﴿مِنْهُ﴾ من الْقُرْآن ﴿آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ﴾ مبينات بالحلال وَالْحرَام لم تنسخ يعْمل بهَا ﴿هُنَّ أُمُّ الْكتاب﴾ أصل الْكتاب وَإِمَام فِي كل كتاب يعْمل بهَا نَحْو قَوْله تَعَالَى ﴿قُل تَعَالَوْا أتل مَا حرم ربكُم﴾ الْآيَة ﴿وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾ مَا اشتبهت على الْيَهُود من نَحْو حِسَاب الْجمل مثل آلم المص ق المر والر وَيُقَال منسوخات لَا يعْمل بهَا ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ﴾ وهم الْيَهُود كَعْب بن الْأَشْرَف وحيي بن أَخطب وجدي بن أَخطب ﴿فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ﴾ شكّ وَخلاف وميل عَن الْهدى ﴿فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ﴾ من الْقُرْآن ﴿ابْتِغَاء الْفِتْنَة﴾ طلب الْكفْر والشرك والاستقامة على مَا هم عَلَيْهِ من الضَّلَالَة ﴿وابتغاء تَأْوِيلِهِ﴾ طلب عَاقِبَة هَذِه الْأمة لكَي يرجع الْملك إِلَيْهِم ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ﴾ عَاقِبَة هَذِه الْأمة ﴿إِلاَّ الله﴾ انْقَطع الْكَلَام ثمَّ اسْتَأْنف فَقَالَ ﴿والراسخون فِي الْعلم﴾ البالغون بِعلم التَّوْرَاة عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه (يَقُولُونَ) آمنا بِهِ الْقُرْآن ﴿كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا﴾ نزل الْمُحكم والمتشابه ﴿وَمَا يَذَّكَّرُ﴾ يتعظ بأمثال الْقُرْآن ﴿إِلاَّ أُوْلُواْ الْأَلْبَاب﴾ ذَوُو الْعُقُول من النَّاس عبد الله ابْن سَلام وَأَصْحَابه
﴿رَبَّنَا﴾ وَيَقُولُونَ أَيْضا يَا رَبنَا ﴿لاَ تُزِغْ قُلُوبنَا﴾ لَا تمحي قُلُوبنَا عَن دينك ﴿بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا﴾ لدينك ﴿وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً﴾ ثبتنا على دينك ﴿إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّاب﴾ للْمُؤْمِنين الَّذين قبلنَا وَيُقَال الْوَهَّاب النُّبُوَّة وَالْإِسْلَام لمُحَمد
﴿رَبَّنَآ﴾ وَيَقُولُونَ يَا رَبنَا ﴿إِنَّكَ جَامِعُ النَّاس﴾ بعد الْمَوْت ﴿لِيَوْمٍ﴾ فِي يَوْم ﴿لاَّ رَيْبَ فِيهِ﴾ لَا شكّ فِيهِ ﴿إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد﴾ الْبَعْث بعد الْمَوْت والحساب والصراط وَالْمِيزَان وَالْجنَّة وَالنَّار
﴿إِن الَّذين كفرُوا﴾ يَعْنِي كَعْب ابْن الْأَشْرَف وَأَصْحَابه وَيُقَال أَبُو جهل وَأَصْحَابه ﴿لَن تغني عَنْهُم أَمْوَالهم﴾ كَثْرَة أَمْوَالهم ﴿وَلَا أَوْلَادهم﴾ كَثْرَة أَوْلَادهم ﴿مِّنَ الله﴾ من عَذَاب الله ﴿شَيْئاً وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّار﴾ حطب النَّار
﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ﴾ كصنع آل فِرْعَوْن وَيَقُول صنع بك قَوْمك كَذبُوك وشتموك كَمَا صنع قوم مُوسَى بمُوسَى كذبوه وشتموه ونصنع بهم يَوْم بدر كَمَا صنعنَا بِقوم مُوسَى يَوْم الْغَرق ﴿وَالَّذين مِن قَبْلِهِمْ﴾ من قبل قوم مُوسَى ﴿كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا﴾ بِالْكتاب وَالرَّسُول الَّذِي بعثنَا إِلَيْهِم ﴿فَأَخَذَهُمُ الله﴾ أهلكهم الله ﴿بِذُنُوبِهِمْ﴾ بتكذيبهم ﴿وَالله شَدِيدُ الْعقَاب﴾ إِذا عاقب
﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ كفار مَكَّة ﴿سَتُغْلَبُونَ﴾ تقتلون يَوْم بدر ﴿وَتُحْشَرُونَ﴾ يَوْم الْقِيَامَة ﴿إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ المهاد﴾ الْفراش والمصير
﴿قَدْ كَانَ لَكُمْ﴾ يَا أهل مَكَّة ﴿آيَةٌ﴾ عَلامَة لنبوة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿فِي فِئَتَيْنِ﴾ جمعين جمع مُحَمَّد وَجمع أبي سُفْيَان ﴿التقتا﴾ يَوْم بدر ﴿فِئَةٌ﴾ جمَاعَة ﴿تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ الله﴾ فِي طَاعَة الله مُحَمَّد وَأَصْحَابه وَكَانُوا ثلثمِائة وَثَلَاثَة عشر رجلا ﴿وَأُخْرَى كَافِرَةٌ﴾ وَجَمَاعَة أُخْرَى كَافِرَة بِاللَّه وَالرَّسُول أَبُو سُفْيَان وَأَصْحَابه وَكَانُوا تِسْعمائَة وَخمسين رجلا ﴿يَرَوْنَهُمْ﴾ يرَوْنَ أنفسهم ﴿مِّثْلَيْهِمْ﴾ مثل أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿رَأْيَ الْعين﴾ عيَانًا ظَاهرا بِالْعينِ وَيُقَال لَهَا وَجه آخر يَقُول قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ بني قُرَيْظَة وَالنضير ستغلبون بِالْقَتْلِ والإجلاء وَتُحْشَرُونَ بعد الْمَوْت إِلَى جَهَنَّمْ وَبِئْسَ المِهَاد الْفراش والمصير أخْبرهُم بذلك قبل يَوْم بدر بِسنتَيْنِ ثمَّ نزل قَدْ كَانَ لَكُمْ يَا معشر الْيَهُود آيةٌ عَلامَة لنبوة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي فِئَتَيْنِ جمعين جمع مُحَمَّد وَجمع أبي سُفْيَان الْتَقَتَا يَوْم بدر فِئَةٌ جمَاعَة مُحَمَّد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَأَصْحَابه تقَاتل فِي سَبِيل الله فِي طَاعَة وَأُخْرَى كَافِرَة وَجَمَاعَة أُخْرَى كَافِرَة بِاللَّه وَالرَّسُول أَبُو سُفْيَان وَأَصْحَابه ترونهم رأيتموهم يَا معشر الْيَهُود مِّثْلَيْهِمْ مثل أَصْحَاب مُحَمَّد رَأْيَ الْعَيْنِ عيَانًا ظَاهرا ﴿وَالله يُؤَيِّدُ﴾ يُقَوي ﴿بِنَصْرِهِ مَن يَشَآءُ﴾ يَعْنِي مُحَمَّدًا ﴿إِنَّ فِي ذَلِك﴾ فِي نصْرَة الله لمُحَمد يَوْم بدر ﴿لَعِبْرَةً لأُوْلِي الْأَبْصَار﴾ فِي الدّين يَعْنِي الْمُؤمنِينَ وَيُقَال لمن أبْصر بِالْعينِ
ثمَّ ذكر مَا زين للْكفَّار من نعيم الدُّنْيَا فَقَالَ