﴿قَالُواْ تالله﴾ وَالله ﴿لَقَدْ عَلِمْتُمْ﴾ يَا أهل مصر ﴿مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْض﴾ أَرض مصر بِالسَّرقَةِ ومضرة النَّاس ﴿وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ﴾ مَا تطلبون
﴿قَالُواْ﴾ يَعْنِي فَتى يُوسُف ﴿فَمَا جَزَآؤُهُ﴾ يَعْنِي مَا جَزَاء السَّارِق ﴿إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ﴾
﴿قَالُواْ جَزَآؤُهُ﴾ السَّارِق ﴿مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ﴾ السّرقَة ﴿فَهُوَ جَزَاؤُهُ﴾ يَقُول الاستعباد جَزَاء سَرقته ﴿كَذَلِك نَجْزِي الظَّالِمين﴾ السارقين بأرضنا
﴿فَبَدَأَ﴾ فَتى يُوسُف ﴿بِأَوْعِيَتِهِمْ﴾ ففتشها ﴿قَبْلَ وِعَآءِ أَخِيهِ﴾ فَلم يجدهَا فِيهَا ﴿ثُمَّ استخرجها مِن وِعَآءِ أَخِيهِ﴾ من أَبِيه وَأمه فَقَالَ لَهُ فَتى يُوسُف فرجك الله كَمَا فرجتني (كَذَلِك) هَكَذَا ﴿كِدْنَا﴾ صنعنَا ﴿لِيُوسُفَ﴾ أكرمناه بِالْعلمِ وَالْحكمَة والفهم والنبوة وَالْملك ﴿مَا كَانَ لِيَأْخُذَ﴾ يَقُول لم يَأْخُذ ﴿أَخَاهُ فِي دِينِ الْملك﴾ فِي قَضَاء الْملك ﴿إِلاَّ أَن يَشَآءَ الله﴾ وَقد شَاءَ الله أَن لَا يَأْخُذ أَخَاهُ فِي دين الْملك وَكَانَ قَضَاء الْملك للسارق أَنه يضْرب وَيغرم وَيُقَال يقطع وَيغرم وَيُقَال إِلَّا أَن يَشَاء الله إِلَّا مَا علم يُوسُف أَنه يُرْضِي الله من قَضَاء الْملك فَكَأَن يَأْخُذ بذلك ﴿نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ﴾ فَضَائِل ﴿مَّن نَّشَآءُ﴾ كَمَا نرفع فِي الدُّنْيَا ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ وَفَوق كل ذِي علم عَالم حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى الله فَلَيْسَ فَوْقه أحد وَيُقَال الله عَالم وَفَوق كل عَالم فَلَيْسَ فَوْقه أحد
﴿قَالُوا﴾ إخْوَة يُوسُف ﴿إِن يَسْرِقْ﴾ إِن سرق بنيامين سِقَايَة الْملك ﴿فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ﴾ من قبله أَخُوهُ لِأَبِيهِ وَأمه صنماً ﴿فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ﴾ جَوَاب هَذِه الْكَلِمَة ﴿فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ﴾ جوابها ﴿قَالَ﴾ فِي نَفسه ﴿أَنْتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً﴾ صنيعاً من يُوسُف ﴿وَالله أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ﴾ تَقولُونَ من أَمر يُوسُف
﴿قَالُوا يَا أَيهَا الْعَزِيز إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً﴾ يفرح بِهِ إِن رددناه ﴿فَخُذْ أَحَدَنَا﴾ رهنا ﴿مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ﴾ إِن فعلت ذَلِك ﴿مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ إِلَيْنَا
﴿قَالَ﴾ لَهُم يُوسُف ﴿مَعَاذَ الله﴾ أعوذ بِاللَّه ﴿أَن نَّأْخُذَ﴾ بِالسَّرقَةِ ﴿إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّآ إِذاً لَّظَالِمُونَ﴾ بِحَبْس من لم نجد متاعنا عِنْده
﴿فَلَمَّا استيأسوا مِنْهُ﴾ أيسوا مِنْهُ ﴿خَلَصُواْ نَجِيّاً﴾ خلوا نجياً للمناجاة فِيمَا بَينهم ﴿قَالَ كَبِيرُهُمْ﴾ أفضلهم فِي الْعقل وَهُوَ يهوذا ﴿أَلَمْ تعلمُوا﴾ يَا إخوتاه ﴿أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَّوْثِقاً مِّنَ الله﴾ لتردنه عليَّ ﴿وَمِن قَبْلُ﴾ من قبل هَذَا الْغُلَام ﴿مَا فَرَّطتُمْ﴾ مَا تركْتُم عَهده وميثاقه ﴿فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْض﴾ أَرض مصر ﴿حَتَّى يَأْذَن لي أبي﴾ بِالرُّجُوعِ وَيُقَال يَأْذَن لي أبي حَتَّى أناجزهم الْقِتَال ﴿أَوْ يَحْكُمَ الله لِي﴾ فِي رد أخي ﴿وَهُوَ خَيْرُ﴾ أفضل ﴿الْحَاكِمين﴾ فِي رده إِلَى
ثمَّ قَالَ لَهُم يهوذا ﴿ارْجعُوا﴾ يَا إخوتي ﴿إِلَى أبيكم فَقولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنك سَرَقَ﴾ صواع الْملك إِنَاء من ذهب وَيُقَال أَخذ بِالسَّرقَةِ إِن قَرَأت بِضَم السِّين وخفض الرَّاء بِالتَّشْدِيدِ ﴿وَمَا شَهِدْنَآ إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا﴾ رَأينَا أَن السّرقَة أخرجت من رَحْله ﴿وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ﴾ يَقُول لَو علمنَا الْغَيْب مَا ذَهَبْنَا بِهِ وَيُقَال مَا كُنَّا لَهُ بِاللَّيْلِ حافظين


الصفحة التالية
Icon