﴿يَعْمَهُونَ﴾ يمضون عمهة لَا يبصرون
﴿يَسْأَلُونَكَ﴾ يَا مُحَمَّد أهل مَكَّة ﴿عَنِ السَّاعَة﴾ عَن قيام السَّاعَة وحينها ﴿أَيَّانَ مُرْسَاهَا﴾ مَتى قِيَامهَا وحينها ﴿قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا﴾ علم قِيَامهَا وحينها ﴿عِنْدَ رَبِّي﴾ من رَبِّي ﴿لاَ يُجَلِّيهَا لوَقْتهَا﴾ لايبين وَقتهَا وحينها ﴿إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾ ثقل علم قِيَامهَا وحينها على أهل السَّمَوَات وَالْأَرْض ﴿لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً﴾ فَجْأَة ﴿يَسْأَلُونَكَ﴾ يَا مُحَمَّد عَن قيام السَّاعَة ﴿كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا﴾ عَالم بهَا وَيُقَال جَاهِل بهَا وَيُقَال غافل عَنْهَا ﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿إِنَّمَا عِلْمُهَا﴾ علم قِيَامهَا وحينها ﴿عِندَ الله﴾ من الله ﴿وَلَكِن أَكْثَرَ النَّاس﴾ أهل مَكَّة ﴿لاَ يَعْلَمُونَ﴾ وَلَا يصدقون ذَلِك
﴿قُل﴾ يَا مُحَمَّد لأهل مَكَّة ﴿لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً﴾ جر النَّفْع ﴿وَلاَ ضَرّاً﴾ دفع الضّر ﴿إِلاَّ مَا شَآءَ الله﴾ أَن يفعل بِي من الضّر والنفع ﴿وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْب﴾ النَّفْع والضر ﴿لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْر﴾ من النَّفْع ﴿وَمَا مسني السوء﴾ الضّر وَيُقَال وَلَو كنت أعلم مَتى ينزل الْعَذَاب عَلَيْكُم لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْر شكرا لذَلِك وَمَا مسني السوء مَا أصابني الْغم والحزن لقبلكم وَيُقَال وَلَو كنت أعلم الْغَيْب مَتى أَمُوت ﴿لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْر﴾ من الْعَمَل الصَّالح ﴿وَمَا مسني السوء﴾ مَا اصابني الشدَّة وَيُقَال لَو كنت أعلم الْغَيْب مَتى الْقَحْط والجدوبة وَغَلَاء السّعر لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْر النَّعيم وَمَا مَسَّنِيَ السوء مَا أصابني الشدَّة ﴿إِنْ أَنَاْ﴾ مَا أَنا ﴿إِلاَّ نَذِيرٌ﴾ من النَّار ﴿وَبَشِيرٌ﴾ بِالْجنَّةِ ﴿لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ بِالْجنَّةِ وَالنَّار
﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ من نفس آدم وَحدهَا ﴿وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ خلق من نفس آدم زَوجته حَوَّاء ﴿لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا﴾ مَعهَا فَلَماَّ ﴿تَغَشَّاهَا﴾ أَتَاهَا ﴿حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً﴾ هيناً ﴿فَمَرَّتْ بِهِ﴾ قَامَت وَقَعَدت تألماً ﴿فَلَمَّآ أَثْقَلَتْ﴾ ثقل الْوَلَد فِي بَطنهَا ظنا بوسوسة إِبْلِيس أَنه بَهِيمَة من الْبَهَائِم ﴿دَّعَوَا الله ربهما لَئِن آتيتنا صَالحا﴾ آدَمِيًّا سويا ﴿لَّنَكُونَنَّ﴾ لنصيرن ﴿مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ لذَلِك
﴿فَلَمَّآ آتَاهُمَا صَالِحاً﴾ آدَمِيًّا سوياً ﴿جَعَلاَ لَهُ شُرَكَآءَ﴾ جعلا لَهُ إِبْلِيس شَرِيكا ﴿فِيمَآ آتَاهُمَا﴾ فِي تَسْمِيَة مَا آتاهما من الْوَلَد سمياه عبد الله وَعبد الْحَارِث ﴿فَتَعَالَى الله﴾ تَبرأ الله ﴿عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ بِهِ من الْأَصْنَام
﴿أَيُشْرِكُونَ﴾ بِاللَّه ﴿مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً﴾ وَلَا يحيي ﴿وَهُمْ﴾ يَعْنِي الْآلهَة ﴿يُخْلَقُونَ﴾ ينحتون أَي مخلوقة منحوتة
﴿وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً﴾ نفعا وَلَا منعا ﴿وَلاَ أَنْفُسَهُمْ﴾ يَعْنِي الْآلهَة ﴿يَنصُرُونَ﴾ لَا يمْنَعُونَ مِمَّا يُرَاد بهم
﴿وَإِن تَدْعُوهُمْ﴾ يَا مُحَمَّد يَعْنِي الْكفَّار ﴿إِلَى الْهدى﴾ إِلَى التَّوْحِيد ﴿لاَ يَتَّبِعُوكُمْ﴾ لَا يجيبوكم ﴿سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ﴾ إِلَى التَّوْحِيد ﴿أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ﴾ ساكتون فَإِنَّهُم لَا يجيبونكم بِالتَّوْحِيدِ يَعْنِي الْكفَّار وَيُقَال وَإِن تدعوهم يَا معشر الْكفَّار الْأَصْنَام إِلَى الْهدى إِلَى الْحق لاَ يَتَّبِعُوكُمْ لَا يجيبوكم سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ يَعْنِي الْأَصْنَام أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ ساكتون لَا يجيبونكم وَلَا يسمعُونَ دعاءكم لأَنهم أموات غير أَحيَاء
﴿إِنَّ الَّذين تَدْعُونَ﴾ تَعْبدُونَ ﴿مِن دُونِ الله﴾ من الْأَصْنَام ﴿عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ﴾ مخلوقون أمثالكم ﴿فادعوهم﴾ يَعْنِي الْآلهَة ﴿فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ﴾ فليسمعوا دعاءكم وليجيبوكم ﴿إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ أَنهم ينفعوكم
﴿أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَآ﴾ إِلَى الْخَيْر ﴿أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَآ﴾ يَأْخُذُونَ بهَا ويعطون ﴿أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَآ﴾ عبادتكم ﴿أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا﴾ دعوتكم