قُلُوبهم بِتَأْخِير التَّوْبَة ﴿وظنوا﴾ علمُوا وأيقنوا ﴿أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ الله﴾ أَن لَا نجاة لَهُم من الله ﴿إِلاَّ إِلَيْهِ﴾ إِلَّا بِالتَّوْبَةِ إِلَيْهِ من تخلفهم عَن غَزْوَة تَبُوك ﴿ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ﴾ تجَاوز عَنْهُم وَعَفا عَنْهُم ﴿ليتوبوا﴾ لكَي يتوبوا من تخلفهم ﴿إِنَّ الله هُوَ التواب﴾ المتجاوز ﴿الرَّحِيم﴾ لمن تَابَ
﴿يَا أَيهَا الَّذين آمَنُواْ﴾ عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه وَغَيرهم من الْمُؤمنِينَ ﴿اتَّقوا الله﴾ أطِيعُوا الله فِيمَا أَمركُم ﴿وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقين﴾ مَعَ أبي بكر وَعمر وأصحابهما فِي الْجُلُوس وَالْخُرُوج بِالْجِهَادِ
﴿مَا كَانَ﴾ مَا جَازَ ﴿لأَهْلِ الْمَدِينَة وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِّنَ الْأَعْرَاب﴾ من مزينة وجهينة وَأسلم ﴿أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ الله﴾ فِي الْغَزْوَة ﴿وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنْفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ﴾ لَا يَكُونُوا على أنفسهم أشق من نفس النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيُقَال وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفسِهِم بِصُحْبَة أنفسهم عَن صُحْبَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْجِهَاد ﴿ذَلِك﴾ الْخُرُوج ﴿بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ﴾ عَطش فِي الذّهاب والمجيء ﴿وَلاَ نَصَبٌ﴾ وَلَا تَعب ﴿وَلاَ مَخْمَصَةٌ﴾ وَلَا مجاعَة ﴿فِي سَبِيل الله﴾ فِي الْجِهَاد ﴿وَلَا يطؤون مَوْطِئاً﴾ لَا يجوزون مَكَانا يظهرون عَلَيْهِم ﴿يَغِيظُ الْكفَّار﴾ بذلك ﴿وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً﴾ قتلا وهزيمة ﴿إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ﴾ ثَوَاب عمل صَالح فِي الْجِهَاد ﴿إِنَّ الله لاَ يُضِيعُ﴾ لَا يبطل ﴿أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ ثَوَاب الْمُؤمنِينَ فِي الْجِهَاد
﴿وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً﴾ قَليلَة وَلَا كَثِيرَة فِي الذّهاب والمجيء ﴿وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً﴾ فِي طلب الْعَدو ﴿إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ﴾ ثَوَاب عمل صَالح ﴿لِيَجْزِيَهُمُ الله أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ فِي الْجِهَاد
﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ مَا جَازَ للْمُؤْمِنين ﴿لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً﴾ يخرجُوا جَمِيعًا فِي السّريَّة ويتركوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَدِينَة وَحده ﴿فَلَوْلاَ نَفَرَ﴾ فَهَلا خرج ﴿مِن كُلِّ فِرْقَةٍ﴾ جمَاعَة ﴿مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ﴾ وَبَقِي طَائِفَة بِالْمَدِينَةِ ﴿لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدّين﴾ لكَي يتعلموا أَمر الدّين من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿ولينذروا﴾ ليخبروا وليعلموا ﴿قَوْمَهُمْ إِذَا رجعُوا إِلَيْهِمْ﴾ من غزوتهم ﴿لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ لكَي يعلمُوا مَا أمروا بِهِ وَمَا نهوا عَنهُ وَيُقَال نزلت هَذِه الْآيَة فِي بني آسد أَصَابَتْهُم سنة فَجَاءُوا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمَدِينَةِ فأغلوا أسعار الْمَدِينَة وأفسدوا طرقها بالعذرات فنهاهم الله عَن ذَلِك
﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿قَاتِلُواْ الَّذين يَلُونَكُمْ مِّنَ الْكفَّار﴾ من بني قُرَيْظَة وَالنضير وفدك وخيبر ﴿وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ﴾ مِنْكُم ﴿غِلْظَةً﴾ شدَّة ﴿وَاعْلَمُوا﴾ يَا معشر الْمُؤمنِينَ ﴿أَنَّ الله مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ معِين الْمُؤمنِينَ مُحَمَّد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَأَصْحَابه بالنصرة على أعدائهم
﴿وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ﴾ آيَة فَيقْرَأ عَلَيْهِم مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿فَمِنْهُمْ﴾ من الْمُنَافِقين ﴿مَّن يَقُولُ﴾ أَي يَقُول بَعضهم لبَعض ﴿أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِه﴾ السُّورَة وَالْآيَة ﴿إِيمَاناً﴾ خوفًا ورجاء ويقيناً بِمَا قَالَ مُحَمَّد ﴿فَأَما الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَأَصْحَابه ﴿فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً﴾ خوفًا ورجاء ويقيناً ﴿وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ بِمَا أنزل الله من الْقُرْآن
﴿وَأَمَّا الَّذين فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ﴾ شكّ ونفاق ﴿فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ﴾


الصفحة التالية
Icon