وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الْأَحْقَاف وهى مَكِّيَّة إِلَّا قَوْله ﴿وَشهد شَاهد من بني إِسْرَائِيل﴾ ألخ الْآيَة وَثَلَاث آيَات فى أَبى بكر وَابْنه عبد الرَّحْمَن من قَوْله ﴿وَوَصينَا الْإِنْسَان بِوَالِديهِ﴾ إِلَى قَوْله فَيَقُول ﴿مَا هَذَا إِلَّا أساطير الْأَوَّلين﴾ فانهن مدنيات آياتها اثْنَتَانِ وَثَلَاثُونَ آيَة وكلماتها سِتّمائَة وَأَرْبع وَأَرْبَعُونَ وحروفها أَلفَانِ وسِتمِائَة حرف
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿حم﴾ يَقُول قضى مَا هُوَ كَائِن أَي بَين وَيُقَال قسم أقسم بِهِ
﴿تَنْزِيل الْكتاب﴾ إِن هَذَا الْكتاب تكليم ﴿من الله الْعَزِيز﴾ بالنقمة لمن لَا يُؤمن بِهِ ﴿الْحَكِيم﴾ فِي أمره وقضائه أَمر أَن لَا يعبد غَيره
﴿مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا بَيْنَهُمَآ﴾ من الْخلق والعجائب ﴿إِلاَّ بِالْحَقِّ﴾ للحق ﴿وَأَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ لوقت مَعْلُوم يَنْتَهِي إِلَيْهِ ﴿وَالَّذين كَفَرُواْ﴾ كفار مَكَّة ﴿عَمَّآ أُنذِرُواْ﴾ خوفوا ﴿مُعْرِضُونَ﴾ مكذبون بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن
﴿قل﴾ يَا مُحَمَّد لأهل مَكَّة ﴿أَرَأَيْتُم مآ تَدْعُونَ﴾ مَا تَعْبدُونَ ﴿مِن دُونِ الله﴾ من الْأَوْثَان ﴿أَرُونِي﴾ أخبروني ﴿مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ الأَرْض﴾ مِمَّا فِي الأَرْض ﴿أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَات﴾ عون فِي خلق السَّمَوَات ﴿ائْتُونِي بِكِتَابٍ من قبل هَذَا﴾ من قبل هَذَا الْقُرْآن فِيهِ تَقولُونَ ﴿أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ﴾ أَو رِوَايَة من الْعلمَاء وَيُقَال بَقِيَّة من علم الْأَنْبِيَاء ﴿إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ فِيمَا تَقولُونَ
﴿وَمن أضلّ﴾ عَن الْحق وَالْهدى ﴿مِمَّن يَدْعُو﴾ يعبد ﴿مِن دُونِ الله﴾ وَهُوَ الْكَافِر ﴿مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ﴾ من لَا يجِيبه إِن دَعَاهُ ﴿إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة وَهُمْ﴾ يَعْنِي الْأَصْنَام ﴿عَن دُعَآئِهِمْ﴾ عَن دُعَاء من يعبدهم ﴿غَافِلُونَ﴾ جاهلون
﴿وَإِذَا حُشِرَ النَّاس﴾ يَوْم الْقِيَامَة ﴿كَانُواْ﴾ يَعْنِي الْأَصْنَام ﴿لَهُمْ﴾ لمن يَعْبُدهَا ﴿أَعْدَآءً وَكَانُواْ﴾ يَعْنِي الْأَصْنَام ﴿بِعِبَادَتِهِمْ﴾ بِعبَادة من يعبدهم ﴿كَافِرِينَ﴾ جاحدين
﴿وَإِذَا تتلى﴾ تقْرَأ ﴿عَلَيْهِمْ﴾ على كفار أهل مَكَّة ﴿آيَاتُنَا﴾ الْقُرْآن ﴿بَيِّنَاتٍ﴾ واضحات بِالْأَمر وَالنَّهْي ﴿قَالَ الَّذين كَفَرُواْ﴾ كفار مَكَّة ﴿لِلْحَقِّ﴾ لِلْقُرْآنِ ﴿لما جَاءَهُم﴾ حِين جَاءَهُم مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهِ ﴿هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾ كذب بَين
﴿أَمْ يَقُولُونَ﴾ بل يَقُولُونَ ﴿افتراه﴾ اختلق مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْقُرْآن من تِلْقَاء نَفسه ﴿قُلْ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿إِنِ افتريته﴾ اختلقت الْقُرْآن من تِلْقَاء نَفسِي كَمَا تَقولُونَ ﴿فَلاَ تَمْلِكُونَ لِي﴾ فَلَا تقدرون لي ﴿مِنَ الله﴾ من عَذَاب الله ﴿شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ﴾ تخوضون فِي الْقُرْآن من الْكَذِب ﴿كفى بِهِ﴾ كفي بِاللَّه ﴿شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ﴾ بِأَنِّي رَسُول وَهَذَا الْقُرْآن كَلَامه ﴿وَهُوَ الغفور﴾ لمن تَابَ مِنْكُم ﴿الرَّحِيم﴾ لمن مَاتَ على التَّوْبَة
﴿قُلْ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ الرُّسُل﴾ لست بِأول مُرْسل من الْآدَمِيّين قد كَانَ قبلي رسل ﴿وَمَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ﴾ من الشدَّة والرخاء والعافية وَيُقَال نزلت هَذِه الْآيَة فى شَأْنه أَصْحَابه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَيْثُ قَالُوا لَهُ مَتى يكون خروجنا من مَكَّة ونجاتنا من الْكفَّار فَقَالَ لَهُم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أَدْرِي مَا يفعل بِي وَلَا بكم أأخرج وتخرجون إِلَى الْهِجْرَة أم لَا ﴿إِنْ أَتَّبِعُ﴾ مَا أعمل ﴿إِلاَّ مَا يُوحى إِلَيَّ﴾ إِلَّا بِمَا أمرت فِي الْقُرْآن ﴿وَمَآ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ رَسُول مخوف بلغَة تعلمونها
﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد للْيَهُود ﴿أَرَأَيْتُمْ﴾ يَا معشر الْيَهُود ﴿إِن كَانَ مِنْ عِندِ الله﴾ يَقُول هَذَا الْقُرْآن من عِنْد الله ﴿وَكَفَرْتُمْ بِهِ﴾ بِالْقُرْآنِ يَا معشر الْيَهُود ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بني إِسْرَائِيل﴾