﴿انتقمنا مِنْهُمْ﴾ بِالْعَذَابِ ﴿فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ فِي الْبَحْر
﴿فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً﴾ ذَهَابًا بِالْعَذَابِ ﴿وَمَثَلاً﴾ عِبْرَة ﴿لِّلآخِرِينَ﴾ لمن بَقِي بعدهمْ
﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْن مَرْيَمَ مَثَلاً﴾ شبهوه بآلهتهم ﴿إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ﴾ من قَول عبد الله بن الزِّبَعْرَى وَأَصْحَابه ﴿يَصِدُّونَ﴾ يَضْحَكُونَ
﴿وَقَالُوا﴾ يَعْنِي عبد الله بن الزِّبَعْرَى ﴿أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿أَمْ هُوَ﴾ يَعْنِي عِيسَى ابْن مَرْيَم إِن جَازَ لَهُ فِي النَّار مَعَ النَّصَارَى يجوز لنا فِي النَّار مَعَ آلِهَتنَا ﴿مَا ضَرَبُوهُ لَكَ﴾ مَا ذكرُوا لَك عِيسَى ابْن مَرْيَم ﴿إِلاَّ جَدَلاَ﴾ إِلَّا للجدال وَالْخُصُومَة ﴿بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾ جدلون بِالْبَاطِلِ
﴿إِنْ هُوَ﴾ مَا هُوَ يَعْنِي عِيسَى ابْن مَرْيَم ﴿إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ﴾ بالرسالة وَلَيْسَ هُوَ كآلهتهم ﴿وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً﴾ عِبْرَة ﴿لبني إِسْرَائِيلَ﴾ ولدا بِلَا أَب
﴿وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُمْ﴾ بمكانكم وَيُقَال خلقنَا مِنْكُم ﴿مَلَائِكَة فِي الأَرْض يَخْلُفُونَ﴾ خلفاء مِنْكُم بدلكم وَيُقَال يَمْشُونَ فِي الأَرْض بدلكم
﴿وَإِنَّهُ﴾ يَعْنِي نزُول عِيسَى ابْن مَرْيَم ﴿لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ﴾ لبَيَان قيام السَّاعَة وَيُقَال عَلامَة لقِيَام السَّاعَة إِن قَرَأت بِنصب الْعين وَاللَّام ﴿فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا﴾ فَلَا تشكن بهَا بِقِيَام السَّاعَة ﴿واتبعون﴾ بِالتَّوْحِيدِ ﴿هَذَا﴾ التَّوْحِيد ﴿صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ﴾ دين قَائِم يرضاه وَهُوَ الْإِسْلَام
﴿وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ﴾ لَا يصرفنكم ﴿الشَّيْطَان﴾ عَن دين الْإِسْلَام وَالْإِقْرَار بِقِيَام السَّاعَة ﴿إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ ظَاهر الْعَدَاوَة
﴿وَلَمَّا جَآءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ﴾ بِالْأَمر وَالنَّهْي والعجائب ﴿قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بالحكمة﴾ بِالْأَمر وَالنَّهْي والنبوة ﴿وَلأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ﴾ تخالفون فِي الدّين ﴿فَاتَّقُوا الله﴾ فاخشوا الله فِيمَا أَمركُم ﴿وَأَطِيعُونِ﴾ اتبعُوا وصيتي وَقَوْلِي
﴿إِنَّ الله هُوَ رَبِّي﴾ خالقي ﴿وَرَبُّكُمْ﴾ خالقكم ﴿فاعبدوه﴾ فوحدوه ﴿هَذَا﴾ التَّوْحِيد ﴿صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ﴾ دين قَائِم يرضاه
﴿فَاخْتلف الْأَحْزَاب﴾ النَّصَارَى ﴿مِن بَيْنِهِمْ﴾ فِيمَا بَينهم فِي عِيسَى فَقَالَ بَعضهم هُوَ ابْن الله وهم النسطورية وَقَالَ بَعضهم هُوَ الله وهم الماريعقوبية وَقَالَ بَعضهم هُوَ شَرِيكه وهم الملكانية وَقَالَ بَعضهم هُوَ ثَالِث ثَلَاثَة وهم المرقوسية ﴿فويل﴾ شدَّة الْعَذَاب ﴿لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ﴾ تحزبوا فِي عِيسَى ﴿مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ﴾ وجيع
﴿هَلْ يَنظُرُونَ﴾ مَا ينتظرون إِذْ لَا يتوبون عَن مقالتهم ﴿إِلاَّ السَّاعَة﴾ إِلَّا قيام السَّاعَة ﴿أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً﴾ فَجْأَة ﴿وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ﴾ لَا يعلمُونَ بنزول الْعَذَاب بهم
﴿الأخلاء﴾ فِي الْمعْصِيَة ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ يَوْم الْقِيَامَة مثل عقبَة بن أبي معيط وَأبي بن خلف ﴿بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ﴾ الْكفْر والشرك وَالْفَوَاحِش مثل أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي وأصحابهم فانهم لَيْسُوا كَذَلِك فَيَقُول الله
﴿يَا عباد لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْم﴾ حِين يخَاف غَيْركُمْ ﴿وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ﴾ حِين يحزن غَيْركُمْ
﴿الَّذين آمنُوا بِآيَاتِنَا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ﴾ مُخلصين بِالْعبَادَة والتوحيد
﴿ادخُلُوا الْجنَّة أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ﴾ حلائلكم ﴿تُحْبَرُونَ﴾ تكرمون بالتحف وتنعمون فِي الْجنَّة
﴿يُطَافُ عَلَيْهِمْ﴾ فِي الْخدمَة ﴿بِصِحَافٍ﴾ بقصاع ﴿مِّن ذهب﴾ فِيهَا ألوان الطَّعَام ﴿وأكواب﴾ كيزان بِلَا آذان وَلَا عرى مُدَوَّرَة الرُّءُوس فِيهَا شرابهم ﴿وَفِيهَا﴾ فِي الْجنَّة ﴿مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفس﴾ تتمنى الْأَنْفس