أهل النَّار
﴿وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿مِن رَّسُولٍ﴾ مُرْسل ﴿وَلاَ نَبِيٍّ﴾ مُحدث لَيْسَ بمرسل ﴿إِلاَّ إِذَا تمنى﴾ قَرَأَ الرَّسُول أَو حدث النَّبِي ﴿أَلْقَى الشَّيْطَان فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾ فِي قِرَاءَة الرَّسُول وَحَدِيث النَّبِي ﴿فَيَنسَخُ الله﴾ يبيّن الله ﴿مَا يُلْقِي الشَّيْطَان﴾ على لِسَان نبيه لكَي لَا يعْمل بِهِ ثُمَّ يُحْكِمُ الله يبين ﴿آيَاتِهِ﴾ لنَبيه لكَي يعْمل بهَا ﴿وَالله عَلِيمٌ﴾ بِمَا يلقِي الشَّيْطَان على لِسَان نبيه ﴿حَكِيمٌ﴾ حكم بنسخه
﴿لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَان﴾ على لِسَان نبيه ﴿فِتْنَةً﴾ بلية ﴿لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ﴾ شكّ وَخلاف لكَي يعملوا بِهِ ﴿والقاسية قُلُوبُهُمْ﴾ من ذكر الله ﴿وَإِنَّ الظَّالِمين﴾ الْمُشْركين الْوَلِيد بن الْمُغيرَة وَأَصْحَابه ﴿لَفِي شِقَاقٍ﴾ خلاف ومعاداة ﴿بَعِيدٍ﴾ عَن الْحق وَالْهدى
﴿وَلِيَعْلَمَ﴾ ولكي يعلم تبيان الله ﴿الَّذين أُوتُواْ الْعلم﴾ أعْطوا الْعلم بِالْقُرْآنِ والتوراة عبد الله ابْن سَلام وَأَصْحَابه ﴿أَنَّهُ﴾ يَعْنِي تبيان الْحق هُوَ ﴿الْحق مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُواْ بِهِ﴾ فيصدقوا بتبيان الله ﴿فَتُخْبِتَ لَهُ﴾ فتخلص لَهُ وتقبله يَعْنِي تبيان الله ﴿قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الله لَهَادِ﴾ حَافظ ﴿الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ إِلَى دين قَائِم يرضاه وَهُوَ الْإِسْلَام
﴿وَلَا يزَال الَّذين كفرُوا﴾ بِمُحَمد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالْقُرْآن الْوَلِيد بن الْمُغيرَة وَأَصْحَابه ﴿فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ﴾ فِي شكّ من الْقُرْآن وَلَكِن انظرهم يَا مُحَمَّد ﴿حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَة﴾ قيام السَّاعَة ﴿بَغْتَةً﴾ فَجْأَة ﴿أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ﴾ لَا فرج فِيهِ وَهُوَ يَوْم بدر
﴿الْملك﴾ الْقَضَاء ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ يَوْم الْقِيَامَة ﴿لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ﴾ يقْضِي بَين الْمُؤمنِينَ والكافرين ﴿فَالَّذِينَ آمَنُواْ﴾ بِمُحَمد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالْقُرْآن ﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات﴾ الطَّاعَات فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم ﴿فِي جَنَّاتِ النَّعيم﴾ يكرمون بالتحف
﴿وَالَّذين كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآياتِنَا﴾ بكتابنا ورسولنا ﴿فَأُولَئِك لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾ يهانون بِهِ وَيُقَال شَدِيد
﴿وَالَّذين هَاجَرُواْ فِي سَبِيلِ الله﴾ فِي طَاعَة الله من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة ﴿ثُمَّ قتلوا﴾ قَتلهمْ الْعَدو فِي سَبِيل الله ﴿أَوْ مَاتُواْ﴾ فِي سفر أَو حضر ﴿لَيَرْزُقَنَّهُمُ الله رِزْقاً حسنا﴾ ثَوابًا حسنا فى الْجنَّة لأموالهم وَغَنَائِم حَلَالا طيبا لأحيائهم ﴿وَإِنَّ الله لَهُوَ خَيْرُ الرازقين﴾ أفضل المطعمين فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة
﴿لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُّدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ﴾ لأَنْفُسِهِمْ وَيُقَال يقبلونه يَعْنِي الْجنَّة ﴿وَإِنَّ الله لَعَلِيمٌ﴾ بثوابهم وكرامتهم ﴿حَلِيمٌ﴾ بِتَأْخِير عُقُوبَة من قَتلهمْ
﴿ذَلِك﴾ هَذَا قَضَاء الله فِيمَا بَين الْمُؤمنِينَ والكافرين فِي الْآخِرَة ﴿وَمَنْ عَاقَبَ﴾ قَاتل وليه ﴿بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ﴾ بوليه ﴿ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ﴾ ثمَّ تطاول عَلَيْهِ بظُلْم ﴿لَيَنصُرَنَّهُ الله﴾ يَعْنِي الْمَظْلُوم على الظَّالِم فيقتله وَلَا يَأْخُذ مِنْهُ الدِّيَة وَهُوَ رجل قتل وليه فَأخذ من قَاتل وليه الدِّيَة ثمَّ بغى عَلَيْهِ فَقتله أَيْضا فَيقْتل وَلَا يَأْخُذ مِنْهُ الدِّيَة ﴿إِنَّ الله لَعَفُوٌّ﴾ متجاوز لمن تَابَ ﴿غَفُورٌ﴾ لمن مَاتَ على التَّوْبَة
﴿ذَلِك﴾ عُقُوبَة من بغى على أَخِيه ﴿بِأَنَّ الله يُولِجُ اللَّيْل فِي النَّهَار﴾ يزِيد اللَّيْل على النَّهَار فَيكون النَّهَار أطول من اللَّيْل ﴿وَيُولِجُ النَّهَار فِي اللَّيْل﴾ يزِيد النَّهَار على اللَّيْل فَيكون اللَّيْل أطول من النَّهَار ﴿وَأَنَّ الله سَمِيعٌ﴾ لمقالة خلقه ﴿بَصِيرٌ﴾ بأعمالهم
﴿ذَلِك﴾ الْقُدْرَة لتقروا وتعلموا ﴿بِأَنَّ الله هُوَ الْحق﴾ بِأَن عبَادَة الله هِيَ الْحق وَأَن الله هُوَ الْقوي ﴿وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ﴾ يعْبدُونَ ﴿مِن دُونِهِ﴾ من دون الله ﴿هُوَ الْبَاطِل﴾ الضَّعِيف