﴿وَطُبِعَ﴾ ختم ﴿على قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ﴾ لَا يصدقون أَمر الله
﴿لَكِن الرَّسُول﴾ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿وَالَّذين آمَنُواْ﴾ فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة ﴿مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ﴾ فِي سَبِيل الله ﴿وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخيرَات﴾ الْحَسَنَات المقبولات فِي الدُّنْيَا وَيُقَال الْجَوَارِي الحسان فِي الْآخِرَة ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ المفلحون﴾ الناجون من السخط وَالْعَذَاب
﴿أَعَدَّ الله لَهُمْ جَنَّاتٍ﴾ بساتين ﴿تَجْرِي مِن تَحْتِهَا﴾ من تَحت شَجَرهَا ومساكنها ﴿الْأَنْهَار﴾ أَنهَار الْخمر وَالْمَاء وَالْعَسَل وَاللَّبن ﴿خَالِدين فِيهَا﴾ مقيمين فِي الْجنَّة لَا يموتون وَلَا يخرجُون مِنْهَا ﴿ذَلِك﴾ الَّذِي ذكرت ﴿الْفَوْز الْعَظِيم﴾ النجَاة الوافرة فازوا بِالْجنَّةِ وَمَا فِيهَا ونجوا من النَّار وَمَا فِيهَا
﴿وَجَآءَ﴾ إِلَيْك يَا مُحَمَّد ﴿المعذرون﴾ مُخَفّفَة من كَانَ لَهُ عذر ﴿مِنَ الْأَعْرَاب﴾ من بني غفار وَإِن قَرَأت المعذرون مُشَدّدَة يَعْنِي من لم يكن لَهُ عذر ﴿لِيُؤْذَنَ لَهُمْ﴾ لكَي يَأْذَن لَهُم رَسُول الله بالتخلف عَن غَزْوَة تَبُوك ﴿وَقَعَدَ الَّذين كَذَبُواْ الله وَرَسُولَهُ﴾ فِي السِّرّ وَيُقَال خالفوا الله وَرَسُوله فِي السِّرّ فِي الْجِهَاد بِغَيْر إِذن ﴿سَيُصِيبُ الَّذين كَفَرُواْ مِنْهُمْ﴾ من الْمُنَافِقين عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه ﴿عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ وجيع
﴿لَّيْسَ عَلَى الضعفآء﴾ من الشُّيُوخ والزمنى ﴿وَلاَ على المرضى﴾ من الشَّبَاب ﴿وَلاَ عَلَى الَّذين لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ﴾ فِي الْجِهَاد ﴿حَرَجٌ﴾ مأثم بالتخلف ﴿إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ﴾ فِي الدّين ﴿وَرَسُولِهِ﴾ فِي السّنة ﴿مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ﴾ بالْقَوْل وَالْفِعْل ﴿مِن سَبِيلٍ﴾ من حرج ﴿وَالله غَفُورٌ﴾ متجاوز لمن تَابَ ﴿رَّحِيمٌ﴾ لمن مَاتَ على التَّوْبَة
﴿وَلاَ عَلَى الَّذين إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ﴾ إِلَى الْجِهَاد بِالنَّفَقَةِ عبد الله ابْن مُغفل بن يسَار الْمُزنِيّ وَسَالم بن عُمَيْر الْأنْصَارِيّ وأصحابهما ﴿قُلْتَ﴾ لَهُم ﴿لاَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ﴾ إِلَى الْجِهَاد من النَّفَقَة ﴿تَوَلَّوْا﴾ خَرجُوا من عنْدك ﴿وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ﴾ تسيل ﴿مِنَ الدمع حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ﴾ بِأَن لم يَجدوا ﴿مَا يُنْفِقُونَ﴾ فِي الْجِهَاد
﴿إِنَّمَا السَّبِيل﴾ الْحَرج ﴿عَلَى الَّذين يَسْتَأْذِنُونَكَ﴾ بالتخلف ﴿وَهُمْ أَغْنِيَآءُ﴾ بِالْمَالِ عبد الله بن أبي وجد بن قيس ومعتب بن قُشَيْر وأصحابهم نَحْو سبعين رجلا ﴿رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِف﴾ مَعَ النِّسَاء وَالصبيان ﴿وَطَبَعَ الله﴾ ختم الله ﴿على قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ أَمر الله وَلَا يصدقون
﴿يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ﴾ من غَزْوَة تَبُوك ﴿إِلَيْهِمْ﴾ إِلَى الْمَدِينَة بِأَنا لم نقدر أَن نخرج مَعَك ﴿قُل﴾ يَا مُحَمَّد لَهُم ﴿لاَّ تَعْتَذِرُواْ﴾ بالتخلف ﴿لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ﴾ لن نصدقكم بِمَا تَقولُونَ من الْعِلَل ﴿قَدْ نَبَّأَنَا الله﴾ أخبرنَا الله ﴿مِنْ أَخْبَارِكُمْ﴾ من أسراركم ونفاقكم ﴿وَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ﴾ بعد ذَلِك إِن تبتم ﴿ثُمَّ تُرَدُّونَ﴾ فِي الْآخِرَة ﴿إِلَى عَالِمِ الْغَيْب﴾ مَا غَابَ عَن الْعباد وَيُقَال الْغَيْب مَا لم يُعلمهُ الْعباد وَيُقَال مَا يكون ﴿وَالشَّهَادَة﴾ مَا علمه الْعباد وَيُقَال مَا كَانَ ﴿فينبئكم﴾ بخبركم ﴿بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ﴾ وتقولون من الْخَيْر وَالشَّر
﴿سَيَحْلِفُونَ بِاللَّه﴾ عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه ﴿لَكُمْ إِذَا انقلبتم﴾ إِذا رجعتم من غَزْوَة تَبُوك ﴿إِلَيْهِم﴾ بِالْمَدِينَةِ ﴿لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ﴾ لتصفحوا عَنْهُم وَلَا تعاقبوهم