منحره يَقُول لم يتْركُوا أَن تبلغوه منحره ﴿وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ﴾ الْوَلِيد وَسَلَمَة بن هِشَام وَعَيَّاش بن ربيعَة وَأَبُو جندل بن سُهَيْل بن عَمْرو ﴿وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ﴾ بِمَكَّة ﴿لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تطؤوهم﴾ أَن تَقْتُلُوهُمْ ﴿فَتُصِيبَكمْ مِّنْهُمْ﴾ من قَتلهمْ ﴿مَّعَرَّةٌ﴾ دِيَة وإثم لَوْلَا ذَلِك لسلطكم عَلَيْهِم بِالْقَتْلِ ﴿بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ من غير أَن تعلمُوا أَنهم مُؤمنُونَ ﴿لِّيُدْخِلَ الله فِي رَحْمَتِهِ﴾ لكَي يكرم الله بِدِينِهِ ﴿مَن يَشَآءُ﴾ من كَانَ أَهلا لذَلِك مِنْهُم ﴿لَوْ تَزَيَّلُواْ﴾ لَو خرج هَؤُلَاءِ الْمُؤْمِنُونَ من بَين أظهرهم فَتَفَرَّقُوا من عِنْدهم ﴿لَعَذَّبْنَا الَّذين كَفَرُواْ﴾ كفار مَكَّة ﴿مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيمًا﴾ بسيوفكم
﴿إِذْ جَعَلَ﴾ أَخذ ﴿الَّذين كَفَرُواْ﴾ كفار مَكَّة ﴿فِي قُلُوبِهِمُ الحمية حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّة﴾ بمنعهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه عَن الْبَيْت ﴿فَأَنزَلَ الله سَكِينَتَهُ﴾ طمأنينته ﴿على رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤمنِينَ﴾ وأذهب عَنْهُم الحمية ﴿وَأَلْزَمَهُمْ﴾ ألهمهم ﴿كَلِمَةَ التَّقْوَى﴾ لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله ﴿وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا﴾ بِلَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله فِي علم الله ﴿وَأَهْلَهَا﴾ وَكَانُوا أَهلهَا فِي الدُّنْيَا ﴿وَكَانَ الله بِكُلِّ شَيْءٍ﴾ من الْكَرَامَة للْمُؤْمِنين ﴿عليما﴾
﴿لَّقَدْ صَدَقَ الله رَسُولَهُ﴾ حقق الله لرَسُوله ﴿الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ﴾ بِالصّدقِ حَيْثُ قَالَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأَصْحَابه ﴿لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِد الْحَرَام إِن شَآءَ الله آمِنين﴾ من الْعَدو ﴿مُحَلِّقِينَ رؤوسكم وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ﴾ من الْعَدو فوفى الله على مَا قَالَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأَصْحَابه ﴿فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُواْ﴾ فَعلم الله أَن يكون إِلَى السّنة الْقَابِلَة وَلم تعلمُوا أَنْتُم ذَلِك ﴿فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِك﴾ من قبل ذَلِك ﴿فَتْحاً قَرِيباً﴾ سَرِيعا يَعْنِي فتح خَيْبَر
﴿هُوَ الَّذِي أرسل رَسُوله﴾ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿بِالْهدى﴾ بِالتَّوْحِيدِ وَيُقَال بِالْقُرْآنِ ﴿وَدِينِ الْحق﴾ شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله ﴿لِيُظْهِرَهُ﴾ ليعليه ﴿عَلَى الدّين كُلِّهِ﴾ على الْأَدْيَان كلهَا فَلَا تقوم السَّاعَة حَتَّى لَا يبْقى إِلَّا مُسلم أَو مسالم ﴿وَكفى بِاللَّه شَهِيداً﴾ بِأَن لَا إِلَه إِلَّا الله
﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ الله﴾ من غير شَهَادَة سُهَيْل بن عَمْرو ﴿وَالَّذين مَعَهُ﴾ يَعْنِي أَبَا بكر أول من آمن بِهِ وَقَامَ مَعَه يَدْعُو الْكفَّار إِلَى دين الله ﴿أَشِدَّآءُ عَلَى الْكفَّار﴾ بالغلظة وَهُوَ عمر كَانَ شَدِيدا على أَعدَاء الله قَوِيا فِي دين الله ناصراً لرَسُول الله ﴿رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ﴾ متوادون فِيمَا بَينهم بارون وَهُوَ عُثْمَان بن عَفَّان كَانَ باراً على الْمُسلمين بِالنَّفَقَةِ عَلَيْهِم رحِيما بهم ﴿تَرَاهُمْ رُكَّعاً﴾ فِي الصَّلَاة ﴿سُجَّداً﴾ فِيهَا وَهُوَ عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه كَانَ كثير الرُّكُوع وَالسُّجُود ﴿يَبْتَغُونَ﴾ يطْلبُونَ ﴿فَضْلاً﴾ ثَوابًا ﴿مِّنَ الله وَرِضْوَاناً﴾ مرضاة رَبهم بِالْجِهَادِ وهم طَلْحَة وَالزُّبَيْر كَانَا غليظين على أَعدَاء الله شديدين عَلَيْهِم ﴿سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ﴾ عَلامَة السهر فِي وُجُوههم ﴿مِّنْ أَثَرِ السُّجُود﴾ من كَثْرَة السُّجُود بِاللَّيْلِ وهم سلمَان وبلال وصهيب وأصحابهم ﴿ذَلِك مَثَلُهُمْ﴾ هَكَذَا صفتهمْ ﴿فِي التَّوْرَاة وَمَثَلُهُمْ﴾ صفتهمْ ﴿فِي الْإِنْجِيل كزرع﴾ وَهُوَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿أَخْرَجَ﴾ أَي الله ﴿شَطْأَهُ﴾ فِرَاخه وَهُوَ أَبُو بكر أول من آمن بِهِ وَخرج مَعَه على أَعدَاء الله ﴿فَآزَرَهُ﴾ فأعانه وَهُوَ عمر أعَان النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِسَيْفِهِ على أَعدَاء الله ﴿فاستغلظ﴾ فتقوى بِمَال عُثْمَان على الْغَزْو وَالْجهَاد فِي سَبِيل الله ﴿فَاسْتَوَى على سُوقِهِ﴾ فَقَامَ على إِظْهَار أمره فِي قُرَيْش بعلي بن أبي طَالب ﴿يُعْجِبُ الزراع﴾ أعجب النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بطلحة وَالزُّبَيْر ﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ﴾ بطلحة وَالزُّبَيْر ﴿الْكفَّار﴾ وَيُقَال نزلت من قَوْله وَالَّذين مَعَهُ إِلَى هَهُنَا فِي مِدْحَة أهل بيعَة الرضْوَان وَجُمْلَة أَصْحَاب النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم المخلصين المطيعين لله ﴿وَعَدَ الله الَّذين آمَنُواْ﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات﴾ الطَّاعَات فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم ﴿مِنْهُم مَّغْفِرَةً﴾ أَي لَهُم مغْفرَة لذنوبهم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ﴿وَأَجْراً عَظِيماً﴾ ثَوابًا وافراً فى الْجنَّة


الصفحة التالية
Icon