﴿وَأَنَّ الله لاَ يَهْدِي﴾ لَا يصوب وَلَا يرضى ﴿كَيْدَ الخائنين﴾ عمل الزانين
فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَلَا حِين هَمَمْت بهَا يَا يُوسُف فَقَالَ يُوسُف ﴿وَمَآ أبرئ نَفسِي﴾ قلبِي من الْهم ﴿إِنَّ النَّفس﴾ يَعْنِي الْقلب ﴿لأمارة﴾ للجسد ﴿بالسوء﴾ بالقبيح من الْعَمَل ﴿إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي﴾ عصم رَبِّي ﴿إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ﴾ متجاوز ﴿رَّحِيمٌ﴾ لما هَمَمْت
﴿وَقَالَ الْملك ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي﴾ أخصه لنَفْسي دون الْعَزِيز ﴿فَلَمَّا كَلَّمَهُ﴾ بعد مَا جَاءَ إِلَيْهِ وَفسّر رُؤْيَاهُ ﴿قَالَ﴾ لَهُ الْملك ﴿إِنَّكَ الْيَوْم لَدَيْنَا﴾ عندنَا ﴿مِكِينٌ﴾ لَك قدر ومنزلة ﴿أَمِينٌ﴾ بالأمانة وَيُقَال بِمَا وليتك
﴿قَالَ اجْعَلنِي على خَزَآئِنِ الأَرْض﴾ على خراج مصر ﴿إِنِّي حَفِيظٌ﴾ بتقديرها ﴿عَلِيمٌ﴾ بساعة الْجُوع حِين يَقع وَيُقَال حفيظ لما وليتني عليم بِجَمِيعِ ألسن الغرباء الَّذين يأتونك
﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ﴾ هَكَذَا مكنا يُوسُف ﴿فِي الأَرْض﴾ أَرض مصر ﴿يَتَبَوَّأُ﴾ ينزل ﴿مِنْهَا﴾ فِيهَا ﴿حَيْثُ يَشَآءُ﴾ يُرِيد ﴿نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا﴾ نخص برحمتنا النُّبُوَّة وَالْإِسْلَام ﴿مَن نَشَآءُ﴾ من كَانَ أَهلا لذَلِك ﴿وَلاَ نُضِيعُ﴾ لَا نبطل ﴿أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ ثَوَاب الْمُؤمنِينَ الْمُحْسِنِينَ بالْقَوْل وَالْفِعْل
﴿وَلأَجْرُ الْآخِرَة﴾ ثَوَاب الْآخِرَة ﴿خَيْرٌ﴾ من ثَوَاب الدُّنْيَا ﴿لِّلَّذِينَ آمَنُواْ﴾ بِاللَّه وَجُمْلَة الْكتب وَالرسل ﴿وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾ الْكفْر والشرك وَالْفَوَاحِش
﴿وَجَآءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ﴾ إِلَى مصر وهم عشرَة ﴿فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ﴾ على يُوسُف ﴿فَعَرَفَهُمْ﴾ يُوسُف أَنهم إخْوَته ﴿وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ﴾ لَا يعْرفُونَ أَنه أخوهم يُوسُف
﴿وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ﴾ كال لَهُم كيلهم ﴿قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُمْ مِّنْ أَبِيكُمْ﴾ كَمَا قُلْتُمْ إِن لنا أَخا من أَبينَا عِنْد أَبينَا ﴿أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْل﴾ أوفر الْكَيْل وَيُقَال بيَدي كيل الطَّعَام ﴿وَأَنَاْ خَيْرُ المنزلين﴾ أفضل المضيفين
﴿فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ﴾ بأخيكم من أبيكم ﴿فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي﴾ فِيمَا تستقبلون ﴿وَلاَ تَقْرَبُونِ﴾ مرّة أُخْرَى
﴿قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ﴾ سنطلبه من أَبِيه ونغري أَبَاهُ ﴿وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ﴾ لضامنون أَنا سنجيء بِهِ
﴿وَقَالَ﴾ يُوسُف ﴿لِفِتْيَانِهِ﴾ لخدامه ﴿اجعلوا بِضَاعَتَهُمْ﴾ دسوا دراهمهم ﴿فِي رِحَالِهِمْ﴾ فِي جواليقهم كي لَا يعلمُونَ ﴿لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَآ﴾ لكَي يعرفوا هَذِه الْكَرَامَة مني وَيُقَال لكَي يعرفوا أَنَّهَا دراهمهم فيردوها لي ﴿إِذَا انقلبوا إِلَى أَهْلِهِمْ﴾ إِذا رجعُوا إِلَى أَبِيهِم ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ مرّة أُخْرَى
﴿فَلَمَّا رجعُوا إِلَى أَبِيهِم﴾ بكنعان ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا منع منا الْكَيْل﴾ فِيمَا يسْتَقْبل إِن كم ترسل مَعنا بنيامين ﴿فَأَرْسِلْ مَعَنَآ أَخَانَا﴾ بنيامين ﴿نَكْتَلْ﴾ يشتر لنَفسِهِ حملا وَيُقَال نشتر لَهُ حملا إِن قَرَأت بالنُّون ﴿وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ ضامنون برده إِلَيْك
﴿قَالَ﴾ لَهُم يَعْقُوب ﴿هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ﴾ على بنيامين ﴿إِلاَّ كَمَآ أَمِنتُكُمْ على أَخِيهِ مِن قبل﴾