﴿تُطَهِّرُهُمْ﴾ من الذُّنُوب ﴿وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ تصلحهم بهَا ﴿وَصَلِّ عَلَيْهِمْ﴾ اسْتغْفر لَهُم وادع لَهُم ﴿إِنَّ صَلاَتَكَ﴾ استغفارك ودعاءك ﴿سَكَنٌ لَّهُمْ﴾ طمأنينة لقُلُوبِهِمْ بِأَن تقبل تَوْبَتهمْ ﴿وَالله سَمِيعٌ﴾ لمقالتهم خُذ منا أَمْوَالنَا ﴿عَلِيمٌ﴾ بتوبتهم ونيتهم
﴿أَلَمْ يعلمُوا أَنَّ الله هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَة عَنْ عِبَادِهِ﴾ من عباده ﴿وَيَأْخُذُ الصَّدقَات﴾ وَيقبل الصَّدقَات ﴿وَأَنَّ الله هُوَ التواب﴾ المتجاوز ﴿الرَّحِيم﴾ لمن تَابَ
﴿وَقُلِ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿اعْمَلُوا﴾ خيرا بعد التَّوْبَة ﴿فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ﴾ وَيرى الله وَرَسُوله ﴿والمؤمنون﴾ وَيرى الْمُؤْمِنُونَ ﴿وَسَتُرَدُّونَ﴾ بعد الْمَوْت ﴿إِلَى عَالِمِ الْغَيْب﴾ مَا غَابَ عَن الْعباد وَيُقَال مَا يكون ﴿وَالشَّهَادَة﴾ مَا علمه الْعباد وَيُقَال مَا كَانَ ﴿فينبئكم﴾ يُخْبِركُمْ ﴿بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ﴾ وتقولون من الْخَيْر وَالشَّر
﴿وَآخَرُونَ﴾ وَقوم آخَرُونَ من أهل الْمَدِينَة كَعْب بن مَالك ومرارة بن الرّبيع وهلال بن أُميَّة ﴿مرجون لأمر الله﴾ موقوفون محبوسون أنفسهم لأمر الله ﴿إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ﴾ بتخلفهم عَن غَزْوَة تَبُوك ﴿وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ﴾ يتَجَاوَز عَنْهُم بتخلفهم ﴿وَالله عَلِيمٌ﴾ بتوبتهم وتخلفهم ﴿حَكِيمٌ﴾ فِيمَا حكم عَلَيْهِم
﴿وَالَّذين اتَّخذُوا﴾ بنوا ﴿مَسْجِداً﴾ عبد الله بن أبي وجد بن قيس ومعتب بن قُشَيْر وأصحابهم نَحْو سَبْعَة عشر رجلا ﴿ضِرَاراً﴾ مضرَّة للْمُؤْمِنين ﴿وَكُفْراً﴾ فِي قُلُوبهم ثباتاً على كفرهم يَعْنِي النِّفَاق ﴿وَتَفْرِيقًا بَين الْمُؤمنِينَ﴾ لكَي يصل طَائِفَة فِي مَسْجِدهمْ وَطَائِفَة فِي مَسْجِد الرَّسُول ﴿وَإِرْصَاداً﴾ انتظاراً ﴿لِّمَنْ حَارَبَ الله وَرَسُولَهُ﴾ لمن كفر بِاللَّه وَرَسُوله ﴿مِن قَبْلُ﴾ من قبلهم أَبُو عَامر الراهب الَّذِي سَمَّاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَاسِقًا ﴿وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا﴾ مَا أردنَا بِبِنَاء الْمَسْجِد ﴿إِلاَّ الْحسنى﴾ إِلَّا الْإِحْسَان إِلَى الْمُؤمنِينَ لكَي يُصَلِّي فِيهِ من فَاتَتْهُ صلَاته فِي مَسْجِد قبَاء ﴿وَالله يَشْهَدُ﴾ يعلم ﴿إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ فِي حلفهم
﴿لاَ تَقُمْ فِيهِ﴾ لَا تصل فِي مَسْجِد الشقاق ﴿أَبَداً لَّمَسْجِدٌ﴾ وَهُوَ مَسْجِد قبَاء ﴿أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى﴾ بني على طَاعَة الله وَذكره ﴿من أول يَوْم﴾ دخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة وَيُقَال أول مَسْجِد بني بِالْمَدِينَةِ ﴿أَحَقُّ﴾ أصوب ﴿أَن تَقُومَ﴾ تصلي ﴿فِيهِ﴾ فِي مَسْجِد قبَاء ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ﴾ أَن يغسلوا أدبارهم بِالْمَاءِ ﴿وَالله يُحِبُّ المطهرين﴾ بِالْمَاءِ من الأدناس
﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ﴾ بني أساسه ﴿على تقوى مِنَ اللَّهِ﴾ على طَاعَة الله وَذكره ﴿وَرِضْوَانٍ﴾ بنوا إِرَادَة رضوَان رَبهم وَهُوَ مَسْجِد قبَاء ﴿خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ﴾ بني أساسه وَهُوَ مَسْجِد الشقاق ﴿على شَفَا جُرُفٍ﴾ على طرف هوي وَلَيْسَ لَهُ أصل ﴿هَارٍ﴾ غَار ﴿فانهار بِهِ﴾ فغاربه يَعْنِي بانيه ﴿فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَالله لاَ يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمين﴾ لَا يغْفر لِلْمُنَافِقين وَلَا ينجيهم
﴿لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ﴾ بَعْدَمَا هدمت ﴿الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً﴾ حسرة وندامة ﴿فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ﴾ إِلَّا أَن يموتوا ﴿وَالله عَلِيمٌ﴾ ببنيانهم مَسْجِد الضرار وبنياتهم ﴿حَكِيمٌ﴾ فِيمَا حكم من هدم مَسْجِدهمْ وَحَرقه بعث إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد رُجُوعه من غَزْوَة تَبُوك عَامر بن قيس ووحشيا مولى مطعم ابْن عدي حَتَّى أحرقاه وَهَدَمَاهُ
﴿إِنَّ الله اشْترى مِنَ الْمُؤمنِينَ﴾ المخلصين ﴿أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجنَّة﴾ بِالْجنَّةِ ﴿يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيل الله﴾


الصفحة التالية
Icon