﴿إِن كَانَ قَمِيصُهُ﴾ قَمِيص يُوسُف ﴿قُدَّ﴾ شقّ ﴿مِن قُبُلٍ﴾ من قُدَّام ﴿فَصَدَقَتْ﴾ الْمَرْأَة ﴿وَهُوَ من الْكَاذِبين﴾
﴿وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ﴾ شقّ ﴿مِن دُبُرٍ﴾ من خلف ﴿فَكَذَبَتْ﴾ الْمَرْأَة ﴿وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ﴾ فِي قَوْله إِنَّهَا راودتني
﴿فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ﴾ شقّ ﴿مِن دُبُرٍ﴾ من خلف ﴿قَالَ﴾ أَخُوهَا ﴿إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ﴾ من مكركن وصنيعكن ﴿إِنَّ كَيْدَكُنَّ﴾ مكركن وصنيعكن ﴿عَظِيمٌ﴾ يخلص إِلَى البريء والسقيم
ثمَّ قَالَ أَخُوهَا ليوسف ﴿يُوسُفُ﴾ يَعْنِي يَا يُوسُف ﴿أَعْرِضْ عَنْ هَذَا﴾ الْأَمر وَلَا تخبر أحدا ثمَّ أعرض إِلَى الْمَرْأَة وَقَالَ ﴿واستغفري لِذَنبِكِ﴾ استحلي واعتذري إِلَى زَوجك من سوء صنيعك أيتها الْمَرْأَة ﴿إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الخاطئين﴾ من الخائنين لزوجك فَفَشَا أَمرهمَا بعد ذَلِك فِي الْمَدِينَة
﴿وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَة﴾ وَهن أَربع نسْوَة امْرَأَة ساقي الْملك وَامْرَأَة صَاحب سجنه وَامْرَأَة صَاحب مطبخه وَامْرَأَة صَاحب دوابه ﴿امْرَأَة الْعَزِيز﴾ زليخا ﴿تُرَاوِدُ فَتَاهَا﴾ تَدْعُو عَبدهَا أَن يستمكنها ﴿عَن نَّفْسِهِ﴾ من نَفسه ﴿قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً﴾ قد شقّ شغَاف قَلبهَا حب يُوسُف وَيُقَال بَطنهَا حب يُوسُف إِن قَرَأت بالشين وَالْعين ﴿إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ﴾ فِي خطأ بَين فِي حب عَبدهَا يُوسُف
﴿فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ﴾ بقولهن ﴿أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ﴾ ودعتهن إِلَى الضِّيَافَة ﴿وأعتدت لَهُنَّ متكأ﴾ وسائد يتكئن عَلَيْهَا إِن قُرِئت مُشَدّدَة وَإِن قُرِئت مُخَفّفَة يَقُول أترنجة وَجَاءَت بِاللَّحْمِ وَالْخبْز فَوَضَعته بَين أَيْديهم ﴿وَآتَتْ﴾ أَعْطَتْ ﴿كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً﴾ تقطع بهَا اللَّحْم لأَنهم كَانُوا لَا يَأْكُلُون من اللَّحْم إِلَّا مَا يقطعون بسكاكينهم ﴿وَقَالَتِ﴾ زليخا ليوسف ﴿اخْرُج عَلَيْهِنَّ﴾ يايوسف ﴿فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ﴾ أعظمنه ﴿وَقَطَّعْنَ﴾ خدشن وخمشن ﴿أَيْدِيَهُنَّ﴾ بالسكين من الدهشة والتحير مِمَّا رأين من حسن يُوسُف ﴿وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ﴾ معَاذ الله ﴿مَا هَذَا بشرا﴾ آدَمِيًّا ﴿إِن هَذَا﴾ مَا هَذَا ﴿إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ﴾ على ربه
﴿قَالَتْ﴾ زليخا لَهُنَّ ﴿فذلكن الَّذِي لُمْتُنَّنِي﴾ عذلتنني وعيبتنني ﴿فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ﴾ دَعوته إِلَى نَفسِي وطلبته لأستمكن من نَفسه ﴿فاستعصم﴾ فَامْتنعَ عني بالعفة ﴿وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَآ آمره ليسجنن﴾ فِي السجْن ﴿وليكونن مِّن الصاغرين﴾ من الذليلين فِيهِ وقلن هَؤُلَاءِ النسْوَة ليوسف أطع مولاتك
﴿قَالَ﴾ يُوسُف ﴿رَبِّ﴾ يَا رب ﴿السجْن أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يدعونني إِلَيْهِ﴾ من الزِّنَا ﴿وَإِلاَّ تَصْرِفْ﴾ إِن لم تصرف ﴿عَنِّي كَيْدَهُنَّ﴾ مكرهن ﴿أَصْبُ إِلَيْهِنَّ﴾ أمل إلَيْهِنَّ ﴿وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلين﴾ بنعمتك وَيُقَال من الزانين
﴿فَاسْتَجَاب لَهُ رَبُّهُ﴾ دَعوته ﴿فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ﴾ مكرهن ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيع﴾ للدُّعَاء ﴿الْعَلِيم﴾ بالإجابة وَيُقَال السَّمِيع لمقالتهن الْعَلِيم بمكرهن
﴿ثُمَّ بَدَا لَهُمْ﴾ ظهر لَهُم يَعْنِي للعزيز ﴿مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الْآيَات﴾ شقّ الْقَمِيص وَقَضَاء أَخِيهَا ﴿لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ﴾ إِلَى سِنِين وَيُقَال إِلَى حِين يقطع مقَالَة النَّاس
﴿وَدَخَلَ مَعَهُ السجْن﴾ بعد دُخُوله إِلَى خمس سِنِين ﴿فَتَيَانَ﴾ عَبْدَانِ للْملك صَاحب شرابه وَصَاحب مطبخه غضب عَلَيْهِمَا وأدخلهما السجْن ﴿قَالَ أَحَدُهُمَآ﴾ وَهُوَ الساقي ﴿إِنِّي أَرَانِي﴾ رَأَيْت نَفسِي ﴿أَعْصِرُ خَمْراً﴾ عنباً وأسقي الْملك وَكَانَ رُؤْيَاهُ أَنه رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ يدْخل كرماً فَرَأى فِي الْكَرم حبلة حَسَنَة فِيهَا ثَلَاث قضبان وعَلى القضبان عناقيد الْعِنَب فاجتنى الْعِنَب فعصره وناوله الْملك فَقَالَ لَهُ يُوسُف أحسن مَا رَأَيْت أما الْكَرم فَهُوَ الْعَمَل الَّذِي كنت فِيهِ وَأما الحبلة فَهِيَ سلطانك على ذَلِك وَأما حسنها فَهُوَ عزك وكرامتك فِي ذَلِك الْعَمَل وَأما ثَلَاثَة قضبان على الحبلة فَهِيَ ثَلَاثَة أَيَّام تكون فِي السجْن فَتخرج فتعود إِلَى عَمَلك وَأما الْعِنَب الَّذِي عصرت وناولت الْملك فَهُوَ أَن يردك إِلَى عَمَلك ويكرمك وَيحسن إِلَيْك


الصفحة التالية
Icon