﴿وَرَأَى المجرمون﴾ الْمُشْركُونَ ﴿النَّار فظنوا﴾ فَعَلمُوا وأيقنوا ﴿أَنَّهُمْ مُّوَاقِعُوهَا﴾ دَاخِلُوهَا يَعْنِي النَّار ﴿وَلَمْ يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفاً﴾ مهرباً
﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَا﴾ بيّنا ﴿فِي هَذَا الْقُرْآن لِلنَّاسِ﴾ لأهل مَكَّة ﴿مِن كُلِّ مَثَلٍ﴾ من كل وَجه من الْوَعْد والوعيد لكَي يتعظوا فيؤمنوا ﴿وَكَانَ الْإِنْسَان﴾ أبي بن خلف الجُمَحِي ﴿أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً﴾ فِي الْبَاطِل وَيُقَال لَيْسَ شَيْء أجدل من الْإِنْسَان
﴿وَمَا مَنَعَ النَّاس﴾ أهل مَكَّة المطعمين يَوْم بدر ﴿أَن يُؤمنُوا﴾ بِمُحَمد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالْقُرْآن ﴿إِذْ جَاءَهُم الْهدى﴾ مُحَمَّد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام بِالْقُرْآنِ ﴿وَيَسْتَغْفِرُواْ رَبَّهُمْ﴾ يتوبوا من الْكفْر إِلَى الْإِيمَان ﴿إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلين﴾ عَذَاب الْأَوَّلين بهلاكهم ﴿أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَاب﴾ بِالسَّيْفِ ﴿قُبُلاً﴾ مُعَاينَة يَوْم بدر
﴿وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسلين إِلاَّ مُبَشِّرِينَ﴾ بِالْجنَّةِ للْمُؤْمِنين ﴿وَمُنذِرِينَ﴾ عَن النَّار للْكَافِرِينَ ﴿وَيُجَادِلُ﴾ يُخَاصم ﴿الَّذين كَفَرُواْ﴾ بالكتب وَالرسل ﴿بِالْبَاطِلِ﴾ بالشرك ﴿لِيُدْحِضُواْ﴾ ليبطلوا ﴿بِهِ﴾ بِالْبَاطِلِ ﴿الْحق﴾ وَالْهدى ﴿وَاتَّخذُوا آيَاتِي﴾ كتابي ورسلي ﴿وَمَا أُنْذِرُواْ﴾ خوفوا من الْعَذَاب ﴿هُزُواً﴾ سخرية واستهزاء
﴿وَمَنْ أَظْلَمُ﴾ لَيْسَ أحد أظلم ﴿مِمَّن ذُكِّرَ﴾ وعظ ﴿بِآيِاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا﴾ فصرف عَنْهَا جاحداً بهَا ﴿وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ﴾ ترك ذكر مَا عملت يَدَاهُ من الذُّنُوب ﴿إِنَّا جَعَلْنَا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً﴾ أغطية ﴿أَن يَفْقَهُوهُ﴾ لكَي لَا يفقهوا الْحق وَالْهدى ﴿وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً﴾ صمماً لكَي لَا يسمعوا الْحق وَالْهدى ﴿وَإِن تَدْعُهُمْ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿إِلَى الْهدى﴾ إِلَى التَّوْحِيد ﴿فَلَنْ يهتدوا﴾ فَلَنْ يُؤمنُوا ﴿إِذاً أَبَداً﴾
﴿وَرَبُّكَ الغفور﴾ المتجاوز ﴿ذُو الرَّحْمَة﴾ بِتَأْخِير الْعَذَاب ﴿لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ﴾ بشركهم ﴿لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَاب﴾ فِي الدُّنْيَا ﴿بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ﴾ أجل لهلاكهم ﴿لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ﴾ من عَذَاب الله ﴿مَوْئِلاٍ﴾ ملْجأ
﴿وَتِلْكَ الْقرى﴾ أهل الْقرى الْمَاضِيَة ﴿أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ﴾ حِين كفرُوا ﴿وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم﴾ لهلاكهم ﴿مَّوْعِداً﴾ أَََجَلًا
ثمَّ ذكر قصَّة مُوسَى مَعَ الْخضر وَكَانَ مُوسَى وَقع فِي قلبه أَن لَيْسَ فِي الأَرْض أحد أعلم مني فَقَالَ الله يَا مُوسَى إِن لي فِي الأَرْض عبدا أعبد لي مِنْك وَأعلم وَهُوَ الْخضر فَقَالَ مُوسَى يَا رب دلَّنِي عَلَيْهِ فَقَالَ الله لَهُ خُذ سمكًا مالحا وامض على شاطى الْبَحْر حَتَّى تلقى صَخْرَة عِنْدهَا عين الْحَيَاة فانضح على السَّمَكَة مِنْهَا حَتَّى تحيا السَّمَكَة فثم تلقى الْخضر فَقَالَ الله ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ﴾ لشاجرده يُوشَع بن نون وَكَانَ من أَشْرَاف بني إِسْرَائِيل وَإِنَّمَا سمي فتاه لِأَنَّهُ كَانَ يتبعهُ ويخدمه ﴿لَا أَبْرَح﴾ لاأزال أمضي ﴿حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرين﴾ العذب والمالح بَحر فَارس وَالروم ﴿أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً﴾ سِنِين وَيُقَال دهرا
﴿فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا﴾ بَين الْبَحْرين ﴿نَسِيَا حُوتَهُمَا﴾ خبر حوتهما ﴿فَاتخذ سَبِيلَهُ﴾ طَرِيقه ﴿فِي الْبَحْر سَرَباً﴾ يَابسا
﴿فَلَمَّا جَاوَزَا﴾ من الصَّخْرَة ﴿قَالَ لِفَتَاهُ﴾ لشاجرده ﴿آتِنَا غَدَآءَنَا﴾ أعطنا غداءنا ﴿لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً﴾