﴿مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ﴾ من قبلهم وهلكوا على ذَلِك ﴿وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ﴾ عقوبتهم ﴿غَيْرَ مَنقُوصٍ﴾ وَيُقَال نزلت هَذِه الْآيَة وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ فِي الْقَدَرِيَّة
﴿وَلَقَد آتَيْنَا﴾ أعطينا ﴿مُوسَى الْكتاب﴾ يَعْنِي التَّوْرَاة ﴿فَاخْتلف فِيهِ﴾ فِي كتاب مُوسَى آمن بِهِ بعض وَكفر بِهِ بعض ﴿وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ﴾ وَجَبت ﴿مِن رَّبِّكَ﴾ بِتَأْخِير الْعَذَاب عَن أمتك ﴿لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ﴾ لفرغ من هلاكهم ولجاءهم الْعَذَاب ﴿وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ﴾ ظَاهر الشَّك
﴿وَإِنَّ كُلاًّ﴾ كلا الْفَرِيقَيْنِ ﴿لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ﴾ يَقُول يوفرهم ﴿رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ﴾ ثَوَاب أَعْمَالهم بالْحسنِ حسنا وبالسيء سَيِّئًا ﴿إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾ من الْخَيْر وَالشَّر وَالثَّوَاب وَالْعِقَاب ﴿خَبِيرٌ﴾
﴿فاستقم﴾ على طَاعَة الله ﴿كَمَآ أُمِرْتَ﴾ فِي الْقُرْآن ﴿وَمَن تَابَ مَعَكَ﴾ من الْكفْر والشرك أَيْضا فليستقم مَعَك ﴿وَلاَ تَطْغَوْاْ﴾ لَا تكفرُوا وَلَا تعصوا بِمَا فِي الْقُرْآن من الْحَلَال وَالْحرَام ﴿إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ من الْخَيْر وَالشَّر ﴿بَصِير﴾
﴿وَلاَ تركنوا﴾ لَا تميلوا ﴿إِلَى الَّذين ظَلَمُواْ﴾ أنفسهم بالْكفْر والشرك والمعاصي ﴿فَتَمَسَّكُمُ﴾ فتصيبكم ﴿النَّار﴾ كَمَا تصيبهم ﴿وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ الله﴾ من عَذَاب الله ﴿مِنْ أَوْلِيَآءَ﴾ من أقرباء تحفظكم من عَذَاب الله ﴿ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾ لَا تمْنَعُونَ مِمَّا يُرَاد بكم
﴿وَأَقِمِ الصَّلَاة﴾ أتم الصَّلَاة ﴿طَرَفَيِ النَّهَار﴾ صَلَاة الغذاة وَالظّهْر وَيُقَال صَلَاة الْغَدَاة وَالظّهْر وَالْعصر ﴿وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْل﴾ دُخُول اللَّيْل صَلَاة الْمغرب وَالْعشَاء ﴿إِنَّ الْحَسَنَات﴾ الصَّلَوَات الْخمس ﴿يُذْهِبْنَ السَّيِّئَات﴾ يكفرن السَّيِّئَات دون الْكَبَائِر وَيُقَال سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر ﴿ذَلِك ذكرى لِلذَّاكِرِينَ﴾ تَوْبَة للتائبين وَيُقَال كَفَّارَات لذنوب التائبين نزلت فِي شَأْن رجل تمار يُقَال لَهُ أَبُو الْيُسْر بن عَمْرو
﴿واصبر﴾ يَا مُحَمَّد على مَا أمرت وعَلى أذاهم ﴿فَإِنَّ الله لاَ يُضِيعُ﴾ لَا يبطل ﴿أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ ثَوَاب الْمُؤمنِينَ الْمُحْسِنِينَ بالْقَوْل وَالْفِعْل
﴿فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُون﴾ يَقُول لم يكن من الْقُرُون الْمَاضِيَة ﴿مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ﴾ من الْمُؤمنِينَ ﴿يَنْهَوْنَ عَنِ الْفساد فِي الأَرْض﴾ عَن الْكفْر والشرك وَعبادَة الْأَوْثَان وَسَائِر الْمعاصِي ﴿إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ﴾ من الْمُؤمنِينَ ﴿وَاتبع الَّذين ظَلَمُواْ﴾ اشْتغل الَّذين أشركوا ب ﴿مَآ أُتْرِفُواْ فِيهِ﴾ بِمَا نعموا فِيهِ فِي الدُّنْيَا من المَال ﴿وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ﴾ مُشْرِكين
﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ﴾ أهل ﴿الْقرى بِظُلْمٍ﴾ مِنْهُم ﴿وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾ فِيهَا من يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر وَيُقَال وَمَا كَانَ رَبك ليهلك الْقرى بظُلْم مِنْهُ وَأَهْلهَا مصلحون مقيمون على الطَّاعَة مستمسكون بهَا
﴿وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاس أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ لجمعهم على مِلَّة وَاحِدَة مِلَّة الْإِسْلَام ﴿وَلاَ يَزَالُونَ﴾ وَلَكِن لَا يزالون ﴿مُخْتَلِفِينَ﴾ فِي الدّين وَالْبَاطِل
﴿إِلاَّ مَن رَّحِمَ﴾ عصم ﴿رَبُّكَ﴾ من الْبَاطِل والأديان الْمُخْتَلفَة وهم الْمُؤْمِنُونَ ﴿وَلذَلِك خَلَقَهُمْ﴾ للرحمة خلق أهل الرَّحْمَة وللاختلاف خلق أهل الِاخْتِلَاف ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ﴾ وَجب قَول رَبك ﴿لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجنَّة وَالنَّاس﴾ من كفار الْجِنّ وَالْإِنْس ﴿أجْمَعِينَ﴾
﴿وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ﴾ كَمَا بيّنت لَك


الصفحة التالية
Icon