مَا ذبح لغير اسْم الله عمدا للأصنام ﴿فَمَنِ اضْطر﴾ أجهد إِلَى أكل الْميتَة ﴿غَيْرَ بَاغٍ﴾ غير خَارج وَلَا مستحل ﴿وَلاَ عَادٍ﴾ يَقُول وَلَا قَاطع الطَّرِيق وَلَا متعمد لأكلها بِغَيْر الضَّرُورَة ﴿فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ فَلَا حرج عَلَيْهِ بِأَكْل الْميتَة عِنْد الضَّرُورَة شبعاً وَلَا يتزود مِنْهَا شَيْئا ﴿إِن الله غَفُور﴾ بِأَكْلِهِ فَوق الْقُوت ﴿رَّحِيمٌ﴾ حِين رخص لَهُ أكل الْميتَة
﴿إِنَّ الَّذين يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ الله مِنَ الْكتاب﴾ مَا بَين الله فِي التَّوْرَاة من صفة مُحَمَّد ونعته ﴿وَيَشْتَرُونَ بِهِ﴾ بكتمانه ﴿ثَمَناً قَلِيلاً﴾ عوضا يَسِيرا نزلت فِي كَعْب بن الْأَشْرَف وحيي بن أَخطب وجدي بن أَخطب ﴿أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ﴾ مَا يدْخلُونَ ﴿فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّار﴾ إِلَّا الْحَرَام وَيُقَال إِلَّا مَا يكون نَار فِي بطونهم يَوْم الْقِيَامَة ﴿وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ الله﴾ بِكَلَام طيب ﴿يَوْمَ الْقِيَامَة وَلاَ يُزَكِّيهِمْ﴾ وَلَا يبرئهم من الذُّنُوب وَيُقَال وَلَا يثني عَلَيْهِم ثَنَاء حسنا ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ وجيع يخلص وَجَعه إِلَى قُلُوبهم
﴿أُولَئِكَ الَّذين اشْتَروا الضَّلَالَة بِالْهدى﴾ الْكفْر بِالْإِيمَان ﴿وَالْعَذَاب بالمغفرة﴾ الْيَهُودِيَّة بِالْإِسْلَامِ وَيُقَال اخْتَارُوا مَا تجب بِهِ النَّار على مَا تجب بِهِ الْجنَّة ﴿فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّار﴾ يَقُول فَمَا أجرأهم على النَّار وَيُقَال فَمَا الَّذِي أجرأهم على النَّار وَيُقَال فَمَا أعملهم بِعَمَل أهل النَّار
﴿ذَلِكَ﴾ الْعَذَاب ﴿بِأَنَّ الله نَزَّلَ الْكتاب﴾ أَي نزل جِبْرَائِيل بِالْقُرْآنِ والتوراة ﴿بِالْحَقِّ﴾ بتبيان الْحق وَالْبَاطِل فَكَفرُوا بِهِ ﴿وَإِنَّ الَّذين اخْتلفُوا فِي الْكتاب﴾ خالفوا مَا فِي الْكتاب من صفة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ونعته وكتموا ﴿لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ﴾ لفي خلاف بعيد عَن الْهدى
﴿لَّيْسَ الْبر﴾ كل الْبر وَيُقَال لَيْسَ الْبر لَيْسَ الْإِيمَان ﴿أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ﴾ فِي الصَّلَاة ﴿قِبَلَ الْمشرق﴾ نَحْو الْكَعْبَة ﴿وَالْمغْرب﴾ نَحْو بَيت الْمُقَدّس ﴿وَلَكِن الْبر﴾ الْإِيمَان هُوَ إِقْرَار ﴿مَنْ آمَنَ بِاللَّه﴾ وَيُقَال لَيْسَ الْبر الْبَار وَلَكِن الْبر الْبَار يَعْنِي الْمُؤمن من آمن بِاللَّه ﴿وَالْيَوْم الآخر﴾ بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت ﴿وَالْمَلَائِكَة﴾ بجملة الْمَلَائِكَة ﴿وَالْكتاب﴾ بجملة الْكتاب ﴿والنبيين﴾ بجملة النَّبِيين ثمَّ ذكر الْوَاجِبَات بعد الْإِيمَان فَقَالَ ﴿وَآتَى المَال على حُبِّهِ﴾ يَقُول الْبر بعد الْإِيمَان إِعْطَاء المَال على حبه على قلته وشهوته ﴿ذَوِي الْقُرْبَى﴾ ذَا الْقَرَابَة فِي الرَّحِم ﴿واليتامى﴾ يتامى الْمُؤمنِينَ ﴿وَالْمَسَاكِين﴾ المستغفلين ﴿وَابْن السَّبِيل﴾ مار الطَّرِيق الضَّعِيف النَّازِل ﴿والسآئلين﴾ الَّذين يسالون مَالك ﴿وَفِي الرّقاب﴾ المكاتبين والغزاة ثمَّ الشَّرَائِع بعد الْوَاجِبَات فَقَالَ ﴿وَأَقَامَ الصَّلَاة﴾ يَقُول الْبر بعد الْوَاجِبَات إتْمَام الصَّلَوَات الْخمس ﴿وَآتَى الزَّكَاة﴾ أعْطى الزَّكَاة وَمَا يشبه ذَلِك ﴿والموفون بِعَهْدِهِمْ﴾ المتمون عَهدهم فِيمَا بَينهم وَبَين الله وَفِيمَا بَينهم وَبَين النَّاس ﴿إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي البأسآء﴾ يَعْنِي الْخَوْف والبلايا والشدائد ﴿وَالضَّرَّاء﴾ الْأَمْرَاض والأوجاع والجوع ﴿وَحِينَ الْبَأْس﴾ عِنْد الْقِتَال ﴿أُولَئِكَ الَّذين صَدَقُواْ﴾ وقوا ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ المتقون﴾ عَن نقض العهود
﴿يَا أَيهَا الَّذين آمَنُواْ كُتِبَ﴾ فرض ﴿عَلَيْكُمُ الْقصاص﴾ الْقود فِي الْقَتْل ﴿الْحر بِالْحُرِّ﴾ عمدا ﴿وَالْعَبْد بِالْعَبدِ﴾ عمدا ﴿وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى﴾ عمدا نزلت فِي حيين من الْعَرَب وَهِي مَنْسُوخَة بقوله النَّفس بِالنَّفسِ ﴿فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ﴾ يَقُول من ترك لَهُ من حق أَخِيه شَيْء يَعْنِي الْقَتْل أَي عُفيَ عَن الْقَتْل وَأخذ الدِّيَة ﴿فاتباع بِالْمَعْرُوفِ﴾ أَمر الطَّالِب أَن يطْلب مِنْهُ بِالْمَعْرُوفِ فِي ثَلَاث سِنِين إِن كَانَ دِيَة تَامَّة وَإِن كَانَ ثُلثي الدِّيَة أَو نصفهَا فَفِي سنتَيْن وَإِن كَانَ ثلثهَا فَفِي عَامه ذَلِك ﴿وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ﴾ أَمر الْمَطْلُوب أَن يُؤَدِّي إِلَى أَوْلِيَاء الْمَقْتُول حَقهم ﴿بِِإِحْسَانٍ﴾ بِغَيْر تقاض وتعب ﴿ذَلِك﴾ الْعَفو ﴿تَخْفِيفٌ﴾ تهوين ﴿مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ﴾ للْقَاتِل من الْقَتْل ﴿فَمَنِ اعْتدى بَعْدَ ذَلِك﴾ بعد أَخذ الدِّيَة واعتداؤه أَن يَأْخُذ الدِّيَة وَيقتل أَيْضا ﴿فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾


الصفحة التالية
Icon