وجيع
﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي﴾ يختلق ﴿الْكَذِب﴾ على الله ﴿الَّذين لَا يُؤمنُونَ بآيَات الله﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾ على الله
﴿مَن كَفَرَ بِاللَّه مِن بَعْدِ إيمَانِهِ﴾ بِاللَّه فَعَلَيهِ غضب من الله ﴿إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ﴾ إِلَّا من أجبر على الْكفْر ﴿وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَان﴾ مُعْتَقد على الْإِيمَان نزلت هَذِه الْآيَة فِي عمار بن يَاسر ﴿وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً﴾ تكلم بالْكفْر طَائِعا ﴿فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ الله﴾ سخط من الله ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم﴾ شَدِيد مِمَّا يكون فِي الدُّنْيَا نزلت هَذِه الْآيَة فِي عبد الله بن سعد بن أبي سرح ﴿ذَلِك﴾ الْعَذَاب
﴿بِأَنَّهُمُ استحبوا الْحَيَاة﴾ اخْتَارُوا ﴿الدُّنْيَا على الْآخِرَة﴾ وَالْكفْر على الْإِيمَان ﴿وَأَنَّ الله لاَ يَهْدِي﴾ لدينِهِ وَلَا يُنجي من عَذَابه ﴿الْقَوْم الْكَافرين﴾ من لم يكن أَهلا لذَلِك
﴿أُولَئِكَ الَّذين طَبَعَ الله﴾ ختم الله ﴿على قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الغافلون﴾ عَن أَمر الْآخِرَة تاركون لَهَا وَيُقَال غافلون عَن التَّوْحِيد جاحدون بِهِ
﴿لاَ جَرَمَ﴾ حَقًا يَا مُحَمَّد ﴿أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَة هُمُ الخاسرون﴾ المغبونون نزلت فِي الْمُسْتَهْزِئِينَ
﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ﴾ من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة ﴿من بعد مَا فُتِنُواْ﴾ عذبُوا عذبهم أهل مَكَّة عمار بن يَاسر وَأَصْحَابه ﴿ثُمَّ جَاهَدُواْ﴾ الْعَدو فِي سَبِيل الله ﴿وصبروا﴾ مَعَ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على المرازي ﴿إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا﴾ من بعد الْهِجْرَة ﴿لَغَفُورٌ﴾ متجاوز ﴿رَّحِيمٌ﴾ بهم
﴿يَوْمَ تَأْتِي﴾ وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة ﴿كُلُّ نَفْسٍ﴾ برة أَو فاجرة ﴿تُجَادِلُ﴾ تخاصم ﴿عَن نَّفْسِهَا﴾ لقبل نَفسهَا وَيُقَال مَعَ شيطانها وَيُقَال مَعَ روحها ﴿وَتوفى﴾ توفر ﴿كُلُّ نَفْسٍ﴾ برة أَو فاجرة ﴿مَا عملت﴾ بِمَا عملت من خير أَو شَرّ ﴿وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾ لَا ينقص من حسناتهم وَلَا يُزَاد على سيئاتهم
﴿وَضَرَبَ الله مَثَلاً قَرْيَةً﴾ بَين الله تَعَالَى صفة أهل مَكَّة أبي جهل والوليد وأصحابهما ﴿كَانَتْ آمِنَةً﴾ كَانَ أَهلهَا آمِنين من الْعَدو والقتال والجوع والسبي ﴿مُّطْمَئِنَّةً﴾ مُقيما أَهلهَا ﴿يَأْتِيهَا رِزْقُهَا﴾ يحمل إِلَيْهَا من الثمرات ﴿رَغَداً﴾ موسعاً ﴿من كل مَكَان﴾ نَاحيَة أَرض يحمل إِلَيْهَا ﴿فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ الله﴾ فَكفر أَهلهَا بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الْجُوع وَالْخَوْف﴾ فعاقب الله أَهلهَا بِالْجُوعِ سبع سِنِين وَالْخَوْف من خوف حَرْب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه ﴿بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ﴾ يَقُولُونَ ويعملون بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْجفَاء
﴿وَلَقَد جَاءَهُم رَسُول﴾ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿مِّنْهُمْ﴾ من نسبهم عَرَبِيّ قرشي مثلهم ﴿فَكَذَّبُوهُ﴾ مِمَّا جَاءَهُم بِهِ ﴿فَأَخَذَهُمُ الْعَذَاب﴾ عَذَاب الله بِالْجُوعِ وَالْقَتْل والسبي ﴿وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾ كافرون
﴿فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ الله﴾ من الْحَرْث والأنعام وَالنَّعِيم ﴿حَلالاً طَيِّباً واشكروا﴾ واذْكُرُوا ﴿نِعْمَةَ الله إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ إِن كُنْتُم إِيَّاه تُرِيدُونَ عبَادَة الله بِتَحْرِيم الْحَرْث والأنعام فاستحلوا فَإِن عبَادَة الله فِي تَحْلِيله