﴿لَهُ الْحَمد﴾ لَهُ الشُّكْر ﴿فِي الأولى وَالْآخِرَة﴾ على أهل الأَرْض وَالسَّمَاء وَيُقَال لَهُ الْحَمد والْمنَّة وَالْفضل وَالْإِحْسَان فِي الأولى وَالْآخِرَة على أهل الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ﴿وَلَهُ الحكم﴾ الْقَضَاء بَينهم ﴿وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ بعد الْمَوْت
﴿قُلْ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد لأهل مَكَّة ﴿أَرَأَيْتُمْ﴾ مَا تَقولُونَ يَا معشر الْكفَّار ﴿إِن جَعَلَ الله عَلَيْكُمُ اللَّيْل﴾ إِن ترك الله عَلَيْكُم اللَّيْل مظلماً ﴿سَرْمَداً﴾ دَائِما ﴿إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة﴾ لَا نَهَار فِيهِ ﴿مَنْ إِلَه غَيْرُ الله﴾ سوى الله ﴿يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ﴾ بنهار ﴿أَفَلاَ تَسْمَعُونَ﴾ أَفلا تطيعون من جعل لكم اللَّيْل وَالنَّهَار
﴿قُلْ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد أَيْضا ﴿أَرَأَيْتُمْ﴾ مَا تَقولُونَ ﴿إِن جَعَلَ الله عَلَيْكُمُ﴾ إِن ترك الله عَلَيْكُم ﴿النَّهَار سَرْمَداً﴾ دَائِما ﴿إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة﴾ لَا ليل فِيهِ ﴿مَنْ إِلَه غَيْرُ الله﴾ سوى الله ﴿يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ﴾ تستقرون فِيهِ ﴿أَفلاَ تُبْصِرُونَ﴾ أَفلا تصدقُونَ من جعل لكم خلق اللَّيْل وَالنَّهَار
﴿وَمِن رَّحْمَتِهِ﴾ نعْمَته ﴿جَعَلَ لَكُمُ﴾ خلق لكم ﴿اللَّيْل وَالنَّهَار لِتَسْكُنُواْ فِيهِ﴾ لتستقروا فِي اللَّيْل ﴿وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ﴾ لكَي تَطْلُبُوا بِالنَّهَارِ فَضله بِالْعلمِ وَالْعِبَادَة ﴿وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ لكَي تشكروا نعْمَته عَلَيْكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار
﴿وَيَوْمَ﴾ وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة ﴿يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ الَّذين كُنتُمْ تَزْعُمُونَ﴾ تَقولُونَ إِنَّهُم شركائي
﴿وَنَزَعْنَا﴾ أخرجنَا ﴿مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً﴾ نَبيا يشْهد عَلَيْهِم بالبلاغ وَهُوَ نَبِيّهم الَّذِي كَانَ فيهم فِي الدُّنْيَا ﴿فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ﴾ حجتكم لماذا رددتم على الرُّسُل ﴿فَعَلمُوا﴾ علم كل أمة ﴿أَنَّ الْحق لِلَّهِ﴾ أَن عبَادَة الله وَدين الله الْحق وَأَن الْقَضَاء فيهم لله ﴿وَضَلَّ عَنْهُمْ﴾ اشْتغل عَنْهُم بِأَنْفسِهِم ﴿مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ﴾ يعْبدُونَ بِالْكَذِبِ
﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى﴾ ابْن عَم مُوسَى ﴿فبغى عَلَيْهِمْ﴾ فتطاول على مُوسَى وَهَارُون وقومهما فَقَالَ لمُوسَى الرسَالَة ولهارون الحبورة وَلست فِي شَيْء لَا أرْضى بِهَذَا ورد على مُوسَى نبوته ﴿وَآتَيْنَاهُ﴾ أعطيناه ﴿مِنَ الْكُنُوز﴾ يَعْنِي الْأَمْوَال ﴿مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ﴾ مَفَاتِيح خزائنه ﴿لَتَنُوءُ بالعصبة﴾ لتثقل بِالْجَمَاعَة ﴿أُوْلِي الْقُوَّة﴾ ذَوي الْقُوَّة وهم أَرْبَعُونَ رجلا يحملون مَفَاتِيح خزانته ﴿إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ﴾ قوم مُوسَى ﴿لاَ تَفْرَحْ﴾ لَا تبطر بِالْمَالِ وتشرك ﴿إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الفرحين﴾ البطرين فِي المَال
﴿وابتغ﴾ اطلب ﴿فِيمَآ آتَاكَ الله﴾ بِمَا أَعْطَاك الله بِالْمَالِ ﴿الدَّار الْآخِرَة﴾ يَعْنِي الْجنَّة ﴿وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾ لَا تتْرك نصيبك من الْآخِرَة بنصيبك من الدُّنْيَا وَيُقَال لَا تنقص نصيبك من الدُّنْيَا بِمَا أنفقت وَأعْطيت للآخرة ﴿وَأَحْسِن﴾ إِلَى الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين ﴿كَمَآ أَحْسَنَ الله إِلَيْكَ﴾ بِالْمَالِ ﴿وَلاَ تَبْغِ الْفساد فِي الأَرْض﴾ لَا تعْمل بِالْمَعَاصِي وَخلاف أَمر الرَّسُول مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ﴿إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ المفسدين﴾ بِالْمَعَاصِي
﴿قَالَ﴾ قَارون ﴿إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ﴾ أَعْطَيْت هَذَا المَال الذى أَعْطَيْت ﴿على علم عِنْدِي﴾ على مَا علم الله أَنِّي أهل لذَلِك وَيُقَال يصنع الذَّهَب بالكيمياء ﴿أَو لم يَعْلَمْ﴾ قَارون ﴿أَنَّ الله قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُون﴾ الْمَاضِيَة ﴿مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً﴾ بِالْبدنِ ﴿وَأَكْثَرُ جَمْعاً﴾ مَالا ورجالاً ﴿وَلَا يسْأَل عَن ذُنُوبِهِمُ المجرمون﴾ الْمُشْركُونَ يَوْم الْقِيَامَة كل يعرف بسيماه
﴿فَخَرَجَ﴾ قَارون ﴿على قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ﴾


الصفحة التالية
Icon