَام ﴿حَمُولَةً﴾ مَا يحمل عَلَيْهَا مثل الْإِبِل وَالْبَقر ﴿وفرشا﴾ مَالا يحمل عَلَيْهَا مثل الْغنم وصغار الْإِبِل ﴿كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ الله﴾ من الْحَرْث والأنعام ﴿وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَان﴾ تَزْيِين الشَّيْطَان بِتَحْرِيم الْحَرْث والأنعام ﴿إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ ظَاهر الْعَدَاوَة يَأْمُركُمْ بِتَحْرِيم الْحَرْث والأنعام
﴿ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ﴾ خلق ثَمَانِيَة أَصْنَاف ﴿مَّنَ الضَّأْن﴾ من الشَّاة ﴿اثْنَيْنِ﴾ ذكرا وَأُنْثَى ﴿وَمِنَ الْمعز اثْنَيْنِ﴾ ذكرا وَأُنْثَى ﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد لمَالِك ﴿آلذكرين حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ أجاء تَحْرِيم الْبحيرَة والوصيلة من قبل مَاء الذكرين أَو من قبل مَاء الْأُنْثَيَيْنِ ﴿أَمَّا اشْتَمَلت عَلَيْهِ﴾ أَو من قبل الِاجْتِمَاع على الْوَلَد ﴿أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي﴾ خبروني ﴿بِعِلْمٍ﴾ بِبَيَان مَا تَقولُونَ ﴿إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ أَن الله حرم مَا تَقولُونَ
﴿وَمِنَ الْإِبِل﴾ وَخلق من الْإِبِل ﴿اثْنَيْنِ﴾ ذكر وَأُنْثَى ﴿وَمِنَ الْبَقر اثْنَيْنِ﴾ ذكرا وَأُنْثَى ﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد لمَالِك ﴿آلذكرين حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ أجاء تَحْرِيم الْبحيرَة والوصيلة من قبل مَاء الذكرين أَو من قبل مَاء الْأُنْثَيَيْنِ ﴿أَمَّا اشْتَمَلت عَلَيْهِ﴾ أَو من قبل الِاجْتِمَاع على الْوَلَد ﴿أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ وَلها وَجه آخر يَقُول أجاء تَحْرِيم هَذَا من قبل أَنه ولد ذكرا أَو من قبل أَنَّهَا ولدت أُنْثَى ﴿أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ﴾ حضراء ﴿إِذْ وَصَّاكُمُ الله﴾ أَمركُم الله ﴿بِهَذَا﴾ بِمَا تَقولُونَ ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ﴾ أَعْتَى وَأَجرا على الله ﴿مِمَّنِ افترى﴾ اختلق ﴿عَلَى الله كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاس﴾ عَن دين الله وطاعته ﴿بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ بِلَا علم آتَاهُ الله ﴿إِنَّ الله لاَ يَهْدِي﴾ لَا يرشد إِلَى دينه وحجته ﴿الْقَوْم الظَّالِمين﴾ الْمُشْركين يَعْنِي مَالك بن عَوْف
فَسكت مَالك وَعلم مَا يُرَاد مِنْهُ فَقَالَ تكلم أَنْت فَأَسْمع مِنْك يَا مُحَمَّد فَلم حرم آبَاؤُنَا فَقَالَ الله ﴿قُل﴾ يَا مُحَمَّد ﴿لَا أجد فِيمَا أُوْحِيَ إِلَيَّ﴾ يَعْنِي الْقُرْآن ﴿مُحَرَّماً على طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ﴾ على آكل يَأْكُلهُ ﴿إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً﴾ جَارِيا ﴿أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ﴾ حرَام مقدم ومؤخر ﴿أَوْ فِسْقاً﴾ ذَبِيحَة ﴿أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ﴾ ذبح لغير اسْم الله عمدا ﴿فَمَنِ اضْطر﴾ أجهد إِلَى أكل الْميتَة ﴿غَيْرَ بَاغٍ﴾ على الْمُسلمين وَلَا مستحل لأكل الْميتَة بِغَيْر الضَّرُورَة ﴿وَلاَ عَادٍ﴾ قَاطع الطَّرِيق وَلَا متعمد لأكل الْميتَة بِغَيْر ضَرُورَة ﴿فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ﴾ لأكله شبعاً ﴿رَّحِيمٌ﴾ فِيمَا رخص عَلَيْهِ وَلَا يَنْبَغِي أَن يَأْكُل شبعاً وَإِن أكل يعف الله عَنهُ
﴿وَعَلَى الَّذين هَادُواْ﴾ يَعْنِي الْيَهُود ﴿حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ﴾ كل ذِي مخلب من الطير وكل ذِي نَاب من السبَاع وَمَا يكون لَهُ ظفر مثل الْإِبِل والبط والأوز ابْن المَاء والأرنب كَانَ حَرَامًا عَلَيْهِم ﴿وَمِنَ الْبَقر وَالْغنم حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَآ﴾ يَعْنِي الثروب وشحم الكليتين ﴿إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الحوايآ﴾ المباعر ﴿أَوْ مَا اخْتَلَط بِعَظْمٍ﴾ مثل الألية فَهَذَا مَا كَانَ حَلَالا عَلَيْهِم ﴿ذَلِك﴾ الَّذِي حرمنا عَلَيْهِم ﴿جَزَيْنَاهُم﴾ عاقبناهم ﴿بِبَغْيِهِمْ﴾ بذنبهم حرمنا عَلَيْهِم ﴿وِإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾ فِيمَا قُلْنَا
﴿فَإِن كَذَّبُوكَ﴾ يَا مُحَمَّد بِمَا وصفت لَك من التَّحْرِيم ﴿فَقُلْ رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ﴾ على الْبر والفاجر بِتَأْخِير الْعَذَاب ﴿وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ﴾ عَذَابه ﴿عَنِ الْقَوْم الْمُجْرمين﴾ الْمُشْركين
﴿سَيَقُولُ الَّذين أَشْرَكُواْ لَوْ شَآءَ الله مَآ أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ﴾ من الْحَرْث والأنعام وَلَكِن أَمر وَحرم عَلَيْهِمَا ﴿كَذَلِك﴾ كَمَا كَذبك قَوْمك ﴿كَذَّبَ الَّذين مِن قَبْلِهِم﴾ رسلهم ﴿حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا﴾ عذابنا ﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ﴾ من بَيَان على مَا تَقولُونَ من التَّحْرِيم