﴿يُصْهَرُ بِهِ﴾ يذاب بالحميم ﴿مَا فِي بُطُونِهِمْ﴾ من الشحوم وَغَيرهَا ﴿والجلود﴾ ويذاب بِهِ الْجُلُود وَغَيرهَا
﴿وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ﴾ حَار يضْرب على رؤوسهم
﴿كلمآ أَرَادوا أَن يخرجُوا مِنْهَا﴾ من النَّار ﴿مِنْ غَمٍّ﴾ من غم الْعَذَاب ﴿أُعِيدُواْ فِيهَا﴾ فِي النَّار بِضَرْب المقامع ﴿وَذُوقُواْ﴾ فَيُقَال لَهُم ذوقوا ﴿عَذَابَ الْحَرِيق﴾ الشَّديد
﴿إِن الله يدْخل الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات﴾ الطَّاعَات فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم ﴿جنَّات﴾ بساتين ﴿تجْرِي من تحتهَا﴾ من تَحت شَجَرهَا ومساكنها ﴿الْأَنْهَار﴾ أَنهَار الْخمر وَالْمَاء وَالْعَسَل وَاللَّبن ﴿يُحَلَّوْنَ فِيهَا﴾ يلبسُونَ فِي الْجنَّة ﴿مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ﴾ أسورة من ذهب ﴿وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا﴾ فِي الْجنَّة ﴿حَرِيرٌ﴾ لَا يُوصف فَضله
﴿وهدوا إِلَى الطّيب مِنَ القَوْل﴾ أرشدوا فِي الدُّنْيَا إِلَى القَوْل الطّيب لَا إِلَه إِلَّا الله ﴿وهدوا إِلَى صِرَاطِ الحميد﴾ ووفقوا للدّين الْمَحْمُود فِي فعاله وَيُقَال الحميد لمن وَحده فَهَذَا قَضَاء الله فِيمَا بَين الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمُؤمنِينَ فِي خصومتهم
﴿إِن الَّذين كفرُوا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن أَبُو سُفْيَان وَأَصْحَابه وَإِنَّمَا سَمَّاهُ كَافِرًا لِأَنَّهُ لم يكن مُؤمنا يَوْمئِذٍ ﴿وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله﴾ يصرفون النَّاس عَن دين الله وطاعته ﴿وَالْمَسْجِد الْحَرَام﴾ يصرفون مُحَمَّدًا عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَأَصْحَابه عَام الْحُدَيْبِيَة عَن الْمَسْجِد الْحَرَام للْعُمْرَة ﴿الَّذِي جَعَلْنَاهُ﴾ حرما وقبلة ﴿لِلنَّاسِ سَوَآءً العاكف فِيهِ والباد﴾ يَعْنِي الْمُقِيم والغريب سَوَاء شرع ﴿وَمَن يُرِدْ﴾ يمل ﴿فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ﴾ على أحد ﴿نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ وجيع نضربه ضربا شَدِيدا لكَي لَا يعود إِلَى ظلم أحد وَيُقَال نزلت فِي شَأْن عبد الله بن أنس بن حنظل قتل أَنْصَارِيًّا بِالْمَدِينَةِ مُتَعَمدا وارتد عَن الْإِسْلَام والتجأ إِلَى مَكَّة وَنزل فِيهِ وَمن يرد فِيهِ من يلجأ إِلَيْهِ بالحاد بقتل بظُلْم بشرك نذقه من عَذَاب أَلِيم وجيع لَا يطعم وَلَا يسقى وَلَا يؤوى حَتَّى يخرج من الْحرم ثمَّ يُقَام عَلَيْهِ الْحَد
﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ﴾ بَينا لإِبْرَاهِيم ﴿مَكَانَ الْبَيْت﴾ الْحَرَام بسحابة وقفت على حياله فَبنى إِبْرَاهِيم الْبَيْت على حِيَال السحابة وأوحينا إِلَيْهِ ﴿أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً﴾ من الْأَصْنَام ﴿وَطَهِّرْ بَيْتِيَ﴾ مَسْجِدي من الْأَوْثَان ﴿لِلطَّآئِفِينَ﴾ حوله ﴿والقآئمين﴾ المقيمين فِيهِ ﴿والركع السُّجُود﴾ لأهل الصَّلَوَات من جملَة الْبلدَانِ من كل وَجه
﴿وَأَذِّن فِي النَّاس﴾ نَاد ذريتك ﴿بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ﴾ حَتَّى يجيئوا إِلَيْك ﴿رِجَالاً﴾ مشَاة على أَرجُلهم ﴿وعَلى كُلِّ ضَامِرٍ﴾ ركباناً على كل إبل مُضْمر وَغَيره ﴿يَأْتِينَ﴾ يجئن ﴿مِن كُلِّ فَجٍّ عميق﴾ طَرِيق وَأَرْض بعيدَة
﴿لِّيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُمْ﴾ مَنَافِع الدُّنْيَا وَالْآخِرَة مَنَافِع الْآخِرَة بِالدُّعَاءِ وَالْعِبَادَة وَمَنَافع الدُّنْيَا بِالرِّبْحِ وَالتِّجَارَة ﴿وَيَذْكُرُواْ اسْم الله﴾ لِيذكرُوا اسْم الله ﴿فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ﴾ معروفات أَيَّام التَّشْرِيق ﴿على مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَام﴾ على ذَبِيحَة الْأَنْعَام ﴿فَكُلُواْ مِنْهَا﴾ من الْأَضَاحِي ﴿وَأَطْعِمُواْ﴾ أعْطوا ﴿البآئس الْفَقِير﴾ الضَّرِير الزَّمن الْمُحْتَاج
﴿ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ﴾ ليتموا مَنَاسِك حجهم حلق الرَّأْس وَرمي الْجمار وتقليم الْأَظْفَار وَغير ذَلِك ﴿وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ﴾ وليتموا مَا أوجبوا على أنفسهم ﴿وَلْيَطَّوَّفُواْ﴾ الطّواف الْوَاجِب ﴿بِالْبَيْتِ الْعَتِيق﴾ أعتق من كل جَبَّار دخل فِيهِ وَيُقَال من غرق الطوفان زمن نوح وَيُقَال هُوَ أول بَيت بني وَيُقَال من طَاف حوله فقد عتق
﴿ذَلِك﴾ الَّذِي ذكرت من الْمَنَاسِك عَلَيْهِم أَن يوفوا ذَلِك ﴿وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ الله﴾ مَنَاسِك الْحَج ﴿فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ﴾ بالثواب ﴿وَأُحِلَّتْ لَكُمُ﴾ رخصت لكم ﴿الْأَنْعَام﴾ ذَبِيحَة الْأَنْعَام وَأكل لحومها ﴿إِلاَّ مَا يُتْلَى﴾ إِلَّا مَا حرم ﴿عَلَيْكُمْ﴾ فِي سُورَة الْمَائِدَة مثل الْميتَة وَالدَّم وَلحم الْخِنْزِير ﴿فَاجْتَنبُوا الرجس مِنَ الْأَوْثَان﴾ فاتركوا شرب الْخمر وَعبادَة الْأَوْثَان