﴿الْقَوْم الْفَاسِقين﴾ الْكَافرين من لم يكن أَهلا لدينِهِ
﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ الله فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ﴾ فِي مشَاهد كَثِيرَة عِنْد الْقِتَال ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ﴾ خَاصَّة وَهُوَ وَاد بَين مَكَّة والطائف (إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ) كَثْرَة جموعكم وَكَانُوا عشرَة آلَاف رجل ﴿فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ﴾ كثرتكم من الْهَزِيمَة ﴿شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْض﴾ من الْخَوْف ﴿بِمَا رَحُبَتْ﴾ بسعتها ﴿ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ﴾ منهزمين من الْعَدو وَكَانَ عَددهمْ أَرْبَعَة آلَاف رجل
﴿ثُمَّ أَنَزلَ الله سَكِينَتَهُ﴾ طمأنينته ﴿على رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤمنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً﴾ من السَّمَاء ﴿لَّمْ تَرَوْهَا﴾ يَعْنِي الْمَلَائِكَة بالنصرة لكم ﴿وَعذَّبَ الَّذين كَفَرُواْ﴾ بِالْقَتْلِ والهزيمة يَعْنِي قوم مَالك بن عَوْف الدهماني وَقوم كنَانَة ابْن عبد يَا ليل الثَّقَفِيّ ﴿وَذَلِكَ جَزَآءُ الْكَافرين﴾ فِي الدُّنْيَا
﴿ثُمَّ يَتُوبُ الله مِن بَعْدِ ذَلِك﴾ الْقِتَال والهزيمة ﴿على مَن يَشَآءُ﴾ على من تَابَ مِنْهُم ﴿وَالله غَفُورٌ﴾ متجاوز ﴿رَّحِيمٌ﴾ لمن تَابَ
﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِنَّمَا الْمُشْركُونَ نَجَسٌ﴾ قذر ﴿فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِد الْحَرَام﴾ بِالْحَجِّ وَالطّواف ﴿بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا﴾ عَام الْبَرَاءَة يَوْم النَّحْر ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً﴾ الْفقر وَالْحَاجة ﴿فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ الله مِن فَضْلِهِ﴾ من رزقه من وَجه آخر ﴿إِن شَآءَ﴾ حَيْثُ شَاءَ ويغنيكم عَن تِجَارَة بكر بن وَائِل ﴿إِنَّ الله عَلِيمٌ﴾ بأرزاقكم ﴿حَكِيمٌ﴾ فِيمَا حكم عَلَيْكُم
﴿قَاتِلُواْ الَّذين لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّه وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخر﴾ وَلَا بنعيم الْجنَّة ﴿وَلاَ يُحَرِّمُونَ﴾ فِي التَّوْرَاة ﴿مَا حَرَّمَ الله وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحق﴾ لَا يخضعون لله بِالتَّوْحِيدِ ثمَّ بيَّن من هم فَقَالَ ﴿مِنَ الَّذين أُوتُواْ الْكتاب﴾ أعْطوا الْكتاب يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى ﴿حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَة عَن يَدٍ﴾ عَن قيام من يَد فِي يَد ﴿وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ ذليلون
﴿وَقَالَتِ الْيَهُود﴾ يهود أهل الْمَدِينَة ﴿عُزَيْرٌ ابْن الله وَقَالَتْ النَّصَارَى﴾ نَصَارَى أهل نَجْرَان ﴿الْمَسِيح ابْن الله ذَلِك قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ﴾ بألسنتهم ﴿يُضَاهِئُونَ﴾ يشابهون ﴿قَوْلَ الَّذين كَفَرُواْ مِن قَبْلُ﴾ من قبلهم يَعْنِي أهل مَكَّة لِأَن أهل مَكَّة قَالُوا اللات والعزى وَمَنَاة بَنَات الله وَكَذَلِكَ قَالَت الْيَهُود عَزِيز ابْن الله وَقَالَت النَّصَارَى قَالَ بَعضهم الْمَسِيح ابْن الله وَقَالَ بَعضهم شَرِيكه وَقَالَ بَعضهم هُوَ الله وَقَالَ بَعضهم ثَالِث ثَلَاثَة ﴿قَاتَلَهُمُ الله﴾ لعنهم الله ﴿أَنى يُؤْفَكُونَ﴾ من أَيْن يكذبُون
﴿اتَّخذُوا أَحْبَارَهُمْ﴾ علماءهم يَعْنِي الْيَهُود ﴿وَرُهْبَانَهُمْ﴾ واتخذت النَّصَارَى أَصْحَاب الصوامع ﴿أَرْبَاباً﴾ أطاعوهم بالمعصية ﴿مِّن دُونِ الله والمسيح ابْن مَرْيَمَ﴾ وَاتَّخذُوا الْمَسِيح بن مَرْيَم إِلَهًا ﴿وَمَآ أمروا﴾ فِي جملَة الْكتب ﴿إِلاَّ ليعبدوا﴾ ليوحدوا ﴿إِلَهًا وَاحِداً لاَّ إِلَه إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ﴾ نزه نَفسه ﴿عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾
﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ﴾ يبطلوا ﴿نُورَ الله﴾ دين الله