تخرج أنفسهم ﴿فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وتزهق أنفسهم وهم﴾ مقدم ومؤخر
﴿وَيَحْلِفُونَ بِاللَّه﴾ عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه ﴿إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ﴾ مَعكُمْ فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة ﴿وَمَا هُم مِّنكُمْ﴾ مَعكُمْ فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة ﴿وَلَكنهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ﴾ يخَافُونَ من سُيُوفكُمْ
﴿لَو يَجدونَ ملْجأ﴾ حرْزا يلجئون إِلَيْهِ ﴿أَوْ مَغَارَاتٍ﴾ فِي الْجَبَل ﴿أَوْ مُدَّخَلاً﴾ سرباً فِي الأَرْض ﴿لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ﴾ لذهبوا إِلَيْهِ ﴿وَهُمْ يَجْمَحُونَ﴾ يهرولون هرولة والجموح مشي بَين مشيين
﴿وَمِنْهُمْ﴾ من الْمُنَافِقين أَبُو الْأَحْوَص وَأَصْحَابه ﴿مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدقَات﴾ يطعن عَلَيْك فِي قسْمَة الصَّدقَات يَقُولُونَ لم يقسم بَيْننَا بِالسَّوِيَّةِ ﴿فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا﴾ من الصَّدقَات حظاً وافراً ﴿رَضُواْ﴾ بِالْقِسْمَةِ ﴿وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا﴾ من الصَّدقَات حظاً وافراً ﴿إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ﴾ بِالْقِسْمَةِ
﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ﴾ يَعْنِي الْمُنَافِقين ﴿رَضُوْاْ مَآ آتَاهُمُ الله﴾ بِمَا أَعْطَاهُم الله من فَضله ﴿وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا الله﴾ ثقتنا بِاللَّه ﴿سَيُؤْتِينَا الله مِن فَضْلِهِ﴾ سيغنينا الله من فَضله برزقه ﴿وَرَسُولُهُ﴾ بِالْعَطِيَّةِ ﴿إِنَّآ إِلَى الله رَاغِبُونَ﴾ رغبتنا إِلَى الله لَو قَالُوا هَكَذَا لَكَانَ خيرا لَهُم
ثمَّ بيَّن لمن الصَّدقَات فَقَالَ ﴿إِنَّمَا الصَّدقَات لِلْفُقَرَآءِ﴾ لأَصْحَاب الصّفة ﴿وَالْمَسَاكِين﴾ للطوافين ﴿والعاملين عَلَيْهَا﴾ لجابي الصَّدقَات ﴿والمؤلفة قُلُوبُهُمْ﴾ بِالْعَطِيَّةِ أبي سُفْيَان وَأَصْحَابه نَحْو خَمْسَة عشر رجلا ﴿وَفِي الرّقاب﴾ المكاتبين ﴿والغارمين﴾ لأَصْحَاب الدُّيُون فِي طَاعَة الله ﴿وَفِي سَبِيلِ الله﴾ وللمجاهدين فِي سَبِيل الله ﴿وَابْن السَّبِيل﴾ الضَّيْف النَّازِل الْمَار بِالطَّرِيقِ ﴿فَرِيضَةً﴾ قسْمَة ﴿مِّنَ الله﴾ لهَؤُلَاء ﴿وَالله عَلِيمٌ﴾ بهؤلاء ﴿حَكِيمٌ﴾ فِيمَا حكم لهَؤُلَاء
﴿وَمِنْهُمُ﴾ من الْمُنَافِقين جذام بن خَالِد وَإيَاس بن قيس وَسماك بن يزِيد وَعبيد بن مَالك ﴿الَّذين يُؤْذُونَ النَّبِي﴾ بالطعن والشتم ﴿وَيِقُولُونَ﴾ بَعضهم لبَعض ﴿هُوَ أُذُنٌ﴾ يسمع منا ويصدقنا إِذا قُلْنَا لَهُ مَا قُلْنَا فِيك شَيْئا ﴿قُلْ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ﴾ لَا الشَّرّ أَي يسع مِنْكُم ويصدقكم بِالْخَيرِ لَا بِالْكَذِبِ وَيُقَال أذن خير إِن كَانَ أذنا فَهُوَ خير لكم ﴿يُؤْمِنُ بِاللَّه﴾ يصدق قَول الله ﴿وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ يصدق قَول الْمُؤمنِينَ المخلصين ﴿وَرَحْمَةٌ﴾ من الْعَذَاب ﴿لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ﴾ فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة ﴿وَالَّذين يُؤْذُونَ رَسُولَ الله﴾ بالتخلف عَنهُ فِي غَزْوَة تَبُوك جلاس بن سُوَيْد وَسماك بن عَمْرو ومخشي بن حمير وأصحابهم ﴿لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ وجيع فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة
﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّه لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ﴾ بالتخلف عَن الْغَزْو ﴿وَالله وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ﴾ لَو كَانُوا مُصدقين فِي إِيمَانهم
﴿أَلَمْ يعلمُوا﴾ يَعْنِي جلاساً وَأَصْحَابه ﴿أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ الله﴾ يُخَالف الله ﴿وَرَسُولَهُ﴾ فِي السِّرّ ﴿فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِك الخزي الْعَظِيم﴾ الْعَذَاب الشَّديد
﴿يَحْذَرُ المُنَافِقُونَ﴾ عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه ﴿أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ﴾ على نَبِيّهم ﴿سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ﴾ تخبرهم ﴿بِمَا فِي قُلُوبِهِم﴾ من النِّفَاق ﴿قُلِ﴾ يَا مُحَمَّد لوديعة بن جزام وجد بن قيس وجهير بن حمير ﴿استهزؤوا﴾ بِمُحَمد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالْقُرْآن ﴿إِنَّ الله مُخْرِجٌ﴾


الصفحة التالية
Icon