﴿قُلْ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿إِنِّي أَخَافُ﴾ أعلم ﴿إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي﴾ رجعت إِلَى دينكُمْ ﴿عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ شَدِيد لوناً بعد لون
﴿قُلِ الله أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ﴾ بِالْعبَادَة والتوحيد ﴿ديني﴾
﴿فاعبدوا مَا شِئْتُمْ مِّن دُونِهِ﴾ من دون الله وَهَذَا وَعِيد وتوبيخ لَهُم من قبل أَن يُؤمر النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْقِتَالِ ﴿قُلْ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿إِنَّ الخاسرين﴾ المغبونين ﴿الَّذين خسروا أَنفُسَهُمْ﴾ غبنوا أنفسهم بذهاب الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ﴿وَأَهْلِيهِمْ﴾ خدمهم ومنازلهم فِي الْجنَّة ﴿يَوْمَ الْقِيَامَة أَلاَ ذَلِك هُوَ الخسران الْمُبين﴾ الْغبن الْبَين بذهاب الدُّنْيَا وَالْآخِرَة
﴿لَهُمْ﴾ لكفار مَكَّة ﴿مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّار﴾ علالي من النَّار ﴿وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ﴾ فرَاش من النَّار وَهُوَ علالي من تَحْتهم ﴿ذَلِك﴾ الظلل ﴿يُخَوِّفُ الله بِهِ عِبَادَهُ﴾ فِي الْقُرْآن ﴿يَا عِبَادِ﴾ يَعْنِي أَبَا بكر وَأَصْحَابه ﴿فاتقون﴾ فأطيعوني فِيمَا أَمرتكُم
﴿وَالَّذين اجتنبوا الطاغوت أَن يَعْبُدُوهَا﴾ تركُوا عبَادَة الطاغوت وَهُوَ الشَّيْطَان والصنم ﴿وأنابوا إِلَى الله﴾ أَقبلُوا إِلَى الله بِالتَّوْبَةِ وَالْإِيمَان وَسَائِر الطَّاعَات ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى﴾ بِالْجنَّةِ عِنْد الْمَوْت وبشرى بكرامة الله على بَاب الْجنَّة ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ﴾
﴿الَّذين يَسْتَمِعُونَ القَوْل﴾ الحَدِيث ﴿فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾ أحكمه وأبينه يعْملُونَ بِهِ ويريدونه ﴿أُولَئِكَ الَّذين هَدَاهُمُ الله﴾ للصدق وَالصَّوَاب وَيُقَال لمحاسن الْأُمُور ﴿وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُواْ الْأَلْبَاب﴾ ذَوُو الْعُقُول من النَّاس وهم أَبُو بكر وَأَصْحَابه وَمن اتبعهم بِالسنةِ وَالْجَمَاعَة
﴿أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ﴾ وَجب عَلَيْهِ ﴿كَلِمَةُ الْعَذَاب﴾ وَهُوَ أَبُو جهل وَأَصْحَابه ﴿أَفَأَنتَ تُنقِذُ﴾ تنجي ﴿مَن فِي النَّار﴾ من قدرت عَلَيْهِ النَّار
﴿لَكِن الَّذين اتَّقوا﴾ وحدوا ﴿رَبَّهُمْ﴾ يَعْنِي أَبَا بكر وَأَصْحَابه ﴿لَهُمْ غُرَفٌ﴾ علالي ﴿مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ﴾ علالي أخر ﴿مَّبْنِيَّةٌ﴾ مشيدة مَرْفُوعَة فِي الْهَوَاء ﴿تَجْرِي مِن تَحْتِهَا﴾ من تَحت شَجَرهَا ومساكنها ﴿الْأَنْهَار﴾ أَنهَار الْخمر وَالْمَاء وَالْعَسَل وَاللَّبن ﴿وَعْدَ الله لاَ يُخْلِفُ الله الميعاد﴾ للْمُؤْمِنين
﴿أَلَمْ تَرَ﴾ ألم تخبر يَا مُحَمَّد فِي الْقُرْآن ﴿أَنَّ الله أَنزَلَ مِنَ السمآء مَآءً﴾ مَطَرا ﴿فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْض﴾ فَجعل مِنْهُ الْعُيُون والأنهار فِي الأَرْض ﴿ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ﴾ ينْبت بالمطر ﴿زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ﴾ حبوبه ﴿ثُمَّ يَهِيجُ﴾ يتَغَيَّر ﴿فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً﴾ بعد خضرته ﴿ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً﴾ يَابسا كَذَلِك الدُّنْيَا تفنى وَلَا تبقى ﴿إِنَّ فِي ذَلِك﴾ فِيمَا ذكرت من فنَاء الدُّنْيَا ﴿لذكرى﴾ لعظة ﴿لأُوْلِي الْأَلْبَاب﴾ لِذَوي الْعُقُول من النَّاس
﴿أَفَمَن شَرَحَ الله صَدْرَهُ﴾ وسع الله ولين الله قلبه ﴿لِلإِسْلاَمِ﴾ بِنور الْإِسْلَام ﴿فَهُوَ على نُورٍ مِّن رَّبِّهِ﴾ على كَرَامَة وَبَيَان من ربه وَهُوَ عمار بن يَاسر كمن شرح الله صَدره للكفر وَهُوَ أَبُو جهل ﴿فَوَيْلٌ﴾ شدَّة عَذَاب وَيُقَال ويل وَاد فِي جَهَنَّم من قيح وَدم ﴿لِّلْقَاسِيَةِ﴾ لليابسة ﴿قُلُوبُهُمْ﴾ لَا تلين قُلُوبهم ﴿مِّن ذِكْرِ الله﴾ وَهُوَ أَبُو جهل وَأَصْحَابه ﴿أُولَئِكَ﴾ أهل هَذِه الصّفة ﴿فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ﴾ فِي كفر بَين
﴿الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيث﴾ أحسن الْكَلَام يَعْنِي الْقُرْآن ﴿كِتَاباً مُّتَشَابِهاً﴾ تشبه آيَات الْوَعْد وَالرَّحْمَة والنصرة وَالْمَغْفِرَة وَالْعَفو بَعْضهَا بَعْضًا وتشبه آيَات الْوَعيد وَالْعَذَاب والزجر والتخويف بَعْضهَا بَعْضًا ﴿مَّثَانِيَ﴾ مثنى مثنى آيَة الرَّحْمَة وَالْعَذَاب والوعد والوعيد وَالْأَمر وَالنَّهْي والناسخ والمنسوخ وَغير ذَلِك وَيُقَال مُكَرر ﴿تَقْشَعِرُّ مِنْهُ﴾ تهيج من آيَات الْعَذَاب والوعيد ﴿جُلُودُ الَّذين يَخْشَوْنَ﴾ يخَافُونَ