﴿وَإِلَى الله تُرْجَعُ الْأُمُور﴾ عواقب الْأُمُور فِي الْآخِرَة
﴿سَلْ بني إِسْرَائِيلَ﴾ قل لأَوْلَاد يَعْقُوب ﴿كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ﴾ كم من مرّة كلمناهم بِالْأَمر وَالنَّهْي وأكرمناهم بِالدينِ فِي زمَان مُوسَى فبدلوا ذَلِك بالْكفْر ﴿وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ الله﴾ من يُغير دين الله وَكتابه بالْكفْر ﴿من بعد مَا جَاءَتْهُ﴾ من بعد مَا جَاءَ مُحَمَّد بِهِ ﴿فَإِنَّ الله شَدِيدُ الْعقَاب﴾ لمن كفر بِهِ
﴿زُيِّنَ﴾ حسن ﴿لِلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ أبي جهل وَأَصْحَابه ﴿الْحَيَاة الدُّنْيَا﴾ مَا فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا من سَعَة الْمَعيشَة ﴿وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذين﴾ على الَّذين ﴿آمَنُواْ﴾ سلمَان وبلال وصهيب وَأَصْحَابه بِضيق الْمَعيشَة ﴿وَالَّذين اتَّقوا﴾ الْكفْر والشرك يَعْنِي سلمَان وَأَصْحَابه ﴿فَوْقَهُمْ﴾ فِي الْحجَّة فِي الدُّنْيَا وَالْقدر والمنزلة فِي الْجنَّة ﴿يَوْمَ الْقِيَامَة وَالله يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ﴾ يُوسع المَال على من يَشَاء ﴿بِغَيْرِ حِسَاب﴾ بِغَيْر حزم وتكلف وَيُقَال ويرزق من يَشَاء فِي الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب بِغَيْر فَوت وَلَا اهتداء
﴿كَانَ النَّاس﴾ فِي زمن نوح وَإِبْرَاهِيم ﴿أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ على مِلَّة وَاحِدَة الْكفْر وَيُقَال كَانُوا فِي زمن إِبْرَاهِيم مُسلمين ﴿فَبَعَثَ الله النَّبِيين﴾ من ذُرِّيَّة نوح وَإِبْرَاهِيم ﴿مُبَشِّرِينَ﴾ بِالْجنَّةِ لمن آمن بِاللَّه ﴿وَمُنذِرِينَ﴾ من النَّار لمن لم يُؤمن بِاللَّه ﴿وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكتاب﴾ أنزل عَلَيْهِم جِبْرَائِيل بِالْكتاب ﴿بِالْحَقِّ﴾ مُبينًا الْحق وَالْبَاطِل ﴿لِيَحْكُمَ﴾ كل نَبِي بكتابه ﴿بَيْنَ النَّاس فِيمَا اخْتلفُوا فِيهِ﴾ فِي الدّين وَيُقَال ليحكم الْكتاب وَإِن قَرَأت بِالتَّاءِ أَرَادَ بِهِ النَّبِي مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿وَمَا اخْتلف فِيهِ﴾ فِي الدّين وَمُحَمّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿إِلاَّ الَّذين أُوتُوهُ﴾ أَعْطوهُ يَعْنِي الْكتاب ﴿مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ الْبَينَات﴾ بَيِّنَات مَا فِي كِتَابهمْ ﴿بَغْياً بَيْنَهُمْ﴾ حسداً مِنْهُم فَكَفرُوا بِهِ ﴿فَهَدَى الله الَّذين آمَنُواْ﴾ بالنبيين ﴿لِمَا اخْتلفُوا فِيهِ﴾ من الِاخْتِلَاف فِي الدّين ﴿من الْحق﴾ إِلَى الْحق وَيُقَال فهدي الله الَّذين آمنُوا فحفظ الله الَّذين آمنُوا بالنبيين لما اخْتلفُوا فِيهِ من الِاخْتِلَاف فِي الدّين من الْحق إِلَى الْبَاطِل ﴿بِإِذْنِهِ﴾ بكرامته وإرادته ﴿وَالله يَهْدِي مَن يَشَآءُ﴾ من كَانَ أَهلا لذَلِك وَيُقَال يثبت من يَشَاء ﴿إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ على دين قَائِم يرضيه
﴿أَمْ حَسِبْتُمْ﴾ أظننتم يَا معشر الْمُؤمنِينَ يَعْنِي عُثْمَان وَأَصْحَابه ﴿أَن تَدْخُلُواْ الْجنَّة وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذين خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم﴾ أَي لم تبتلوا بِمثل مَا ابتلى الَّذين مضوا من قبلكُمْ من الْمُؤمنِينَ ﴿مَّسَّتْهُمُ﴾ أَصَابَتْهُم ﴿البأسآء﴾ الْخَوْف والبلايا والشدائد ﴿والضرآء﴾ الْأَمْرَاض والأوجاع والجوع ﴿وَزُلْزِلُواْ﴾ حركوا فِي الشدَّة ﴿حَتَّى يَقُولَ الرَّسُول﴾ حَتَّى قَالَ رسولهم ﴿وَالَّذين آمَنُواْ مَعَهُ﴾ بِهِ ﴿مَتى نَصْرُ الله﴾ على الْأَعْدَاء قَالَ الله لذَلِك النَّبِي ﴿أَلا إِنَّ نَصْرَ الله﴾ على الْأَعْدَاء بنجاتكم ﴿قريب﴾
﴿يَسْأَلُونَكَ﴾ يَا مُحَمَّد وَكَانَ هَذَا السُّؤَال قبل آيَة الْمَوَارِيث ﴿مَاذَا يُنْفِقُونَ﴾ على من يتصدقون ﴿قل مَا أنفقتم من خير﴾ من مَال ﴿فَلِلْوَالِدَيْنِ﴾ فعلى الْوَالِدين ﴿والأقربين﴾ وعَلى الْأَقْرَبين ثمَّ نسخت الصَّدَقَة بعد ذَلِك على الْوَالِدين بِآيَة الْمَوَارِيث ﴿واليتامى﴾ يَقُول تصدقوا على الْيَتَامَى يتامى النَّاس ﴿وَالْمَسَاكِين﴾ مَسَاكِين النَّاس ﴿وَابْن السَّبِيل﴾ الضَّيْف النَّازِل ﴿وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ﴾ مَا تنفقوا من مَال هَؤُلَاءِ ﴿فَإِنَّ الله بِهِ عَلِيمٌ﴾ أَي عَالم بِهِ وبنياتكم يجزيكم بِهِ
﴿كُتِبَ﴾ فرض ﴿عَلَيْكُمُ الْقِتَال﴾ فِي أَوْقَات النفير الْعَام مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً﴾ الْجِهَاد فِي سَبِيل الله ﴿وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ تصيبون الشَّهَادَة وَالْغنيمَة ﴿وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً﴾ الْجُلُوس عَن الْجِهَاد ﴿وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ﴾ لَا تصيبون الشَّهَادَة وَلَا الْغَنِيمَة ﴿وَالله يَعْلَمُ﴾ أَن الْجِهَاد خير لكم ﴿وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ أَن الْجُلُوس شَرّ لكم نزلت فِي سعد بن أبي وَقاص والمقداد بن الْأسود وأصحابهما ثمَّ نزلت فِي شَأْن عبد الله ابْن جحش وَأَصْحَابه وقتلهم عَمْرو بن الْحَضْرَمِيّ وسؤالهم عَن الْقِتَال فِي الشَّهْر الْحَرَام يَعْنِي رجباً آخر عَشِيَّة جُمَادَى الْآخِرَة قبل رُؤْيَة هِلَال رَجَب وملامة الْمُشْركين لَهُم بذلك فَقَالَ


الصفحة التالية
Icon