﴿هُوَ الَّذِي جعلكُمْ﴾ يَا أمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿خَلاَئِفَ فِي الأَرْض﴾ سكان الأَرْض بعد هَلَاك الْأُمَم الْمَاضِيَة ﴿فَمَن كَفَرَ﴾ بِاللَّه ﴿فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ﴾ عُقُوبَة كفره ﴿وَلاَ يَزِيدُ الْكَافرين كُفْرُهُمْ﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿عِندَ رَبِّهِمْ﴾ يَوْم الْقِيَامَة ﴿إِلاَّ مَقْتاً﴾ بغضاً ﴿وَلاَ يَزِيدُ الْكَافرين كُفْرُهُمْ﴾ فِي الدُّنْيَا ﴿إِلاَّ خَسَاراً﴾ غبناً فِي الْآخِرَة
﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد لأهل مَكَّة ﴿أَرَأَيْتُمْ شُرَكَآءَكُمُ﴾ آلِهَتكُم ﴿الَّذين تَدْعُونَ﴾ تَعْبدُونَ ﴿مِن دُونِ الله أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ الأَرْض﴾ مِمَّا فِي الأَرْض ﴿أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ﴾ مَعَ الله ﴿فِي السَّمَاوَات﴾ فِي خلق السَّمَوَات ﴿أَمْ آتَيْنَاهُمْ﴾ أعطيناهم يَعْنِي كفار مَكَّة ﴿كِتَاباً فَهُمْ على بَيِّنَةٍ مِّنْهُ﴾ على بَيَان من الْكتاب أَن لَا يعذبوا ﴿بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ﴾ مَا يَقُول الْمُشْركُونَ يَعْنِي فِي الدُّنْيَا ﴿بَعْضُهُم بَعْضاً﴾ يَعْنِي الرؤساء للسفلة ﴿إِلاَّ غُرُوراً﴾ بَاطِلا فِي الْآخِرَة
﴿إِنَّ الله يُمْسِكُ﴾ يمْنَع ﴿السَّمَاوَات وَالْأَرْض أَن تَزُولاَ﴾ لكَي لَا تَزُولَا عَن مكانهما بمقالة الْيَهُود وَالنَّصَارَى حَيْثُ قَالُوا عُزَيْر ابْن الله والمسيح ابْن الله ﴿وَلَئِن زَالَتَآ﴾ وَلَو زالتا عَن أمكنهما ﴿إِنْ أَمْسَكَهُمَا﴾ مَا أمسكهما ﴿مِنْ أَحَدٍ﴾ أحد ﴿مِّن بَعْدِهِ﴾ بعد إِمْسَاكه غَيره ﴿إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً﴾ عَن مقَالَة الْيَهُود وَالنَّصَارَى ﴿غَفُوراً﴾ لمن تَابَ مِنْهُم
﴿وَأَقْسَمُواْ بِاللَّه﴾ يَعْنِي كفار مَكَّة قبل مَجِيء مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ﴾ جهد يمينهم بِاللَّه ﴿لَئِن جَآءَهُمْ نَذِيرٌ﴾ رَسُول مخوف ﴿لَّيَكُونُنَّ أهْدى﴾ أسْرع إِجَابَة وأصوب دينا ﴿مِنْ إِحْدَى الْأُمَم﴾ من الْيَهُود وَالنَّصَارَى ﴿فَلَمَّا جَاءَهُم نَذِير﴾ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْقُرْآنِ ﴿مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً﴾ تباعداً مِنْهُ
﴿استكبارا فِي الأَرْض﴾ للاعراض عَن الْإِيمَان بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿ومكر السيء﴾ فِي هَلَاك مُحَمَّد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ﴿وَلاَ يَحِيقُ﴾ لَا يجب وَلَا يُحِيط ﴿الْمَكْر السيء﴾ القَوْل الْقَبِيح وَالْعَمَل الْقَبِيح ﴿إِلاَّ بِأَهْلِهِ﴾ إِلَّا على أَهله ﴿فَهَلْ يَنظُرُونَ﴾ فَهَل ينتظرون قَوْمك إِن كَذبُوك ﴿إِلاَّ سُنَّةَ آلأَوَّلِينَ﴾ عَذَاب الْأَوَّلين قبلهم عِنْد تكذيبهم الرُّسُل ﴿فَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله﴾ لعذاب الله ﴿تَبْدِيلاً﴾ تغييراً ﴿وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله﴾ لعذاب الله ﴿تَحْوِيلاً﴾ إِلَى غَيره
﴿أولم يَسِيرُوا﴾ يسافروا كفار مَكَّة ﴿فِي الأَرْض فَيَنظُرُواْ﴾ يتفكروا ويعتبروا ﴿كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ﴾ جَزَاء ﴿الَّذين مِن قَبْلِهِمْ﴾ عِنْد تكذيبهم الرُّسُل ﴿وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً﴾ بِالْبدنِ وَالْمَال ﴿وَمَا كَانَ الله لِيُعْجِزَهُ﴾ ليفوته ﴿مِن شَيْءٍ﴾ أحد ﴿فِي السَّمَاوَات وَلاَ فِي الأَرْض﴾ من الْخلق ﴿إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً﴾ بخلقه ﴿قَدِيراً﴾ عَلَيْهِم
﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله النَّاس﴾ الْجِنّ وَالْإِنْس ﴿بِمَا كَسَبُواْ﴾ بجملة ذنوبهم ﴿مَا تَرَكَ على ظَهْرِهَا﴾ على وَجه الأَرْض ﴿مِن دَآبَّةٍ﴾ من الْجِنّ وَالْإِنْس خَاصَّة أحدا ﴿وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ﴾ يؤجلهم ﴿إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ إِلَى وَقت مَعْلُوم ﴿فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ﴾ وَقت هلاكهم ﴿فَإِنَّ الله كَانَ بِعِبَادِهِ بَصيرًا﴾ بِمن يهْلك وبمن ينجو