﴿مَا منا من شَهِيد﴾ يشْهد على نَفسه أَنه عبد دُونك أحدا
﴿وَضَلَّ عَنْهُم﴾ اشْتغل عَنْهُم ﴿مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ﴾ يعْبدُونَ ﴿مِن قَبْلُ﴾ فِي الدُّنْيَا ﴿وَظَنُّواْ﴾ علمُوا وأيقنوا ﴿مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ﴾ من ملْجأ وَلَا مغيث وَلَا نجاة من النَّار
﴿لاَّ يَسْأَمُ الْإِنْسَان﴾ يَعْنِي الْكَافِر لَا يمل وَلَا يفتر ﴿مِن دُعَآءِ الْخَيْر﴾ المَال وَالْولد وَالصِّحَّة ﴿وَإِن مَّسَّهُ الشَّرّ﴾ إِن أَصَابَته الشدَّة والفقر ﴿فيؤوس قَنُوطٌ﴾ فَيصير آيس شَيْء وأقنطه من رَحْمَة الله
﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ﴾ أصبناه ﴿رَحْمَةً مِّنَّا﴾ نعْمَة منا بِالْمَالِ وَالْولد ﴿مِن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ﴾ شدَّة أَصَابَته ﴿لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي﴾ بِخَير علم الله فِي ﴿وَمَآ أَظُنُّ السَّاعَة﴾ قيام السَّاعَة ﴿قَآئِمَةً﴾ كائنة كَمَا يَقُول مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إنكاراً مِنْهُ للبعث ﴿وَلَئِن رُّجِّعْتُ إِلَى رَبِّي﴾ كَمَا يَقُول مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿إِنَّ لِي عِندَهُ﴾ فِي الْآخِرَة ﴿للحسنى﴾ الْجنَّة وَهُوَ عتبَة بن أبي ربيعَة وَأَصْحَابه ﴿فَلَنُنَبِّئَنَّ﴾ فلنخبرن ﴿الَّذين كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ﴾ فِي كفرهم ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ﴾ شَدِيد لونا بعد لون فِي النَّار
﴿وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَان﴾ يَعْنِي الْكَافِر بِالْمَالِ وَالْولد ﴿أَعْرَضَ﴾ عَن شكر ذَلِك ﴿وَنَأَى بِجَانِبِهِ﴾ تبَاعد عَن الْإِيمَان ﴿وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرّ﴾ أَصَابَهُ الْفقر ﴿فَذُو دُعَآءٍ عَرِيضٍ﴾ طَوِيل بِالْمَالِ وَيُقَال كثير الْوَلَد وَهُوَ عتبَة
﴿قُلْ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ الله﴾ يَقُول هَذَا الْقُرْآن من الله ﴿ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ﴾ بِالْقُرْآنِ إِنَّه لَيْسَ من عِنْد الله مَاذَا يفعل بكم ربكُم ﴿مَنْ أَضَلُّ﴾ عَن الْحق وَالْهدى ﴿مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ﴾ فِي خلاف ﴿بَعِيدٍ﴾ عَن الْحق وَالْهدى وَيُقَال فِي معاداة شَدِيدَة مَعَ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ أَبُو جهل
﴿سَنُرِيهِمْ﴾ يَا مُحَمَّد أهل مَكَّة ﴿آيَاتِنَا﴾ عَلَامَات عجائبنا ووحدانيتنا وقدرتنا ﴿فِي الْآفَاق﴾ فِي أَطْرَاف الأَرْض من خراب مسَاكِن الَّذين من قبلهم مثل عَاد وَثَمُود وَالَّذين من بعدهمْ ﴿وَفِي أَنفُسِهِمْ﴾ ونريهم فِي أنفسهم من الْأَمْرَاض والأوجاع والمصائب وَغير ذَلِك ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحق﴾ أَن مَا يَقُول لَهُم النَّبِي هُوَ الْحق ﴿أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ﴾ أَو لم يَكفهمْ مَا بَين لَهُم رَبك من أَخْبَار الْأُمَم الْمَاضِيَة من غير أَن يُرِيهم ﴿أَنَّهُ على كُلِّ شَيْءٍ﴾ من أَعْمَالهم ﴿شَهِيدٌ﴾
﴿أَلاَ إِنَّهُمْ﴾ أهل مَكَّة ﴿فِي مِرْيَةٍ﴾ فِي شكّ وارتياب ﴿مِّن لِّقَآءِ رَبِّهِمْ﴾ من الْبَعْث بعد الْمَوْت ﴿أَلاَ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ﴾ من أَعْمَالهم وعقوبتهم ﴿مُحِيط﴾ عَالم
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا حم عسق وهى كلهَا مَكِّيَّة إِلَّا سبع آيَات ﴿قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى﴾ ﴿وَالَّذين يحاجون فِي الله من بعد مَا اسْتُجِيبَ لَهُ﴾ إِلَى آخر الْآيَة وَخمْس آيَات نزلت فى أَبى بكر الصّديق وَأَصْحَابه من قَوْله ﴿وَالَّذين يجتنبون كَبَائِر الْإِثْم﴾ إِلَى قَوْله ﴿إِن ذَلِك لمن عزم الْأُمُور﴾ فانهن مدنيات
آياتها خَمْسُونَ آيَة وكلماتها ثَمَانمِائَة وَسِتَّة وَثَمَانُونَ وحروفها ثَلَاثَة آلَاف وَخَمْسمِائة وَثَمَانِية وَثَمَانُونَ حرفا
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿حم عسق﴾ قَالَ هِيَ ثَنَاء أثنى بهَا على نَفسه يَقُول الْحَاء حلمه وَالْمِيم ملكه وَالْعين علمه وَالسِّين سناؤه وَالْقَاف قدرته على خلقه وَيُقَال الْحَاء كل حَرْب يكون وَالْمِيم تَحْويل كل ملك يكون وَالْعين كل وعد يكون وَالسِّين سنُون كَسِنِي يُوسُف وَالْقَاف كل قذف يكون وَيُقَال قسم أقسم بهَا أَن لَا يعذب فِي النَّار أبدا من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله مخلصاً بهَا لرَبه وَلَقي بهَا ربه
﴿كَذَلِكَ يوحي إلَيْكَ وَإِلَى الَّذين مِن قَبْلِكَ﴾ من الرُّسُل يَقُول كَمَا أَوْحَينَا إِلَيْك حم عسق كَذَلِك أَوْحَينَا إِلَى الَّذين من قبلك من الرُّسُل ﴿الله الْعَزِيز﴾