﴿وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ﴾ وَالَّذِي اخترنا بِالْإِسْلَامِ إِبْرَاهِيم وأمرناه أَن يَدْعُو الْخلق إِلَيْهِ ويستقيم عَلَيْهِ ﴿ومُوسَى وَعِيسَى﴾ كَذَلِك ﴿أَنْ أَقِيمُواْ الدّين﴾ أَمر الله جملَة الْأَنْبِيَاء أَن أقِيمُوا الدّين أَن اتَّفقُوا فِي الدّين ﴿وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ﴾ لَا تختلفوا فِي الدّين ﴿كَبُرَ﴾ عظم ﴿عَلَى الْمُشْركين﴾ أبي جهل وَأَصْحَابه ﴿مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ﴾ من التَّوْحِيد وَالْقُرْآن ﴿الله يجتبي إِلَيْهِ﴾ لدينِهِ ﴿مَن يَشَآءُ﴾ وَهُوَ من ولد فِي الْإِسْلَام وَيَمُوت على ذَلِك ﴿وَيهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ﴾ يرشد إِلَى دينه من يقبل إِلَيْهِ من أهل الْكفْر
﴿وَمَا تفَرقُوا﴾ وَمَا اخْتلف الْيَهُود وَالنَّصَارَى فِي مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن وَالْإِسْلَام ﴿إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْعلم﴾ بَيَان مَا فِي كِتَابهمْ من صفة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ونعته ﴿بَغْياً بَيْنَهُمْ﴾ حسداً مِنْهُم كفرُوا بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ﴾ وَجَبت ﴿مِن رَّبِّكَ﴾ بِتَأْخِير عَذَاب هَذِه الْأمة ﴿إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ إِلَى وَقت مَعْلُوم ﴿لَّقُضِيَ بِيْنَهُمْ﴾ لفرغ من هَلَاك الْيَهُود وَالنَّصَارَى ﴿وَإِنَّ الَّذين أُورِثُواْ الْكتاب﴾ أعْطوا التَّوْرَاة ﴿مِن بَعْدِهِمْ﴾ من بعد الرُّسُل وَيُقَال من بعد الْأَوَّلين ﴿لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ﴾ من التَّوْرَاة وَيُقَال الْقُرْآن ﴿مُرِيبٍ﴾ ظَاهر الشَّك
﴿فَلذَلِك فَادع﴾ إِلَى تَوْحِيد رَبك وَكتاب رَبك ﴿واستقم﴾ على التَّوْحِيد ﴿كَمَآ أُمِرْتَ﴾ فِي الْقُرْآن ﴿وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ﴾ قبلتهم وَدينهمْ قبْلَة الْيَهُود وَدين الْيَهُود ﴿وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ الله﴾ على الْأَنْبِيَاء ﴿مِن كِتَابٍ﴾ من كتاب الله ﴿وَأُمِرْتُ﴾ فِي الْقُرْآن ﴿لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ﴾ بِالتَّوْحِيدِ ﴿الله رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ﴾ يقْضِي بَيْننَا وَبَيْنكُم يَوْم الْقِيَامَة ﴿لَنَآ أَعْمَالُنَا﴾ لنا عبَادَة الله وَدين الْإِسْلَام ﴿وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ﴾ عَلَيْكُم أَعمالكُم عبَادَة الْأَصْنَام وَدين الشَّيْطَان ﴿لاَ حُجَّةَ﴾ لَا خُصُومَة ﴿بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ﴾ فِي الدّين ﴿الله يَجْمَعُ بَيْنَنَا﴾ وَبَيْنكُم يَوْم الْقِيَامَة ﴿وَإِلَيْهِ الْمصير﴾ مصير الْمُؤمنِينَ والكافرين ثمَّ أَمر الله بعد ذَلِك بِالْقِتَالِ
﴿وَالَّذين يُحَآجُّونَ فِي الله﴾ يُخَاصِمُونَ فِي دين الله يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى ﴿مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ﴾ فِي الْكتاب وَيُقَال هم الْمُشْركُونَ من بعد مَا اسْتُجِيبَ لَهُ يَوْم الْمِيثَاق ﴿حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ﴾ خصومتهم بَاطِلَة ﴿عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ﴾ سخط ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ﴾ أَشد مَا يكون
﴿الله الَّذِي أَنزَلَ الْكتاب﴾ جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ ﴿بِالْحَقِّ﴾ لبَيَان الْحق وَالْبَاطِل ﴿وَالْمِيزَان﴾ بَين فِيهِ الْعدْل ﴿وَمَا يُدْرِيكَ﴾ يَا مُحَمَّد وَلم تدر ﴿لَعَلَّ السَّاعَة قَرِيبٌ﴾ قيام السَّاعَة يكون قَرِيبا
﴿يَسْتَعْجِلُ بِهَا﴾ بِقِيَام السَّاعَة ﴿الَّذين لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا﴾ بِقِيَام السَّاعَة وَهُوَ أَبُو جهل وَأَصْحَابه ﴿وَالَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن وَقيام السَّاعَة وَهُوَ أَبُو بكر وَأَصْحَابه ﴿مُشْفِقُونَ مِنْهَا﴾ خائفون من قيام السَّاعَة وأهوالها وشدائدها ﴿وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا﴾ يَعْنِي قيام السَّاعَة ﴿الْحق﴾ الْكَائِن ﴿أَلاَ إِنَّ الَّذين يُمَارُونَ﴾ يجادلون ويشكون ﴿فَي السَّاعَة﴾ فِي قيام السَّاعَة ﴿لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ﴾ عَن الْحق وَالْهدى
﴿الله لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ﴾ الْبر والفاجر وَيُقَال لطف علمه بعباده الْبر والفاجر ﴿يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ﴾ يُوسع على من يَشَاء بِالْمَالِ ﴿وَهُوَ الْقوي﴾ بأرزاق الْعباد ﴿الْعَزِيز﴾ بالنقمة لمن لَا يُؤمن بِهِ
﴿مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَة﴾ ثَوَاب الْآخِرَة بِعَمَلِهِ لله ﴿نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ﴾ فِي ثَوَابه وَيُقَال فِي قوته ونشاطه وحسنته فِي الْعَمَل ﴿وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا﴾