سعد بن وَقاص ﴿بِوَالِدَيْهِ﴾ برا بهما ﴿حَمَلَتْهُ أُمُّهُ﴾ فِي بَطنهَا ﴿وَهْناً على وَهْنٍ﴾ ضعفا على ضعف وَشدَّة على شدَّة ومشقة على مشقة كلما كبر الْوَلَد فِي بَطنهَا كَانَ أَشد عَلَيْهَا ﴿وَفِصَالُهُ﴾ فطامه ﴿فِي عَامَيْنِ﴾ فِي سنتَيْن ﴿أَنِ اشكر لِي﴾ بِالتَّوْحِيدِ وَالطَّاعَة ﴿وَلِوَالِدَيْكَ﴾ بالتربية ﴿إِلَيَّ الْمصير﴾ مصيرك ومصير والديك
﴿وَإِن جَاهَدَاكَ﴾ أمراك وأراداك ﴿على أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ أَنه شَرِيكي وَلَك بِهِ علم أَنه لَيْسَ بشريكي ﴿فَلاَ تُطِعْهُمَا﴾ فِي الشّرك ﴿وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً﴾ بِالْبرِّ وَالْإِحْسَان ﴿وَاتبع سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ﴾ دين من أقبل إِلَيّ وَإِلَى طَاعَتي وَهُوَ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ﴾ ومرجع أبويكم ﴿فَأُنَبِّئُكُمْ﴾ أخْبركُم ﴿بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ من الْخَيْر وَالشَّر ثمَّ رَجَعَ إِلَى كَلَام لُقْمَان
﴿يَا بني إِنَّهَآ﴾ يَعْنِي الْحَسَنَة وَيُقَال الرزق ﴿إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ﴾ وزن حَبَّة ﴿مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ﴾ الَّتِي تَحت الْأَرْضين ﴿أَوْ فِي السَّمَاوَات﴾ أَو فَوق السَّمَوَات ﴿أَوْ فِي الأَرْض﴾ أَو فِي بطن الأَرْض ﴿يَأْتِ بِهَا الله﴾ إِلَى صَاحبهَا حَيْثُمَا يكون ﴿إِنَّ الله لَطِيفٌ﴾ باستخراجها ﴿خَبِير﴾ بمكانها
﴿يَا بني أَقِمِ الصَّلَاة﴾ أتم الصَّلَاة ﴿وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ﴾ بِالتَّوْحِيدِ وَالْإِحْسَان ﴿وانه عَنِ الْمُنكر﴾ عَن الشّرك والقبيح من القَوْل وَالْعَمَل ﴿واصبر على مَآ أَصَابَكَ﴾ فيهمَا ﴿إِنَّ ذَلِكَ﴾ يَعْنِي الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَيُقَال الصَّبْر ﴿مِنْ عَزْمِ الْأُمُور﴾ من حزم الْأُمُور وَخير الْأُمُور
﴿وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ﴾ لَا تعرض وَجهك من النَّاس تكبراً وتعظماً عَلَيْهِم وَيُقَال لَا تحقر فُقَرَاء الْمُسلمين ﴿وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْض مَرَحاً﴾ بالتكبر وَالْخُيَلَاء ﴿إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ﴾ فِي مشيته ﴿فَخُورٍ﴾ بنعم الله
﴿واقصد فِي مَشْيِكَ﴾ تواضع فِيهَا ﴿واغضض مِن صَوْتِكَ﴾ واخفض صَوْتك وَلَا تكن سليطاً ﴿إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَات﴾ يَقُول أقبح وأشر الْأَصْوَات ﴿لَصَوْتُ الْحمير﴾
﴿أَلَمْ تَرَوْاْ﴾ ألم تخبروا فِي الْقُرْآن ﴿أَنَّ الله سَخَّرَ لَكُمْ﴾ ذلل لكم ﴿مَّا فِي السَّمَاوَات﴾ من الشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم والسحاب والمطر ﴿وَمَا فِي الأَرْض﴾ من الشّجر وَالدَّوَاب ﴿وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ﴾ وَأتم عَلَيْكُم ﴿نِعَمَهُ ظَاهِرَةً﴾ بِالتَّوْحِيدِ ﴿وَبَاطِنَةً﴾ بالمعرفة وَيُقَال ظَاهِرَة مَا يعلم النَّاس من حَسَنَاتك وباطنة مَا لَا يعلم النَّاس من سيئاتك وَيُقَال ظَاهِرَة من الطَّعَام وَالشرَاب وَالدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير وَغير ذَلِك وباطنة من النَّبَات وَالثِّمَار والأمطار والمياه وَغير ذَلِك وَيُقَال ظَاهِرَة مَا أكرمك بهَا وباطنة مَا حفظك عَنْهَا ﴿وَمِنَ النَّاس﴾ وَهُوَ نضر بن الْحَرْث ﴿مَن يُجَادِلُ فِي الله﴾ يُخَاصم فِي دين الله ﴿بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ بِلَا علم ﴿وَلاَ هُدىً﴾ وَلَا حجَّة ﴿وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ﴾ مُبين بِمَا يَقُول
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ﴾ لكفار مَكَّة ﴿اتبعُوا مَآ أنزل الله﴾ على نبيه من الْقُرْآن اقرءوه وَاعْمَلُوا بِمَا فِيهِ ﴿قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَا﴾ من الدّين وَالسّنة ﴿أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَان يَدعُوهُم﴾ يدعوا آبَاءَهُم ﴿إِلَى عَذَابِ السعير﴾ إِلَى الْكفْر والشرك وَمَا يجب بِهِ عَذَاب السعير فهم يقتدون بهم
﴿وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى الله﴾ من يخلص دينه وَعَمله لله ﴿وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ موحد مخلص ﴿فَقَدِ استمسك﴾ فقد أَخذ ﴿بالعروة﴾ بِلَا إِلَه إِلَّا الله ﴿الوثقى﴾ الْوَثِيقَة الَّتِي لَا انفصام لَهَا


الصفحة التالية
Icon