نعْمَة ﴿اطْمَأَن بِهِ﴾ رضى بدين مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِلِسَانِهِ ﴿وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ﴾ شدَّة ﴿انْقَلب على وَجْهِهِ﴾ رَجَعَ إِلَى دينه الأول الشّرك بِاللَّه ﴿خَسِرَ الدُّنْيَا﴾ غبن الدُّنْيَا بذهابها ﴿وَالْآخِرَة﴾ بذهاب الْجنَّة ﴿ذَلِك﴾ الْغبن ﴿هُوَ الخسران الْمُبين﴾ الْغبن البيّن بذهاب الدُّنْيَا وَالْآخِرَة
﴿يَدْعُو﴾ يعبد بَنو الحلاف ﴿مِن دُونِ الله مَا لاَ يَضُرُّهُ﴾ إِن لم يعبده ﴿وَمَا لاَ يَنفَعُهُ﴾ إِن عَبده ﴿ذَلِك هُوَ الضلال﴾ الْخَطَأ ﴿الْبعيد﴾ عَن الْحق وَالْهدى
﴿يَدْعُو﴾ يعبد بَنو الحلاف ﴿لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ﴾ يَقُول من ضره قريب ونفعه بعيد ﴿لَبِئْسَ الْمولى﴾ الرب ﴿وَلَبِئْسَ العشير﴾ الْخَلِيل والصاحب يَقُول من كَانَت عِبَادَته مضرَّة على عابده لبئس المعبود هُوَ
﴿إِن الله يدْخل الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالْقُرْآن ﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات﴾ الطَّاعَات فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم ﴿جنَّات﴾ بساتين ﴿تجْرِي من تحتهَا﴾ من تَحت أشجارها ومساكنها ﴿الْأَنْهَار﴾ أَنهَار الْخمر وَالْمَاء وَالْعَسَل وَاللَّبن ﴿إِنَّ الله يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾ من الشقاوة والسعادة وَنزل فيهم أَيْضا حِين قَالُوا نَخَاف أَن لَا ينصر مُحَمَّد فِي الدُّنْيَا فَيذْهب مَا كَانَ بَيْننَا وَبَين الْيَهُود من الْمَوَدَّة
﴿مَن كَانَ يَظُنُّ﴾ يحْسب ﴿أَن لَّن يَنصُرَهُ الله﴾ يعْنى مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالغلبة ﴿فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة﴾ بالعذر وَالْحجّة ﴿فَلْيَمْدُدْ﴾ فليربط ﴿بِسَبَبٍ﴾ بِحَبل ﴿إِلَى السمآء﴾ إِلَى سَمَاء بَيته ﴿ثُمَّ لْيَقْطَعْ﴾ ليختنق ﴿فَلْيَنْظُرْ﴾ فليتفكر فِي نَفسه ﴿هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ﴾ اختناقه ﴿مَا يَغِيظُ﴾ غيظه فى مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيُقَال فِيهِ وَجه آخر من كَانَ يظنّ أَن لن ينصره الله فِي الدُّنْيَا بالرزق وَالْآخِرَة بالثواب فليمدد بِسَبَب إِلَى السَّمَاء فليربط حبلاً إِلَى سقف بَيته ثمَّ ليقطع فَلْينْظر فِي نَفسه هَل يذْهبن كَيده اختناقه مَا يغيظه غيظة فِي رزقه
﴿وَكَذَلِكَ﴾ هَكَذَا ﴿أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ﴾ أنزلنَا جِبْرِيل بآيَات ﴿بَيِّنَاتٍ﴾ بالحلال وَالْحرَام ﴿وَأَنَّ الله يَهْدِي﴾ يرشد إِلَى دينه ﴿مَن يُرِيدُ﴾ من كَانَ أَهلا لذَلِك
﴿إِن الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿وَالَّذين هَادُواْ﴾ يهود أهل الْمَدِينَة ﴿وَالصَّابِئِينَ﴾ السائحين وهم شُعْبَة من النَّصَارَى ﴿وَالنَّصَارَى﴾ يَعْنِي نَصَارَى أهل نَجْرَان السَّيِّد وَالْعَاقِب ﴿وَالْمَجُوس﴾ عَبدة الشَّمْس والنيران ﴿وَالَّذين أشركوا﴾ مُشْركي الْعَرَب ﴿إِنَّ الله يَفْصِلُ﴾ يقْضِي ﴿بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَة إِنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ﴾ من اخْتلَافهمْ وأعمالهم ﴿شَهِيد﴾ عَالم
﴿أَلَمْ تَرَ﴾ ألم تخبر يَا مُحَمَّد فِي الْقُرْآن ﴿أَنَّ الله يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَات﴾ من الْخلق ﴿وَمَن فِي الأَرْض﴾ من الْمُؤمنِينَ ﴿وَالشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم وَالْجِبَال وَالشَّجر والدوآب﴾ كل هَؤُلَاءِ يَسْجُدُونَ لله ﴿وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاس﴾ وَجَبت لَهُم الْجنَّة وهم الْمُؤْمِنُونَ ﴿وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَاب﴾ وَجب عَلَيْهِم عَذَاب النَّار وهم الْكَافِرُونَ ﴿وَمَن يُهِنِ الله﴾ بالشقاوة ﴿فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ﴾ بالسعادة وَيُقَال وَمن يهن الله بالنكرة فَمَا لَهُ من مكرم بالمعرفة ﴿إِنَّ الله يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ﴾ بخلقه من الشقاوة والسعادة والمعرفة والنكرة
﴿هَذَانِ خَصْمَانِ﴾ أهل دينين من الْمُسلمين وَالْيَهُود وَالنَّصَارَى ﴿اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ﴾ فِي دين رَبهم فَقَالَ كل وَاحِد مِنْهُم أَنا أولى بِاللَّه بِدِينِهِ فَحكم الله بَينهم فَقَالَ ﴿فَالَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى ﴿قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارِ﴾ قمص وجباب من نَار ﴿يُصَبُّ من فَوق رؤوسهم﴾ على رُءُوسهم ﴿الْحَمِيم﴾ المَاء الْحَار


الصفحة التالية
Icon