﴿إِنَّ الله عَزِيزٌ﴾ فِي ملكه وسلطانه ﴿غَفُورٌ﴾ لمن آمن بِهِ
﴿إِن الَّذين يَتلون﴾ يقرءُون ﴿كِتَابَ الله﴾ الْقُرْآن أَبُو بكر وَأَصْحَابه ﴿وَأَقَامُواْ الصَّلَاة﴾ أَتموا الصَّلَوَات الْخمس ﴿وَأَنفَقُواْ﴾ تصدقوا ﴿مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ﴾ أعطيناهم من الْأَمْوَال ﴿سِرّاً﴾ فِيمَا بَينهم وَبَين الله ﴿وَعَلاَنِيَةً﴾ فِيمَا بَينهم وَبَين النَّاس ﴿يَرْجُونَ تِجَارَةً﴾ يَعْنِي الْجنَّة ﴿لَّن تَبُورَ﴾ لن تهْلك وَلنْ تفْسد
﴿لِيُوَفِّيَهُمْ﴾ الله ﴿أُجُورَهُمْ﴾ ثوابهم فِي الْجنَّة ﴿وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ﴾ بفضله من وَاحِدَة إِلَى عشرَة ﴿إِنَّهُ غَفُورٌ﴾ لذنوبهم الْعَظِيمَة ﴿شَكُورٌ﴾ لأعمالهم الْيَسِيرَة يشْكر الْيَسِير وَيجْزِي الجزيل
﴿وَالَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ﴾ أنزلنَا جِبْرَائِيل عَلَيْك بِهِ ﴿مِنَ الْكتاب﴾ يَعْنِي الْقُرْآن ﴿هُوَ الْحق﴾ الصدْق ﴿مُصدقا﴾ مُوَافقا بِالتَّوْحِيدِ وَبَعض الشَّرَائِع ﴿لما بَين يَدَيْهِ﴾ من الْكتاب ﴿إِنَّ الله بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ﴾ بِمن يُؤمن وَمن لَا يُؤمن ﴿بَصِيرٌ﴾ بأعمالهم
﴿ثُمَّ﴾ من بعد مَا أنزلنَا جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿أَوْرَثْنَا الْكتاب﴾ أكرمنا بِحِفْظ الْقُرْآن وكتابته وقراءته ﴿الَّذين اصْطَفَيْنَا﴾ اخترنا ﴿مِنْ عِبَادِنَا﴾ من بَين عبادنَا بِالْإِيمَان وهم أمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ﴾ بالكبائر لَا ينجو إِلَّا بالشفاعة أَو بالمغفرة أَو بإنجاز الْوَعْد ﴿وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ﴾ وَهُوَ من اسْتَوَت حَسَنَاته وسيئاته يُحَاسب حسابا يَسِيرا ثمَّ ينجو ﴿وَمِنْهُمْ سَابِقٌ﴾ بَالغ ﴿بالخيرات﴾ فِي الدُّنْيَا ومقرب إِلَى جنَّة عدن فِي الْآخِرَة ﴿بِإِذُنِ الله﴾ بِتَوْفِيق الله وكرامته ﴿ذَلِك﴾ الاصطفاء والمسابقة ﴿هُوَ الْفضل الْكَبِير﴾ الْمَنّ الْعَظِيم من الله عَلَيْهِم
ثمَّ بَين مستقرهم فَقَالَ ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ﴾ مَقْصُورَة للرحمة دَاره والجنان حوله ﴿يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا﴾ يلبسُونَ فِي الْجنَّة ﴿مِنْ أَسَاوِرَ﴾ أساور ﴿مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً﴾ هَذَا حلية النِّسَاء وَحلية الرِّجَال من الذَّهَب ﴿وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا﴾ فِي الْجنَّة ﴿حَرِيرٌ﴾
﴿وَقَالُواْ﴾ أهل الْجنَّة فِي الْجنَّة ﴿الْحَمد لِلَّهِ﴾ الشُّكْر والْمنَّة لله ﴿الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحزن﴾ حزن الْمَوْت والزوال وأهوال يَوْم الْقِيَامَة وَيُقَال حزن مخاطرة الدُّنْيَا ﴿إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ﴾ للذنوب الْعَظِيمَة ﴿شَكُورٌ﴾ للأعمال الْيَسِيرَة
﴿الَّذِي أَحَلَّنَا﴾ أنزلنَا ﴿دَارَ المقامة﴾ يَعْنِي الْجنَّة ﴿من فَضله﴾ بفضله لاظعن فِيهَا ﴿لاَ يَمَسُّنَا﴾ لَا يصيبنا ﴿فِيهَا﴾ فِي الْجنَّة ﴿نَصَبٌ﴾ تَعب وعناء ﴿وَلاَ يَمَسُّنَا﴾ لَا يصيبنا ﴿فِيهَا﴾ فِي الْجنَّة ﴿لُغُوبٌ﴾ إعياء
﴿وَالَّذين كفرُوا﴾ كذبُوا بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن أَبُو جهل وَأَصْحَابه ﴿لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ﴾ فِي الْآخِرَة ﴿لاَ يقْضى عَلَيْهِمْ﴾ لَا يكون عَلَيْهِم قَضَاء الْمَوْت ﴿فَيَمُوتُواْ﴾ فيستريحوا ﴿وَلاَ يُخَفَّفُ﴾ لَا يهون وَلَا يرفه وَلَا يرفع ﴿عَنْهُمْ مِّنْ عَذَابِهَا﴾ طرفَة عين ﴿كَذَلِك﴾ هَكَذَا ﴿نَجْزِي﴾ فِي الْآخِرَة ﴿كُلَّ كَفُورٍ﴾ كَافِر بِاللَّه وبنعمته
﴿وَهُمْ﴾ يَعْنِي الْكفَّار ﴿يَصْطَرِخُونَ فِيهَا﴾ يستغيثون فِيهَا فِي النَّار وَيدعونَ ويتضرعون وَيَقُولُونَ ﴿رَبَّنَآ﴾ يَا رَبنَا ﴿أَخْرِجْنَا﴾ من النَّار ردنا إِلَى الدُّنْيَا نؤمن بك ﴿نَعْمَلْ صَالِحاً﴾ خَالِصا فِي الْإِيمَان ﴿غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ﴾ فِي الشّرك فَيَقُول الله لَهُم ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ﴾ نمهلكم يَا معشر الْكفَّار فِي الدُّنْيَا ﴿مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ﴾ بِقدر مَا يتعظ فِيهِ ﴿مَن تَذَكَّرَ﴾ من أَرَادَ أَن يتعظ ويؤمن ﴿وَجَآءَكُمُ النذير﴾ مُحَمَّد بِالْقُرْآنِ وخوفكم من هَذَا الْيَوْم فَلم تؤمنوا بِهِ ﴿فَذُوقُواْ﴾ عَذَاب النَّار ﴿فَمَا لِلظَّالِمِينَ﴾ الْكَافرين ﴿مِن نصير﴾ مَانع عَن عَذَاب الله
﴿إِنَّ الله عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾ غيب مَا يكون فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض علم الله لوردوا إِلَى الدُّنْيَا لعادوا لما مَا نهوا عَنهُ ﴿إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور﴾ بِمَا فِي الْقُلُوب من الْخَيْر وَالشَّر