﴿وَكَانُواْ قَوْماً بُوراً﴾ هلكى فَاسِدَة الْقُلُوب فَيَقُول الله لعبدة الْأَصْنَام
﴿فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ﴾ يَعْنِي الْكفَّار ﴿صَرْفاً﴾ صرف الْمَلَائِكَة وَيُقَال صرف الْأَصْنَام عَن شَهَادَتهم عَلَيْهِم أَو صرف الْعَذَاب عَن أنفسهم ﴿وَلاَ نَصْراً﴾ منعا ﴿وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ﴾ يكفر مِنْكُم يَا معشر الْمُؤمنِينَ وَيُقَال من يَسْتَقِيم مِنْكُم على الْكفْر يَا معشر الْكفَّار ﴿نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً﴾ فِي النَّار
﴿وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿مِنَ الْمُرْسلين إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَام﴾ كَمَا تَأْكُل جَوَابا لقَولهم مَا لهَذَا الرَّسُول يَأْكُل الطَّعَام ﴿وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاق﴾ فِي الطّرق كَمَا تمشي ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً﴾ بلية ابتلينا الْعَرَبِيّ بالمولى والشريف بالوضيع والغني بالفقير يَقُول الله لأبي جهل وَأَصْحَابه ﴿أَتَصْبِرُونَ﴾ مَعَ النبى مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سلمَان وَأَصْحَابه حَتَّى تَكُونُوا مَعَهم فِي الدّين وَالْأَمر سَوَاء شرعا تجلسون مَعَهم ﴿وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً﴾ بِأَنَّهُم لَا يصبرون على ذَلِك وَيُقَال أَتَصْبِرُونَ يَا معشر أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أذاهم حَتَّى أوفيكم ثَوَاب الصابرين وَكَانَ رَبك بَصيرًا بِمن يُؤمن وبمن لَا يُؤمن مِنْهُم
﴿وَقَالَ الَّذين لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا﴾ الْبَعْث بعد الْمَوْت يَعْنِي أَبَا جهل وَأَصْحَابه ﴿لَوْلاَ أُنْزِلَ﴾ هلا أنزل ﴿عَلَيْنَا الْمَلَائِكَة﴾ فيخبرون بِأَن الله أرسلك إِلَيْنَا ﴿أَوْ نرى رَبَّنَا﴾ فنسأله عَنْك ﴿لَقَدِ استكبروا فِي أَنفُسِهِمْ﴾ عَن الْإِيمَان حَيْثُ سَأَلُوا رُؤْيَة الرب ﴿وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً﴾ أَبَوا عَن الْإِيمَان إباء كَبِيرا وَيُقَال اجترءوا اجتراء كَبِيرا حَيْثُ سَأَلُوا نزُول الْمَلَائِكَة عَلَيْهِم
﴿يَوْمَ﴾ وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة ﴿يَرَوْنَ الْمَلَائِكَة﴾ عِنْد الْمَوْت ﴿لاَ بشرى﴾ تَقول لَهُم الْمَلَائِكَة لَا بشرى ﴿يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ﴾ للْمُشْرِكين بِالْجنَّةِ ﴿وَيَقُولُونَ﴾ يَعْنِي الْمَلَائِكَة ﴿حِجْراً مَّحْجُوراً﴾ حرما محرما الْبُشْرَى بِالْجنَّةِ على الْكَافرين وَيُقَال وَيَقُولُونَ يَعْنِي الْكفَّار عِنْد رُؤْيَة الْمَلَائِكَة حجرا مَحْجُورا بعدا بَعيدا بَيْننَا وَبَيْنكُم
﴿وَقَدِمْنَآ﴾ عمدنا ﴿إِلَى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ﴾ خير فِي الدُّنْيَا ﴿فَجَعَلْنَاهُ﴾ فِي الْآخِرَة ﴿هَبَآءً مَّنثُوراً﴾ كتراب من حوافر الدَّوَابّ وَيُقَال كشيء يحول فِي ضوء الشَّمْس إِذا دخلت فِي كوَّة يرى وَلَا يُسْتَطَاع أَن يمس
﴿أَصْحَاب الْجنَّة﴾ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَاب ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة ﴿خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً﴾ منزلا ﴿وَأَحْسَنُ مَقِيلاً﴾ مبيتاً من منزل أبي جهل وَأَصْحَابه ومبيتهم
﴿وَيَوْم تشقق السَّمَاء بالغمام﴾ لنزول الرب بِلَا كَيفَ ﴿وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَة تَنزِيلاً﴾ الأول فَالْأول
﴿الْملك﴾ الْقَضَاء ﴿يَوْمَئِذٍ الْحق﴾ الْعدْل ﴿للرحمن وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافرين عَسِيراً﴾ شَدِيدا عسره وشدد ذَلِك الْيَوْم على الْكَافرين
﴿وَيَوْم يعَض الظَّالِم﴾ الْكَافِر عقبَة ابْن أبي معيط ﴿على يَدَيْهِ﴾ على أنامله ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَني اتَّخذت مَعَ الرَّسُول سَبِيلاً﴾ اسْتَقَمْت على دين الرَّسُول
﴿يَا ويلتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً﴾ مصافياً فِي الدّين أبي بن خلف الجُمَحِي
﴿لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذّكر﴾ عَن التَّوْحِيد وَالطَّاعَة ﴿بعد إِذْ جَاءَنِي﴾ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالتَّوْحِيدِ ﴿وَكَانَ الشَّيْطَان لِلإِنْسَانِ خَذُولاً﴾ خاذلاً يَخْذُلهُ عِنْد مَا يحْتَاج إِلَيْهِ
﴿وَقَالَ الرَّسُول﴾ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿يَا رب إِنَّ قَوْمِي اتَّخذُوا هَذَا الْقُرْآن مَهْجُوراً﴾ مسبوباً متروكاً لم يقرُّوا بِهِ وَلم يعملوا بِمَا فِيهِ
﴿وَكَذَلِكَ﴾ كَمَا جعلنَا أَبَا جهل عدوا لَك ﴿جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ﴾ قبلك ﴿عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرمين﴾ من مُشْركي قومه ﴿وَكفى بِرَبِّكَ هَادِياً﴾ حَافِظًا ﴿وَنَصِيراً﴾ مَانِعا مِمَّا يُرَاد بك


الصفحة التالية
Icon