ثَوَاب الدُّنْيَا بِعَمَلِهِ الَّذِي افْترض الله عَلَيْهِ ﴿نُؤْتِهِ﴾ نعطه ﴿مِنْهَا﴾ من الدُّنْيَا وندفع عَنهُ مِنْهَا ﴿وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَة﴾ فِي الْجنَّة ﴿مِن نَّصِيبٍ﴾ من ثَوَاب لِأَنَّهُ عمل لغير الله
﴿أَمْ لَهُمْ﴾ ألهم لكفار مَكَّة ﴿شُرَكَاءُ﴾ آلِهَة ﴿شَرَعُواْ لَهُمْ﴾ اخْتَارُوا لَهُم ﴿مِّنَ الدّين مَا لم يَأْذَن بِهِ الله﴾ مالم يَأْمر الله بِهِ بالكافرين أَبَا جهل وَأَصْحَابه ﴿وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْل﴾ الْحق بِتَأْخِير الْعَذَاب عَن هَذِه الْأمة ﴿لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ﴾ لفرغ من هلاكهم ﴿وَإِنَّ الظَّالِمين﴾ الْكَافرين أَبَا جهل وَأَصْحَابه ﴿لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ وجيع
﴿تَرَى الظَّالِمين﴾ الْكَافرين يَوْم الْقِيَامَة ﴿مُشْفِقِينَ﴾ خَائِفين ﴿مِمَّا كَسَبُواْ﴾ مِمَّا قَالُوا وَعمِلُوا فِي الْكفْر ﴿وَهُوَ وَاقِعٌ﴾ نَازل ﴿بِهِمْ﴾ مَا يحذرون ﴿وَالَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات﴾ فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم وَهُوَ أَبُو بكر وَأَصْحَابه ﴿فِي رَوْضَاتِ الجنات﴾ فى رياض الْجنَّة ﴿لَهُم مَا يشاؤون﴾ مَا يتمنون ويشتهون ﴿عِندَ رَبِّهِمْ﴾ فِي الْجنَّة ﴿ذَلِك﴾ الْجنَّة (هُوَ الْفضل الْكَبِير) الْمَنّ الْعَظِيم
﴿ذَلِك﴾ الْفضل ﴿الَّذِي يُبَشِّرُ الله عِبَادَهُ﴾ فِي الدُّنْيَا الَّذين آمَنُواْ بِمُحَمد وَالْقُرْآن ﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات﴾ فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم ﴿قُل﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد لأصحابك وَيُقَال لأهل مَكَّة ﴿لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ﴾ على التَّوْحِيد وَالْقُرْآن ﴿أَجْراً﴾ جعلا ﴿إِلاَّ الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى﴾ إِلَّا أَن تودوا قَرَابَتي من بعدِي وَيُقَال إلاَّ أَن تتقربوا إِلَى الله بِالتَّوْحِيدِ فِي قَول الْحسن الْبَصْرِيّ وَفِي قَول الْفراء تتقربوا إِلَى الله بِالتَّوْبَةِ ﴿وَمَن يَقْتَرِفْ﴾ يكْتَسب ﴿حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً﴾ تسعا ﴿إِنَّ الله غَفُورٌ﴾ لمن تَابَ ﴿شَكُورٌ﴾ يشْكر الْيَسِير وَيجْزِي الجزيل
﴿أَمْ يَقُولُونَ﴾ بل يَقُولُونَ ﴿افترى﴾ اختلق مُحَمَّد ﴿عَلَى الله كَذِباً﴾ فَاغْتَمَّ بذلك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ الله عز وَجل ﴿فَإِن يَشَإِ الله يَخْتِمْ﴾ يرْبط ﴿على قَلْبِكَ﴾ وَيُقَال يحفظ قَلْبك ﴿وَيَمْحُ الله الْبَاطِل﴾ يهْلك الله الشّرك وَأَهله ﴿وَيُحِقُّ الْحق بِكَلِمَاتِهِ﴾ يظْهر دينه الْإِسْلَام بتحقيقه ﴿إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور﴾ بِمَا فِي الْقُلُوب من الْخَيْر وَالشَّر
﴿وَهُوَ الَّذِي يقبل التَّوْبَة عَن عباده وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَات وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ من الْخَيْر وَالشَّر
﴿وَيَسْتَجِيبُ الَّذين آمَنُواْ﴾ يغْفر للَّذين آمنُوا بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْقُرْآن ﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات﴾ فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم ﴿وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ﴾ بكرامته الثَّوَاب والكرامة فِي الْجنَّة وَيُقَال رُؤْيَة الله ﴿والكافرون﴾ أَبُو جهل وَأَصْحَابه ﴿لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ﴾
﴿وَلَوْ بَسَطَ الله الرزق﴾ وسع الله المَال ﴿لِعِبَادِهِ﴾ على عباده ﴿لَبَغَوْاْ﴾ لطغوا وتطاولوا ﴿فِي الأَرْض وَلَكِن يُنَزِّلُ﴾ يُوسع ﴿بِقَدَرٍ مَّا يَشَآءُ﴾ على من يَشَاء ﴿إِنَّهُ بِعِبَادِهِ﴾ بصلاح عباده ﴿خَبِيرٌ بَصِيرٌ﴾ بأعمالهم
﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْث﴾ يَعْنِي الْمَطَر ﴿مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ﴾ أَي أيسوا من الْمَطَر ﴿وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ﴾ ينزل رَحمته يَعْنِي الْمَطَر ﴿وَهُوَ الْوَلِيّ﴾ بالمطر عَاما بعام ﴿الحميد﴾ الْمَحْمُود فِي فعاله